الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الاربعاء ٢٥ صفر ١٤٤٧هـ المصادف ۲۰ آب۲۰۲٥م

أقوال عامة
أقوال عامة
مما يقدح في عدالة الثلاثة...
تاريخ النشر : 2025-08-20
قال أبو الصلاح رحمه ‌الله في تقريب المعارف : ومما يقدح في عدالة الثلاثة ، قصدهم أهل بيت نبيهم عليهم‌ السلام بالتخفيف والأذى ، والوضع من أقدارهم ، واجتناب ما يستحقونه من التعظيم ، فمن ذلك : أمان كل معتزل بيعتهم ضررهم ، وقصدهم عليا عليه ‌السلام بالأذى لتخلفه عنهم ، والإغلاظ له في الخطاب والمبالغة في الوعيد ، وإحضار الحطب لتحريق منزله ، والهجوم عليه بالرجال من غير إذنه ، والإتيان به ملببا ، واضطرارهم بذلك زوجته وبناته ونساءه وحامته من بنات هاشم وغيرهم إلى الخروج عن بيوتهم ، وتجريد السيوف من حوله ، وتوعده بالقتل إن امتنع من بيعتهم ، ولم يفعلوا شيئا من ذلك لسعد بن عبادة ولا بالخباب بن المنذر .. وغيرهما ممن تأخر عن بيعتهم حتى مات أو طويل الزمان.
ومن ذلك ردهم دعوى فاطمة عليها‌ السلام وشهادة علي والحسنين عليهم السلام وقبول شهادة جابر بن عبد الله في الخبيثات ، وعائشة في الحجرة والقميص والنعل ، وغيرهما.
ومنها : تفضيل الناس في العطاء والاقتصار بهم على أدنى المنازل.
ومنها : عقد الرايات والولايات لمسلميّة الفتح والمؤلفة قلوبهم ومكيدي الإسلام من بني أمية ، وبني مخزوم ، وغيرهما ، والإعراض عنهم واجتناب تأهيلهم لشيء من ذلك.
ومنهم : موالاة المعروفين ببغضهم وحسدهم وتقديمهم على رقاب العالم كمعاوية ، وخالد ، وأبي عبيدة ، والمغيرة ، وأبي موسى ، ومروان ، وعبد الله بن أبي سرح ، وابن كريز .. ومن ضارعهم في عداوتهم ، والغض من المعروفين بولايتهم وقصدهم بالأذى كعمار ، وسلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ، وأبي بن كعب ، وابن مسعود .. ومن شاركهم في التخصص بولايتهم عليهم الصلاة والسلام.
ومنها : قبض أيديهم عن فدك مع ثبوت استحقاقهم لها على ما بيناه.
وإباحة معاوية الشام ، وأبي موسى العراق ، وابن كريز البصرة ، وابن أبي صرح [ كذا ] مصر والمغرب .. وأمثالهم من المشهورين بكيد الإسلام وأهله.
وتأمل هذا بعين إنصاف يكشف لك عن شديد عداوتهم وتحاملهم عليهم كأمثاله من الأفعال الدالة على تميز العدو من الولي ، ولا وجه لذلك إلا تخصصهم بصاحب الشريعة صلوات الله عليه وعلى آله في النسب ، وتقدمهم لديه في الدين ، وبذل الجهد في طاعته ، والمبالغة في نصيحته ونصرة ملته بما لا يشاركون فيه ، وفي هذا ما لا يخفى ما فيه على متأمل.
ثم قال : ومما يقدح في عدالتهم ما حفظ عن وجوه الصحابة وفضلاء السابقين والتابعين من الطعن عليهم وذم أفعالهم والتصريح بذمهم وتصريحهم بذلك عند الوفاة ، وتحسرهم على ما فرط منهم ، فأما أقوال الصحابة والتابعين ما حفظ عن أمير المؤمنين عليه ‌السلام من التظلم منهم والتصريح والتلويح بتقدمهم عليه بغير حق في مقام بعد مقام ،كقوله ـ حين أرادوه بالبيعة لأبي بكر ـ : والله أنا لا أبايعكم وأنتم أحق بالبيعة لي. وقوله عليه ‌السلام : ( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ). ثم ذكر ما مر من تظلماته وشكاياته صلوات الله عليه.
