النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/آدم وحواء صلوات الله عليهما وأولادهما /ترك آدم الاولى وكيفية قبول توبته والكلمات التى تلقاها من ربه/الإمام الرضا (عليه السلام)
تميم القرشي، عن أبيه، عن حمدان بن سليمان،
عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليه السلام
فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك: إن الأنبياء
معصومون ؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله
عزوجل " وعصى آدم ربه فغوى " فقال عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى قال
لآدم عليه السلام: " اسكن أنت وزوجك الجنة
وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة
" وأشار لهما إلى شجرة الحنطة " فتكونا من الظالمين " ولم يقل لهما:
لا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها
فلم يقربا تلك الشجرة " وإنما أكلا من غيرها
لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال: " ما نهكما ربكما عن هذه الشجرة " وإنما نهاكما
أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الأكل منها " إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين
* وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين " ولم يكن آدم وحواء شاهدا قبل ذلك من يحلف
بالله كاذبا " فدلهما بغرور " فأكلا منها ثقة بيمينه بالله، وكان ذلك من
آدم قبل النبوة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق
به دخول النار، وإنما كان من الصغائر الموهوبة
التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله
نبيا " كان معصوما " لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله عزوجل: " وعصى
آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى
" وقال الله عزوجل: " إن الله اصطفى ونوحا "
وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ".
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [ 164 ]
تاريخ النشر : 2024-05-27