أحاديث وروايات حول الدعاء/مواضيع متفرقة حول الدعاء/الدعاء عند قراءة القرآن وحفظه/الإمام الصادق (عليه السلام)
كان
أبوعبد الله عليه السلام يدعو عند قراءة كتاب الله عز وجل: " اللهم ربنا لك
الحمد أنت المتوحد بالقدرة والسلطان المتين ولك الحمد أنت المتعالي بالعز والكبرياء
وفوق السماوات والعرش العظيم ربنا ولك الحمد أنت المكتفي بعلمك والمحتاج إليك كل
ذي علم، ربنا ولك الحمد يا منزل الآيات والذكر العظيم ربنا فلك الحمد بما علمتنا
من الحكمة والقرآن العظيم المبين، اللهم أنت علمتناه قبل رغبتنا في تعليمه
واختصصتنا به قبل رغبتنا بنفعه، اللهم فإذا كان ذلك منا منك وفضلا وجودا ولطفا بنا
ورحمة لنا وامتنانا علينا من غير حولنا ولا حيلتنا ولا قوتنا اللهم فحبب إلينا حسن
تلاوته وحفظ آياته وإيمانا بمتشابهه وعملا بمحكمه وسببا في تأويله وهدى في تدبيره
وبصيرة بنوره، اللهم وكما أنزلته شفاء لأوليائك وشقاء على أعدائك وعمى على أهل
معصيتك ونورا لأهل طاعتك ، اللهم فاجعله لنا حصنا من عذابك وحرزا من غضبك وحاجزا
عن معصيتك وعصمة من سخطك ودليلا على طاعتك ونورا يوم نلقاك نستضئ به في خلقك ونجوز
به [على] صراطك ونهتدي به إلى جنتك، اللهم إنا نعوذ بك من الشقوة في حمله والعمى
عن عمله والجور عن حكمه والعلو عن قصده والتقصير دون حقه، اللهم احمل عنا ثقله
وأوجب لنا أجره و أوزعنا شكره واجعلنا نراعيه ونحفظه، اللهم اجعلنا نتبع حلاله
ونجتنب حرامه ونقيم حدوده ونؤدي فرائضه، اللهم ارزقنا حلاوة في تلاوته ونشاطا في
قيامه ووجلا في ترتيله وقوة في استعماله في آناء الليل و[أطراف] النهار، اللهم و
اشفنا من النوم باليسير وأيقظنا في ساعة الليل من رقاد الراقدين ونبهنا عند
الاحايين التي يستجاب فيها الدعاء من سنة الوسنانين اللهم اجعل لقلوبنا ذكاء عند
عجائبه التي لا تنقضي ولذاذة عند ترديده وعبرة عند ترجيعه ونفعا بينا عند
استفهامه، اللهم إنا نعوذ بك من تخلفه في قلوبنا وتوسده عند رقادنا ونبذه وراء
ظهورنا ونعوذ بك من قساوة قلوبنا لما به وعظتنا، اللهم انفعنا بما صرفت فيه من
الآيات وذكرنا بما ضربت فيه من المثلات وكفر عنا بتأويله السيئات وضاعف لنا به
جزاء في الحسنات وارفعنا به ثوابا في الدرجات ولقنا به البشرى بعد الممات اللهم
اجعله لنا زادا تقوينا به في الموقف بين يديك وطريقا واضحا نسلك به إليك وعلما
نافعا نشكر به نعماء ك وتخشعا صادقا نسبح به أسماء ك، فإنك اتخذت به علينا حجة
قطعت به عذرنا واصطنعت به عندنا نعمة قصر عنها شكرنا، اللهم اجعله لنا وليا يثبتنا
من الزلل ودليلا يهدينا لصالح العمل وعونا هاديا يقومنا من الميل وعونا يقوينا من الملل
حتى يبلغ بنا أفضل الامل اللهم اجعله لنا شافعا يوم اللقاء وسلاحا يوم الارتقاء
وحجيجا يوم القضاء ونورا يوم الظلماء يوم لا أرض ولا سماء يوم يجزى كل ساع بما
سعى، اللهم اجعله لنا ريا يوم الظمأ وفوزا يوم الجزاء من نار حامية، قليلة البقيا
على من بها اصطلى و بحرها تلظى، اللهم اجعله لنا برهانا على رؤوس الملاء يوم يجمع
فيه أهل الارض وأهل السماء، اللهم ارزقنا منازل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة
الانبياء إنك سميع الدعاء ".
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 573
تاريخ النشر : 2023-05-17