ثم قال : ومنه ما روي عن الأصبغ بن نباتة ورشيد الهجري وأبي كديبة الأسدي [ كذا ] وغيرهم من أصحاب علي عليه ‌السلام بأسانيد مختلفة ـ قالوا : كنا جلوسا في المسجد إذ خرج علينا أمير المؤمنين عليه ‌السلام من الباب الصغير يهوي بيده عن يمينه يقول : أما ترون ما أرى؟!. قلنا : يا أمير المؤمنين! وما الذي ترى؟. قال : أرى [ أبا زريق ] في سدف النار يشير إلي بيده يقول : استغفر لي ، لا غفر الله له ، وزاد أبو كديبة [ كذا ] : إن الله لا يرضى عنهما حتى يرضياني ، وايم الله لا يرضياني أبدا.
وسئل عن السدف؟ فقال : الوهدة العظيمة.
قال : ورووا عن الحارث الأعور ، قال : دخلت على علي عليه ‌السلام ـ في بعض الليل ـ ، فقال لي : ما جاء بك في هذه الساعة؟. قلت : حبك يا أمير المؤمنين. قال : الله ..؟. قلت : الله. قال : ألا أحدثك بأشد الناس عداوة لنا وأشدهم عداوة لمن أحبنا؟. قلت : بلى يا أمير المؤمنين ، أما والله لقد ظننت ظنا. قال : هات ظنك. قلت : [ فلان وفلان ]. قال : ادن مني يا أعور ، فدنوت منه ، فقال : ابرأ منهما .. برئ الله منهما.
وفي رواية أخرى : إني لأتوهم توهما فأكره أن أرمي به بريئا ، [ فلان وفلان ]. فقال : إي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنهما لهما ظلماني حقي ونغصاني ريقي وحسداني وآذياني ، وإنه ليوذي أهل النار ضجيجهما ورفع أصواتهما وتعيير رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله إياهما ..
قال : ورووا عن عمارة ، قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في ميمنة مسجد الكوفة وعنده الناس ، إذ أقبل رجل فسلم عليه ثم قال : يا أمير المؤمنين! والله إني لأحبك. فقال : لكني والله ما أحبك ، كيف حبك لأبي بكر وعمر؟. فقال : والله إني لأحبهما حبا شديدا. قال : كيف حبك لعثمان؟. قال :قد رسخ حبه في السويداء من قلبي. فقال علي عليه ‌السلام : أنا أبو الحسن ... الحديث.
قال : ورووا عن سفيان ، عن فضيل بن الزبير ، عن نقيع ، عن أبي كديبة الأزدي ، قال : قام رجل إلى أمير المؤمنين عليه ‌السلام فسأله عن قول الله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) فيمن نزلت؟ فقال : ما تريد؟ أتريد أن تغري بي الناس؟. قال : لا يا أمير المؤمنين ، ولكن أحب أن أعلم. قال : اجلس ، فجلس ، فقال : اكتب عامرا اكتب معمرا اكتب عمر اكتب عمارا اكتب معتمرا .. في أحد الخمسة نزلت. قال سفيان : قلت لفضيل : أتراه عمر؟. قال : فمن هو غيره ..
قال : ورووا عن المنذر الثوري ، قال : سمعت الحسين بن علي عليهما ‌السلام يقول : إن أبا بكر وعمر عمدا إلى الأمر ـ وهو لنا كله ـ فجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدة ، أما والله ليهم بهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا.
