الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
فضل الله الراوندي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص299-302
27-1-2016
2798
هو ضياء الدين أبو الرضا فضل اللّه بن عليّ بن عبد اللّه الحسني الراونديّ القاسانيّ (القاشانيّ) ، أصله من راوند، قرب قاشان (كاشان) ، على ثلاثين فرسخا من أصفهان.
سكن فضل اللّه الراونديّ قاشان و أنشأ فيها مدرسة عظيمة سمّاها المدرسة المجديّة و تصدّر للتدريس فيها (ص: كب) . غير أنّ هذا لا يتّسق و ما جاء في ديوانه من المدائح، و خصوصا ما ذكر هو بخطّه في ديوانه عن صلته بالوزير أنوشروان (1): «أيست من عائدة نفعه بعد أن لازمت بابه ثمانية أشهر و خبطت الثلوج المتراكمة في أصفهان- و كانت سنة ثلجة -. و من أصعب ما شقّ عليّ في معاملته ما كنت أدلّ به و أمدّ عنق الرجاء. . . . . فلم أنصرف منه الاّ باليأس» .
و كانت وفاة فضل اللّه الراونديّ نحو سنة 551 ه (1165 م) .
كان فضل اللّه الراونديّ بارعا في الأصول و الفقه، و كانت له مشاركة في العلوم العقلية و في الرياضيّات: كان له ابن اسمه أحمد فقال ملغزا في اسمه:
أقبل كالبدر في مدارعه... يشرق في السعد من مطالعه (2)
أوّله ربع عشر ثالثه... و ربع ثانيه جذر رابعه (3)
و كان شاعرا ناثرا مترسّلا. و شعره مدح في الأكثر و رثاء و وصف و غزل و نسيب و أدب (حكمة) . و مع أنّ شعره متين السبك صحيح الأسلوب كثير المعاني، فإنّ الرونق عليه قليل لغلبة التكلّف في تطلّب المعاني و الصناعة عليه. و مع ذلك فإنّ له أشياء بارعة.
و لفضل اللّه الراونديّ كتب منها: الكافي في التفسير-تفسير كلام اللّه المجيد (لم يتمّه) -الطراز المذهب في إبراز المذهب-مقاربة الطيّة الى مقارنة النيّة- ضوء الشهاب في شرح الشهاب-الكافي في علم العروض و القوافي-نظم العروض- الطبّ الرضويّ-غمام الغموم-مزن الحزن-مجمع اللطائف و منبع الظرائف- نثر اللآلي لفخر المعالي-غنية المغنّي و منية المتمنّي-كتاب الحسيب النسيب للحسيب النسيب (و هو ألف بيت في الغزل و التشبيب) .
مختارات من شعره:
-قال فضل اللّه الراونديّ في مطلع قصيدة يرثي بها ابنه الوصيّ شهاب الدين أبا الحسن محمّدا، و فيها شيء من التأمّل في الحياة:
رقدت، و دهرك لا يرقد... و قد فات من عمرك الأرغد (4)
عذيرك من أمل كاذب... محال له الدهر مستعبد (5)
أ لم تر أن المنى ضلّة... يعيش بها الخامل المرمد (6)
تنبّه لشأنك و اجهد له... فانّ الخلاص لمن يجهد
تولّى الشباب و جاء المشيب... و همّ لداتك أن ينهدوا (7)
فان لم تصدّق فهذا الشهاب... أبو الحسن الماجد الأمجد
ترحّل منتحيا طيّة... يباعدها السفر الأبعد (8)
و كان شهابا لدين الإله... من العلم أنواره ترصد
فهبّت له زعزع عاصف... فأخمده عصفها الأنكد (9)
فباللّه، كيف خبا نوره... الم تكن الشهب لا تخمد (10)
- و من قصيدة له يمدح بها الصاحب بهاء الدين القاشاني و يهنّئه بالنيروز (عيد الربيع) و فيها وصف للطبيعة و للخمر:
و كأنّما قدح النديم بها... قنديل دير حشوه جمر
لا يشغلنّك عن تجرّعها... بكلامه زيد و لا عمرو
و اشرب على النيروز مبتكرا... زهراء أذكى نورها الزهر (11)
و اعلم بأنّ الدهر آونة... و خلالها يتناثر العمر (12)
