أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/التقوى والعمل والورع واليقين/التقوى والورع والعبادة/الإمام الصادق (عليه السلام)
قال الصادق (عليه السلام) : طوبى لعبد جاهد الله نفسه وهواه ومن هزم حينئذ هواه ظفر برضى الله ومن جاوز عقله نفسه الامارة بالسوء بالجهد والاستكانة والخضوع على بساط خدمة الله تعالى فقد فاز فوزا عظيما ولا حجاب أظلم وأوحش بين العبد وبين الله تعالى من النفس والهوى وليس لقتلهما وقطعهما سلاح وآله مثل الافتقار إلى الله سبحانه والخشوع والجوع والظماء بالنهار والسهر بالليل فإن مات صاحبه مات شهيدا وان عاش واستقام أداه عاقبته إلى الرضوان الأكبر قال الله عز من قائل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين) وإذا رأيت مجتهدا أبلغ منك في الاجتهاد فوبخ نفسك ولها وعيرها تحثيثا على الازدياد عليه واجعل لها زماما من الامر وعنانا من النهى وسقها كالرايض الفادة التي لا يذهب عليه خطوة من خطواتها إلا وقد صحح أولها وآخرها وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلى حتى يتورم قدماه وقال ا فلا أكون عبدا شكورا أراد (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يعتبر به أمته فلا يغفلوا عن الاجتهاد والتعب والرياضة بحال إلا انك لو وجدت حلاوة عبادة الله ورأيت بركاتها واستضئت بنورها لم تصبر عنها ساعة واحدة ولو قطعت إربا إربا فما اعرض من اعرض عنها بحرمان فوائد السلف من العصمة والتوفيق قيل لربيع بن خيثم ما لك لا تنام بالليل؟ قال لأني أخاف البيات .
المصدر : مصباح الشريعة
المؤلف : منسوب للإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام)
الجزء والصفحة : ص 169
تاريخ النشر : 2024-06-27