قال : ورووا عنه عليه ‌السلام ـ وسأله رجل عن أبي بكر وعمر ـ ، فقال : والله لقد ضيعانا ، وذهبا بحقنا ، وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما ، ووطئا على أعناقنا ، وحملا الناس على رقابنا ..
قال : ورووا عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، قال : سئل علي بن الحسين عليهما ‌السلام عن أبي بكر وعمر؟. فقال : أضغنا بآبائنا ، واضطجعا بسبيلنا ، وحملا الناس على رقابنا ..
وعن أبي إسحاق ، أنه قال : صحبت علي بن الحسين عليهما ‌السلام بين مكة والمدينة ، فسألته عن أبي بكر وعمر ما تقول فيهما؟. قال : ما عسى أن أقول فيهما .. لا رحمهما الله ولا غفر لهما.
وعن القاسم بن مسلم ، قال : كنت مع علي بن الحسين عليهما ‌السلام بينبع يدي في يده ، فقلت : ما تقول في هذين الرجلين؟ أتبرأ من عدوهما؟. فغضب ورمى بيده من يدي ، ثم قال عليه ‌السلام : ويحك! يا قاسم! هما أول من أضغنا بآبائنا ، واضطجعا بسبيلنا ، وحملا الناس على رقابنا ، وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما ..
وعن حكيم بن جبير ، عنه عليه ‌السلام مثله ، وزاد : فلا غفر الله لهما.
وعن أبي علي الخراساني ، عن مولى لعلي بن الحسين عليهما ‌السلام ، قال : كنت معه عليه ‌السلام في بعض خلواته ، فقلت : إن لي عليك حقا ، ألا تخبرني عن هذين الرجلين ، فقال : كافران ، كافر من أحبهما.
وعن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما ‌السلام ـ وقد خلا ـ : أخبرني عن هذين الرجلين؟. قال : هما أول من ظلمنا حقنا وأخذا ميراثنا ، وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما ، لا غفر الله لهما ولا رحمهما ، كافران ، كافر من تولاهما.
وعن حكيم بن جبير ، قال : قال علي بن الحسين عليهما ‌السلام : أنتم تقتلون في عثمان منذ ستين سنة ، فكيف لو تبرأتم من صنمي قريش؟!.
قال : ورووا عن سورة بن كليب ، قال : سألت أبا جعفر عليه ‌السلام [ عنهما ]. قال : هما أول من ظلمنا حقنا وحمل الناس على رقابنا ، فأعدت عليه ، فأعاد علي ثلاثا ، فأعدت عليه الرابعة ، فقال :
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
              وما علم الإنسان إلا ليعلما
وعن كثير النواء ، عن أبي جعفر عليه ‌السلام ، قال : سألته [ عنهما ] فقال : هما أول من انتزى على حقنا وحملا الناس على أعناقنا وأكنافنا ، وأدخلا الذل بيوتنا ..
وعنه ، عن أبي جعفر عليه ‌السلام ، قال : والله لو وجد عليهما أعوانا لجاهدهما.
وعن بشير ، قال : سألت أبا جعفر عليه ‌السلام [ عنهما ] فلم يجبني ، ثم سألته فلم يجبني ، فلما كان في الثالثة قلت : جعلت فداك ، أخبرني عنهما؟. فقال : ما قطرت قطرة من دمائنا ولا من دماء أحد من المسلمين إلا وهي في أعناقهما إلى يوم القيامة ..
ورووا أن ابن بشير قال : قلت لأبي جعفر عليه ‌السلام : إن الناس يزعمون أن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله قال : اللهم أعز الإسلام بأبي جهل أو [ برمع ]. فقال أبو جعفر : والله ما قال هذا رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله قط ، إنما أعز الله الدين بمحمد صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله ، ما كان الله ليعز الدين بشرار خلقه.
ورووا عن قدامة بن سعد الثقفي ، قال : سألت أبا جعفر عليه ‌السلام [ عنهما ] فقال : أدركت أهل بيتي وهم يعيبونهما.
