أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي موسى وهارون عليهما السلام/الإمام الصادق (عليه السلام)
القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن
عمارة، عن أبيه، عن سفيان بن سعيد قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن
محمد الصادق عليه السلام - وكان والله صادقا كما
سمي - يقول: يا سفيان عليك بالتقية فإنها سنة إبراهيم الخليل عليه السلام، وإن الله
عزوجل قال لموسى وهارون عليهما السلام: " اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا
لينا لعله يتذكر أو يخشى " يقول الله عزوجل: كنياه وقولا له: يا أبا مصعب،
وإن رسول الله كان إذا أراد سفرا ورى بغيره
وقال عليه السلام: أمرني ربي بمداراة الناس
كما أمرني بأداء الفرائض ؟، ولقد أدبه الله عزوجل بالتقية فقال: " ادفع بالتي هي
أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما
يلقاها إلا ذو حظ عظيم " يا سفيان من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة
العليا من العز، إن عز المؤمن في حفظ لسانه، ومن لم يملك لسانه ندم. قال سفيان:
فقلت له: يا ابن رسول الله هل يجوز أن يطمع الله عزوجل عباده في كون مالا يكون
؟ قال: لا، فقلت: فكيف قال الله عزوجل لموسى وهارون عليهما السلام: " لعله يتذكر
أو يخشى " وقد علم أن فرعون لا يتذكر ولا يخشى ؟ فقال: إن فرعون قد تذكر وخشي ولكن
عند رؤية البأس حيث لم ينفعه الايمان، ألا تسمع الله عزوجل يقول: " حتى إذا أدركه
الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " فلم
يقبل الله عزوجل إيمانه، وقال: " الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين *
فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية "
يقول: نلقيك على نجوة من الارض لتكون لمن بعدك
علامة وعبرة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [135]
تاريخ النشر : 2024-07-22