طاب الزمان و طاب موقعه... و افترّ منه مباسم غرّ (13)
فعلى السفوح مطارف قشب... و على التلول مجاسد خضر (14)
و البرق يعشي كلّ ذي بصر... و الرعد يسمع من به وقر (15)
و النرجس المخمور في يده... كاس تحقّق أنّها تبر (16)
بكر الزمان، فكلّ مكرمة... يسعى لها و يرومها بكر (17)
فات المديح، فليس يلحقه... نظم تحسّنه و لا نثر
قل للذي غدر الزمان به... و كذا الزمان طباعه الغدر
رد بحر نائله، فانّ له... بحرا تضحضح دونه البحر (18)
و لمن تمنّى أن يعارضه... هيهات، ذلك مرتقى وعر (19)
_________________
1) ديوان. . . . فضل اللّه الراوندي. جاء فضل اللّه الراوندي، سنة 522 ه(1128 م) و مدح أنوشروان ابن خالد بن محمد الذي كان قد تولى الوزارة للسلاجقة و للعباسيين (521-522 ه) . و يبدو أنه عزل ثم أعيد (في أثناء ذلك أو بعد ذلك) . و كانت وفاته سنة 532 ه. و هنالك حاجة الى التوفيق بين وجود أنوشروان في أصفهان، سنة 522 ه، و بين توليه الوزارة للمسترشد العباسي، في بغداد، في رجب 522(تموز-يوليو 1128 م) . ثلجة: باردة كثيرة الثلج.
2) المدرعة (بكسر الميم) و الدراعة (بضم الدال و تشديد الراء) ثوب من صوف (يلبسه العلماء) .
3) أحمد: أ، ح، م، د يقابل في حساب الجمل (بضم الجيم و تشديد الميم المفتوحة) :1،8،40، 4. أوله (أ-1» ربع عشر ثالثه (م-40) واحد من أربعين. و ربع ثانية (ربع الحاء) -2 يساوي جذر رابعه (الجذر المربع للرقم د أو 4) أي 2(لأن 2 مضروبة في نفسها تساوي 4) .
4) رقدت: نمت، غفلت (بفتح الفاء) . الرغد: الخصيب، السعيد. في البيت تجريد (الشاعر يخاطب نفسه) .
5) عذيرك: هات من يعذرك (لا أحد يعذرك) . الدهر مستعبد آمال الانسان: يخيبها متى شاء (بالموت) !
6) المرمد: الفقير.
7) اللدات (تقال للإناث) : الاشخاص الذين لهم عمر واحد أو متقارب. أن ينهدوا: ينهضوا (يرحلوا، يموتوا!) ، أو يلعبوا أو يصبحوا شبانا.
8) ترحل: ذهب (مات) . الطية: الغاية، هدف. السفر الابعد: الموت.
9) الزعزع (بفتح الزاءين) الريح العاصف، العاصفة. أخمده: أطفأه، أماته. النكد (بفتح فكسر) : الشحيح: البخيل.
10) المعروف أن النجوم لا تنطفئ (فكيف مات ابني محمد؟)
11) زهراء: بيضاء. و الشاعر يقصد حمراء (خمرا) . أذكى فلان النار: أوقدها. أذكى نورها الزهر (؟)
12) العمر آونة: مدة محدودة.
13) افتر: ضحك. غر: بيض، جميلة.
14) المطرف (بكسر الميم أو ضمها و بفتح الراء) : ثوب من حرير فيه رسوم. قشيب: جديد. المجسد (بكسر الميم و فتح السين: ثوب يلبس على البدن مباشرة.
15) يعشي: يضعف (البصر) . الوقر: الثقل (في السمع) .
16) في يده (كذا في الاصل) اقرأ: في كفه.
17) بكر الزمان: أول أبناء الزمان: أشرفهم و أكبرهم. يروم: يطلب. بكر: وحيدة، لم يفعلها أحد من قبل. و النرجس من أول نبات الربيع و زهره.
18) رد فعل أمر من راد: طلب، ذهب ليشرب او يستقي. النائل: العطاء. بحر الاولى (الكرم، إشارة إلى الممدوح) . البحر الثانية (البحر العادي) . بحر تضحضح دونه البحر: كرمه يزيد على البحر. الضحضاح: القريب القعر.
19) عارضه: سار معه يريد أن ينافسه. المرتقى: الطريق الصاعد في الجبل. الوعر: الصلب، المخيف (الذي يصعب السير فيه) .