وعن أبي الجارود ، قال : كنت أنا وكثير النواء عند أبي جعفر عليه ‌السلام ، فقال كثير : يا أبا جعفر! رحمك الله ، هذا أبو الجارود يبرأ من [ فلان وفلان ] ، فقلت لأبي جعفر عليه ‌السلام : كذب والله الذي لا إله إلا هو ما سمع ذلك مني قط ، وعنده عبد الله بن علي أخو أبي جعفر عليه ‌السلام ، فقال : هلم إلي ، أقبل إلي يا كثير ، كانا والله أول من ظلمنا حقنا وأضغنا بآبائنا ، وحملا الناس على رقابنا ، فلا غفر الله لهما ، ولا غفر لك معهما يا كثير.
وعن أبي الجارود ، قال : : سئل أبو جعفر عليه ‌السلام عنهما وأنا جالس؟ فقال : هما أول من ظلمنا حقنا ، وحملا الناس على رقابنا ، وأخذا من فاطمة عليها‌ السلام عطية رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله فدك بنواضحها. فقام ميسر ، فقال : الله ورسوله منهما بريئان. فقال أبو جعفر عليه ‌السلام :
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
                 وما علم الإنسان إلا ليعلما
ورووا عن بشير بن أراكة النبال ، قال : سألت أبا جعفر عليه ‌السلام [ عنهما ] فقال ـ كهيئة المنتهر ـ : ما تريد من صنمي العرب؟! أنتم تقتلون على دم عثمان بن عفان ، فكيف لو أظهرتم البراءة منهما ، إذا لما ناظروكم طرفة عين؟!.
وعن حجر البجلي ، قال : : شككت في أمر الرجلين ، فأتيت المدينة ، فسمعت أبا جعفر عليه ‌السلام يقول : [ إنهما ] أول من ظلمنا وذهب بحقنا وحمل الناس على رقابنا أبو بكر وعمر.
وعنه عليه ‌السلام ، قال : لو وجد علي أعوانا لضرب أعناقهما.
وعن سلام بن سعيد المخزومي ، عن أبي جعفر عليه ‌السلام ، قال : ثلاثة لا يصعد عملهم إلى السماء ولا يقبل منهم عمل : من مات ولنا أهل البيت في قلبه بغض ، ومن تولى عدونا ، ومن تولى أبابكر وعمر.
وعن ورد بن زيد ـ أخي الكميت ـ ، قال : سألنا محمد بن علي عليهما ‌السلام؟ فقال : من كان يعلم أن الله حكم عدل برئ منهما ، وما من محجمة دم يهراق إلا وهي في رقابهما.
وعنه عليه ‌السلام ، ـ وسئل [ عنهما ] فقال ـ : هما أول من ظلمنا ، وقبض حقنا ، وتوثب على رقابنا ، وفتح علينا بابا لا يسده شيء إلى يوم القيامة ، فلا غفر الله لهما ظلمهما إيانا.
وعن سالم بن أبي حفصة ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه ‌السلام ، فقلت : أئمتنا وسادتنا نوالي من واليتم ، ونعادي من عاديتم ، ونبرأ من عدوكم.
فقال : بخ بخ يا شيخ! إن كان لقولك حقيقة. قلت : جعلت فداك ، إن له حقيقة. قال : ما تقول [ فيهما ]؟. قال : إماما عدل رحمهما الله؟. قال :يا شيخ! والله لقد أشركت في هذا الأمر من لم يجعل الله له فيه نصيبا.
وعن فضيل الرسان ، عن أبي جعفر عليه ‌السلام ، قال : مثل [ فلان ] وشيعته مثل فرعون وشيعته ، ومثل علي وشيعته مثل موسى وشيعته.
ورووا عن أبي جعفر عليه ‌السلام في قوله عز وجل : ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً ) ... ، قال : أسر إليهما أمر القبطية ، وأسر إليهما [ أنهما ] يليان أمر الأمة من بعده ظالمين فاجرين غادرين.
