أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام الصادق (عليه السلام)
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن البرقي، عن أبيه، عمن ذكره عن رفيد
مولى يزيد بن عمرو بن هبيرة قال: سخط علي ابن هبيرة وحلف علي ليقتلني فهربت منه
وعذت بأبي عبد الله عليه السلام فأعلمته خبري، فقال لي: انصرف واقرأه مني السلام
وقل له : إني قد آجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه بسوء، فقلت له: جعلت فداك شامي
خبيث الرأي فقال: اذهب إليه كما أقول لك، فأقبلت فلما كنت في بعض البوادي استقبلني
أعرابي، فقال: أين تذهب إني أرى وجه مقتول، ثم قال لي: أخرج يدك، ففعلت فقال: يد
مقتول، ثم قال لي: أبرز رجلك فأبرزت رجلي، فقال: رجل مقتول، ثم قال لي : أبرز جسدك
؟ ففعلت، فقال: جسد مقتول، ثم قال لي: أخرج لسانك، ففعلت، فقال لي: امض، فلا بأس
عليك فإن في لسانك رسالة لو أتيت بها الجبال الرواسي لانقادت لك، قال: فجئت حتى
وقفت على باب ابن هبيرة، فاستأذنت، فلما دخلت عليه قال: أتتك بحائن رجلاه يا غلام
النطع والسيف، ثم أمر بي فكتفت وشد رأسي وقام علي السياف ليضرب عنقي فقلت: أيها
الأمير لم تظفر بي عنوة وإنما جئتك من ذات نفسي وههنا أمر أذكره لك ثم أنت وشأنك،
فقال: قل، فقلت: أخلني فأمر من حضر فخرجوا فقلت له: جعفر بن محمد يقرئك السلام ويقول لك: قد آجرت عليك مولاك رفيدا فلا تهجه
بسوء فقال: والله لقد قال لك جعفر [بن محمد] هذه المقالة وأقرأني السلام؟! فحلفت
له فردها علي ثلاثا ثم حل أكتافي، ثم قال: لا يقنعني منك حتى تفعل لي ما فعلت بك،
قلت: ما تنطلق يدي بذاك ولا تطيب به نفسي، فقال: والله ما يقنعني إلا ذاك، ففعلت
به كما فعل بي وأطلقته فناولني خاتمه وقال: أموري في يدك فدبر فيها ما شئت.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 473
تاريخ النشر : 2024-09-02