أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي موسى وهارون عليهما السلام/الإمام الرضا (عليه السلام)
في خبر ابن الجهم قال:
سأل المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: " فوكزه موسى فقضى عليه
قال هذا من عمل الشيطان " قال الرضا
عليه السلام: إن موسى عليه السلام دخل مدينة من مدائن
فرعون على حين غفلة من أهلها، وذلك بين المغرب والعشاء، فوجد فيها رجلين يقتتلان:
هذا من شيعته، وهذا من عدوه. فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فقضى
موسى عليه السلام على العدو بحكم الله تعالى ذكره فوكزه فمات، قال: هذا من عمل الشيطان،
يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين، لا ما فعله موسى عليه السلام من قتله،
إنه يعني الشيطان عدو مضل مبين. قال المأمون: فما معنى قول موسى: " رب إني ظلمت
نفسي فاغفر لي " ؟ قال: يقول: إني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة
" فاغفر لي " أي استرني من
أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني " فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " قال
موسى عليه السلام: " رب بما أنعمت علي
" من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة " فلن أكون ظهيرا للمجرمين
" بل اجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى " فأصبح " موسى عليه
السلام " في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره
بالأمس يستصرخه " على آخر " قال له موسى إنك لغوي
مبين " قاتلت رجلا بالأمس وتقاتل هذا اليوم ؟ لاؤدبنك، وأراد أن يبطش به،
فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما وهو
من شيعته قال: يا موسى أتريد أن تقتلني كما
قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الارض وما تريد أن تكون من المصلحين.
قال المأمون: جزاك الله خيرا يا أبا الحسن فما معنى قول موسى لفرعون: " فعلتها
إذا وأنا من الضالين " ؟ قال الرضا عليه السلام: إن فرعون قال لموسى عليه السلام
لما أتاه: " وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين " بي، قال موسى:
" فعلتها إذا وأنا من الضالين " عن
الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك " ففررت منكم لما
خفتكم فوهب لي ربي حكمها وجعلني من المرسلين " الخبر.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [32]
تاريخ النشر : 2024-07-21