ورووا عن عبيد بن سليمان النخعي ، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين ، عن ابن أخيه الأرقط ، قال : قلت لجعفر بن محمد : يا عماه! إني أتخوف علي وعليك الفوت أو الموت ، ولم يفرش لي أمر هذين الرجلين؟. فقال لي جعفر. عليه ‌السلام : ابرأ منهما ، برئ الله ورسوله منهما.
وعن عبد الله بن سنان ، عن جعفر بن محمد عليهما ‌السلام ، قال : قال لي : صنما قريش اللذان يعبدونهما.
وعن إسماعيل بن يسار ، عن غير واحد ، عن جعفر بن محمد عليهما ‌السلام ، قال : كان إذا ذكر [ رمع ] زناه ، وإذا ذكر أبا جعفر الدوانيق زناه ، ولا يزني غيرهما.
قال : وتناصر الخبر عن علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد عليهم‌ السلام من طرق مختلفة أنهم قالوا ـ وكل منهم ـ : ثلاثة ( لا يَنْظُرُ ) الله ( إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) ، من زعم أنه إمام وليس بإمام ، ومن جحد إمامة إمام من الله ، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيبا. ومن طرق أخر : أن للأولين ، ومن أخر : للأعرابيين في الإسلام نصيبا .. ـ.
.. إلى غير ذلك من الروايات عمن ذكرناه ، وعن أبنائهم عليهم‌ السلام مقترنا بالمعلوم من دينهم لكل متأمل حالهم ، وأنهم يرون في المتقدمين على أمير المؤمنين عليه ‌السلام ومن دان بدينهم أنهم ... ، وذلك كاف عن إيراد رواية ، وإنما ذكرنا طرفا منها استظهارا.
وقد روت الخاصة والعامة عن جماعة من وجوه الطالبيين ما يضاهي المروي من ذلك عن الأئمة عليهم‌ السلام : فرووا عن معمر بن خيثم ، قال : بعثني زيد بن علي داعية ، فقلت : جعلت فداك ، ما أجابتنا إليه الشيعة ، فإنها لا تجيبنا إلى ولاية. قال لي : ويحك! أحد أعلم بمظلمته منا ، والله لئن قلت إنهما جارا في الحكم لتكذبن ، ولئن قلت إنهما استأثرا بالفيء لتكذبن ، ولكنهما أول من ظلمنا حقنا وحمل الناس على رقابنا ، والله إني لأبغض أبناءهما من بغضي آباءهما ولكن لو دعوت الناس إلى ما تقولون لرمونا بقوس واحد.
ورووا عن محمد بن فرات الجرمي ، قال : سمعت زيد بن علي يقول : إنا لنلتقي وآل عمر في الحمام فيعلمون أنا لا نحبهم ولا يحبونا ، والله إنا لنبغض الأبناء لبغض الآباء.
ورووا عن فضيل بن الزبير ، قال : قلت لزيد بن علي (عليه السلام) : ما تقول في؟. قال : قل فيهما ما قال علي : كف كما كف لا تجاوز قوله.
قلت : أخبرني عن قلبي أنا خلقته؟. قال : لا.
قلت : فإني أشهد على الذي خلقه أنه وضع في قلبي بغضهما ، فكيف لي بإخراج ذلك من قلبي؟. فجلس جالسا وقال : أنا والله الذي لا إله إلا هو إني لأبغض بنيهما من بغضهما ، وذلك لأنهم إذا سمعوا سب علي عليه ‌السلام فرحوا.
ورووا عن العباس بن الوليد الأغداري ، قال : سئل زيد بن علي عن ، فلم يجب فيهما ، فلما أصابته الرمية فنزع الرمح من وجهه استقبل الدم بيده حتى صار كأنه كبد ، فقال : أين السائل عن؟ هما والله شركاء في هذا الدم ، ثم رمى به وراء ظهره.
