أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/الامام المهدي عليه السلام/غيبة الامام المهدي عليه السلام/الامام علي عليه السلام
|
لا تقوم القيامة حتى تفقأ عين الدنيا ... تاريخ النشر : 2024-07-17
|
عن الحصين بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده عمرو بن سعد، قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تقوم القيامة حتى تفقأ عين الدنيا، وتظهر الحمرة في السماء، وتلك دموع حملة العرش على أهل الأرض حتى يظهر فيهم عصابة لا خلاق لهم يدعون لولدي وهم براء من ولدي، تلك عصابة رديئة لا خلاق لهم، على الأشرار مسلطة، وللجبابرة مفتنة، وللملوك مبيرة، تظهر في سواد الكوفة، يقدمهم رجل أسود اللون والقلب، رث الدين، لا خلاق له، مهجن زنيم عتل ، تداولته أيدي العواهر من الأمهات من شر نسل لا سقاها الله المطر في سنة إظهار غيبة المتغيب من ولدي صاحب الراية الحمراء والعلم الأخضر، أي يوم للمخيبين بين الأنبار وهيت، ذلك يوم فيه صيلم الأكراد والشراة ، وخراب دار الفراعنة، ومسكن الجبابرة، ومأوى الولاة الظلمة، وأم البلاء وأخت العار، تلك ورب علي يا عمرو بن سعد بغداد، ألا لعنة الله على العصاة من بني أمية وبني العباس الخونة الذين يقتلون الطيبين من ولدي، ولا يراقبون فيهم ذمتي، ولا يخافون الله فيما يفعلونه بحرمتي، إن لبني العباس يوما كيوم الطموح، ولهم فيه صرخة كصرخة الحبلى، الويل لشيعة ولد العباس من الحرب التي سنح بين نهاوند والدينور، تلك حرب صعاليك شيعة علي، يقدمهم رجل من همدان اسمه على اسم النبي (صلى الله عليه وآله).
منعوت موصوف باعتدال الخلق، وحسن الخلق، ونضارة اللون، له في صوته ضجاج، وفي أشفاره وطف، وفي عنقه سطع، أفرق الشعر، مفلج الثنايا ، على فرسه كبدر تمام إذا تجلى عنه الظلام، يسير بعصابة خير عصابة آوت وتقربت ودانت لله بدين تلك الأبطال من العرب الذين يلقحون حرب الكريهة، والدبرة يومئذ على الأعداء، إن للعدو يومذاك الصيلم والاستئصال " .
وفي هذين الحديثين من ذكر الغيبة وصاحبها ما فيه كفاية وشفاء للطالب المرتاد، وحجة على أهل الجحد والعناد، وفي الحديث الثاني إشارة إلى ذكر عصابة لم تكن تعرف فيما تقدم، وإنما يبعث في سنة ستين ومائتين ونحوها، وهي كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " سنة إظهار غيبة المتغيب "، وهي كما وصفها ونعتها ونعت الظاهر برايتها، وإذا تأمل اللبيب الذي له قلب - كما قال الله تعالى: (أو ألقى السمع وهو شهيد) - هذا التلويح اكتفى به عن التصريح، نسأل الرحيم توفيقا للصواب برحمته.
المصدر : الغَيبة
المؤلف : محمد بن إبراهيم النعماني
الجزء والصفحة : ص 149
تاريخ النشر : 2024-07-17