وعن نافع الثقفي ـ وكان قد أدرك زيد بن علي ـ ، قال : فسأله رجل عن ، فسكت فلم يجبه ، فلما رمي قال : أين السائل عن؟هما أوقفاني هذا الموقف.
ورووا عن يعقوب بن عدي ، قال : سئل يحيى بن زيد عنهما ـ ونحن بخراسان وقد التقى الصفان ـ ، فقال : هما أقامانا هذا المقام ، والله لقد كانا لئيما جدهما ، ولقد هما بأمير المؤمنين عليه ‌السلام أن يقتلاه.
ورووا عن قليب بن حماد ، عن موسى بن عبد الله بن الحسن ، قال : كنت مع أبي بمكة ، فلقيت رجلا من أهل الطائف مولى لثقيف ، فنال ، فأوصاه أبي بتقوى الله ، فقال الرجل : يا أبا محمد! أسألك برب هذه البنية ورب هذا البيت! هل صليا على فاطمة؟ قال : اللهم لا. قال : فلما مضى الرجل قال موسى : سببته وكفرته. فقال : أي بني! لا تسبه ولا تكفره ، والله لقد فعلا فعلا عظيما.
وفي رواية أخرى : .. أي بني! لا تكفره ، فوالله ما صليا على رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله ، ولقد مكث ثلاثا ما دفنوه ، إنه شغلهم ما كانا يبرمان.
ورووا ، أنه أتي بزيد بن علي الثقفي إلى عبد الله بن الحسن ـ وهو بمكة ـ ، فقال : أنشدك الله! أتعلم أنهم منعوا فاطمة عليها‌ السلام بنت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله ميراثها؟. قال : نعم.
قال : فأنشدك الله! أتعلم أن فاطمة ماتت وهي لا تكلمهما ـ وأوصت أن لا يصليا عليها؟. قال : نعم.
قال : فأنشدك الله! أتعلم أنهم بايعوا قبل أن يدفن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله واغتنموا شغلهم؟. قال : نعم.
قال : وأسألك بالله! أتعلم أن عليا عليه ‌السلام لم يبايع لهما حتى أكره؟ قال : نعم.
قال : فأشهدك أني منهما بريء وأنا على رأي علي وفاطمة عليهما ‌السلام.
قال موسى : فأقبلت عليه ، فقال أبي : أي بني! والله لقد أتيا أمرا عظيما.
ورووا عن مخول بن إبراهيم ، قال : أخبرني موسى بن عبد الله بن الحسن وذكرهما ، فقال : قل لهؤلاء نحن نأتم بفاطمة ، فقد جاء البيت عنها أنها ماتت وهي غضبى عليهما ، فنحن نغضب لغضبها ونرضى لرضاها ، فقد جاء غضبها ، فإذا جاء رضاها رضينا.
قال مخول : وسألت موسى بن عبد الله عن ، فقال لي : ما أكره ذكره. قلت لمخول : قال فيهما أشد من الظلم والفجور والغدر؟!. قال :نعم.
قال مخول : وسألت عنهما مرة ، فقال : أتحسبني تبريا؟ ثم قال فيهما قولا سيئا.
وعن ابن مسعود ، قال : سمعت موسى بن عبد الله يقول : هما أول من ظلمنا حقنا وميراثنا من رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله وغصبانا فغصب الناس.
ورووا عن يحيى بن مساور ، قال : سألت يحيى بن عبد الله بن الحسن عن؟. فقال لي : ابرأ منهما.
ورووا عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه ‌السلام ، قال : شهدت أبي ، محمد بن عمر ، ومحمد بن عمر بن الحسن ـ وهو الذي كان مع الحسين بكربلاء ، وكانت الشيعة تنزله بمنزلة أبي جعفر عليه ‌السلام يعرفون حقه وفضله ـ ، قال : فكلمه في أبي ، فقال محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب لأبي : اسكت! فإنك عاجز ، والله إنهما لشركاء في دم الحسين عليه ‌السلام.
وفي رواية أخرى عنه ، أنه قال : والله لقد أخرجهما رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله من مسجده وهما يتطهران وأدخلا وهما جيفة في بيته.
ورووا عن أبي حذيفة ـ من أهل اليمن وكان فاضلا زاهدا ـ ، قال : سمعت عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين عليه ‌السلام وهو يطوف بالبيت ، فقال : ورب هذا البيت ، ورب هذا الركن ، ورب هذا الحجر ، ما قطرت منا قطرة دم ولا قطرت من دماء المسلمين قطرة إلا وهو في أعناقهماـ يعني أبابكر وعمرـ.
ورووا عن إسحاق بن أحمر ، قال : سألت محمد بن الحسن بن علي بن الحسين عليهما ‌السلام ، قلت : أصلي خلف من يتوالى؟. قال : لا ، ولا كرامة.
ورووا عن أبي الجارود ، قال : سئل محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه ‌السلام عن؟. فقال : قتلتم منذ ستين سنة في أن ذكرتم عثمان ، فوالله لو ذكرتم لكانت دماؤكم أحل عندهم من دماء السنانير.
ورووا عن أرطاة بن حبيب الأسدي ، قال : سمعت الحسن بن علي بن الحسين الشهيد عليه ‌السلام بفخ يقول : هما والله أقامانا هذا المقام ، وزعما أن رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله لا يورث.
ورووا عن إبراهيم بن ميمون ، عن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي عليهما ‌السلام ، قال : ما رفعت امرأة منا طرفها إلى السماء فقطرت منها قطرة إلا كان في أعناقهما.
ورووا عن قليب بن حماد ، قال : سألت الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن زيد بن الحسن ، والحسين بن زيد بن علي عليه ‌السلام وعدة من أهل البيت عن رجل من أصحابنا لا يخالفنا في شيء إلا إذا انتهى إلى أوقفهما وشك في أمرهما؟ فكلهم قالوا : من أوقفهما شكا في أمرهما فهو ضال كافر.
ورووا عن محمد بن الفرات ، قال : حدثتني فاطمة الحنفية ، عن فاطمة ابنة الحسين أنها كانت تبغض وتسبهما.
ورووا عن عمر بن ثابت ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ، قال : إن أبا بكر وعمر عدلا في الناس وظلمانا ، فلم تغضب الناس لنا ، وإن عثمان ظلمنا وظلم الناس ، فغضبت الناس لأنفسهم فمالوا إليه فقتلوه.
ورووا عن القاسم بن جندب ، عن أنس بن مالك ، قال : مرض علي عليه ‌السلام فثقل ، فجلست عند رأسه ، فدخل رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله ومعه الناس فامتلأ البيت ، فقمت من مجلسي ، فجلس فيه رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله ، فغمز أبو بكر عمر فقام ، فقال : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، إنك كنت عهدت إلينا في هذا عهدا وإنا لا نراه إلا لما به ، فإن كان شيء فإلى من؟. فسكت رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله فلم يجبه ، فغمزه الثانية فكذلك ، ثم الثالثة ، فرفع رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله رأسه ثم قال : إن هذا لا يموت من وجعه هذا ، ولا يموت حتى تملياه غيظا ، وتوسعاه غدرا ، وتجداه صابرا.
ورووا عن يزيد بن معاوية البكالي ، قالت [ كذا ] : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : ولي أبو بكر فطعن في الإسلام طعنة أوهنه ، ثم ولي عمر فطعن في الإسلام طعنة مرق منه.
وفي رواية أخرى عنه رضي‌ الله‌ عنه ، قال : ولينا أبو بكر فطعن في الإسلام طعنة ، ثم ولينا عمر فحل الأزرار ، ثم ولينا عثمان فخرج منه عريانا.
ورووا عن أبان بن تغلب ، عن الحكم بن عيينة ، قال : كان إذا ذكر عمر أمضه ، ثم قال : كان يدعو ابن عباس فيستفتيه مغايظة لعلي عليه ‌السلام.
ورووا عن الأعمش ، أنه كان يقول : قبض نبيهم صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله فلم يكن لهم هم إلا أن يقولوا : منا أمير ومنكم أمير ، وما أظنهم يفلحون.
ورووا عن معمر بن زائدة الوشاء ، قال : أشهد على الأعمش أني سمعته يقول : إذا كان يوم القيامة يجاء كالثورين العقيرين لهما في نار جهنم خوار.
ورووا عن سليمان بن أبي الورد ، قال : قال الأعمش في مرضه الذي قبض فيه هو برية منهما وسماهما ، قلت للمسعودي : سماهما؟!. قال : نعم.
ورووا عن عمر بن زائدة ، قال : كنا عند حبيب بن أبي ثابت ، قال بعض القوم : أبو أفضل من علي ، فغضب حبيب ثم قام قائما ، فقال : والله الذي لا إله إلا هو لفيهما : ( الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ ) ... الآية.
ورووا عن يحيى بن المساور ، عن أبي الجارود ، قال : إن لله عز وجل مدينتين ، مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب لا يفتران من لعن.
ورووا عن ابن عبد الرحمن ، قال : سمعت شريكا يقول : ما لهم ولفاطمة عليها‌ السلام؟ والله ما جهزت جيشا ولا جمعت جمعا ، والله لقد آذيا رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله في قبره.
ورووا عن إبراهيم بن يحيى الثوري ، قال : : سمعت شريكا وسأله رجل يا أبا عبد الله! : حب أبي بكر وعمر سنة؟ ـ. فقال : يا معافا ، خذ بثوبه فأخرجه واعرف وجهه ولا تدخله علي ، يا أحمق! لو كان حبهما سنة لكان واجبا عليك أن تذكرهما في صلاتك كما تصلي على محمد وآل محمد.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 30 / صفحة [ 377 ] 
تاريخ النشر : 2025-08-20


Untitled Document
دعاء يوم الأربعاء
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ اللّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً، لَكَ الحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً، حَمْداً دائِماً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً، وَلا يُحْصِي لَهُ الخَلائِقُ عَدَداً. اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ، وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ، وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ، وَعافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلى العَرْشِ اسْتَوَيْتَ وَعَلى المُلْكِ احْتَوَيْتَ. أَدْعُوكَ دُعاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ وَتَدانى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إِلى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الأَرْبِعاءِ أَرْبَعاً: اجْعَلْ قُوَّتِي فِي طاعَتِكَ، وَنَشاطِي فِي عِبادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوابِكَ، وَزُهْدِي فِيما يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقابِكَ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ.

زيارات الأيام
زيارة الإمام الكاظم والرضا والجواد والهادي (عليهم السلام) يوم الأربعاء
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَوْلِياءَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا حُجَجَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ اللهِ فى ظُلُماتِ الْاَرْضِ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى آلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ بِاَبى اَنْتُمْ وَاُمّى لَقَدْ عَبَدْتُمُ اللهَ مُخْلِصينَ وَجاهَدْتُمْ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أتاكم الْيَقينُ فَلَعَنَ اللهُ اَعْداءكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اَجَمْعَينَ وَاَنَا اَبْرَأُ اِلَى اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، يا مَوْلايَ يا اَبا اِبْراهيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسى يا مَوْلايَ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّد اَنَا مَوْلىً لَكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ في يَوْمِكُمْ هذا وَهُوَ يَوْمُ الْاَرْبَعاءِ وَمُسْتَجيرٌ بِكُمْ فَاَضيفُوني وَ اَجيرُوني بِـآلِ بَيْتِـكُـمُ الطَّيـِّبيـنَ الطّاهِـريـنَ.