الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اليافعي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص800-803
27-1-2016
3332
هو عفيف الدين أبو السعادات أبو عبد الرحمن (أبو محمّد) عبد اللّه بن أسعد بن سليمان بن فلاح اليافعيّ اليمني، ولد في عدن نحو سنة 698 ه. (1298 م) و فيها نشأ و بدأ تعلّمه على عبد اللّه بن محمّد الذهيني المعروف بالبصّال و على قاضي عدن و مفتيها شرف الدين أحمد بن عليّ الحزاريّ.
حجّ اليافعيّ، أوّل ما حجّ، سنة 712 ه ثمّ والى الحجّ بعد ذلك زمانا طويلا؛ و صحب الشيخ عليّا الطواشيّ و أخذ عنه السلوك في طريق التصوّف. و مع أنّه تطوّف في البلاد و أخذ العلم عن شيوخها، فانّه جاور في مكّة منذ سنة 718 ه (1318 م) و أكثر من التردّد بين مكّة و المدينة.
و كانت وفاة اليافعيّ في مكّة في العشرين من جمادى الثانية من سنة 768 ه )22/2/1367 م) .
كان اليافعيّ فقيها زاهدا يغلب عليه التصوّف في آرائه و سلوكه شديد التعظيم لابن عربيّ، و قد نقل عنه شطح في نظمه و كلامه. من ذلك قوله:
و يا ليلة فيها السعادة و المنى... لقد صغرت في جنبها ليلة القدر
و اليافعيّ مؤلّف مكثر له: مختصر الدرّ النظيم في فضائل القرآن العظيم و الآيات و الذكر الحكيم-شمس الإيمان و توحيد الرحمن و عقائد الحقّ و الإيقان (منظومة صوفية) -مرهم العلل المعضلة في الردّ على أئمّة المعتزلة-نشر المحاسن الغالية في فضائل المشايخ أولي المقامات العالية-نور اليقين و اشارات أهل التمكين-الرسالة المكّية في طريق السادة الصوفية-روض الرياحين في حكايات (أو مناقب) الصالحين (و له عناوين أخرى: روضات الرياحين، نزهة العيون. . . . . الخ) -العقيدة- مرآة الجنان و عبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان و تقلّب أحوال الإنسان و تاريخ موت بعض المشهورين الأعيان (حتّى 750 ه-1349 م) -ثمّ له أقوال و أشعار و قصص في التصوّف، و له غير ذلك.
مختارات من آثاره:
- من مقدّمة «مرآة الجنان و عبرة اليقظان» :
. . . . هذا كتاب لخّصته و اختصرته ممّا ذكره أهل التواريخ و السير أولي الحفظ و الإتقان في التعريف بوفيات بعض المشهورين المذكورين الأعيان و غزوات النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و شيء من شمائله و معجزاته و مناقب أصحابه و أموره و أمور الخلفاء و الملوك و حدوثها في أيّ الأزمان على وجه التقريب لمعرفة المهمّ من ذلك دون الاستيعاب و استقصاء (1) ذكر الأوصاف لأستغني به في معرفة ما تضمّنه عن الحاجة إلى استعارة التواريخ للمطالعة في بعض الأحيان (2) ، معتمدا في الشمائل و المناقب على ما أفصح به كتاب الشمائل للترمذي و جامعه و الصحيحان (3) ، و في التواريخ على ما قطع به الذهبيّ أو أوّله و صحّح (4)، و مودعه أشياء من الغرائب و النوادر و الظرف (5) و الملح، ملتقطا ذلك من نفائس جواهر نوادر الفضلاء؛ و معظمها من تاريخ الإمام ابن خلّكان و شيئا من تاريخ أبي سمرة (6) في قدماء علماء اليمن أولي الفقه و الحكمة و البيان، مختصرا في جميع ذلك على الاختصار بين التفريط المخلّ و الإفراط المملّ (7)، محافظا على لفظ المذكورين في غالب الأوقات حاذفا للتطويل و ما يكره المتديّن ذكره من الخلاعات على حسب ما أشرت إليه في هذه الأبيات:
أ يا طالبا علم التواريخ لم تشن... بإخلال تفريط و إملال إفراط (8). . . .
و سمّيته «مرآة الجنان و عبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان و تقليب (9) أحوال الانسان و تاريخ موت بعض المشهورين من الأعيان» مرتّبا على سني الهجرة النبويّة. . . . .
____________________
1) الشمائل جمع شمال (بكسر الشين) : الطبع و الخلق و الصفة (المحمودة) . المناقب جمع منقبة: (بفتح الميم و القاف) : المفخرة (بفتح الميم و الخاء) . الاستيعاب: تضمين الأشياء كلها. الاستقصاء: البحث عن التفاصيل.
2) يقصد أنه وضع هذا الكتاب ليستخدمه هو ثم يستغني مرة واحدة عن الرجوع الى غيره.
3) أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي (209-279 ه) من أهل ترمذ (بلده على نهر جيحون في التركستان) تلميذ البخاري، و هو من حفاظ الحديث، له الشمائل النبوية (في التاريخ) -الجامع الكبير (في الحديث) . الصحيحان: كتابان في الحديث، هما الجامع الصحيح أو صحيح البخاري (لأبي عبد اللّه محمد بن اسماعيل بن ابراهيم البخاري نسبة الى مدينة بخارى في التركستان) (توفي 256 ه) ثم صحيح مسلم بن الحجاج بن مسلم النيسابوري (204-261 ه) .
4) الذهبي (راجع، فوق، ص 609) . أوله (تأوله) : بحث عن وجه الصحة فيه. و صحيح (كذا في الأصل) ، اقرأ: صححه. و مودعه (و أنا مودعه، مودع فيه، مضمنه) .
5) الظرف (كذا في الأصل) ، اقرأ الطرف (بضم الطاء و فتح الراء) جمع طرفة (بضم الطاء) : الشيء النفيس النادر.
6) ابن خلكان (انظر، فوق، ص 647) . أبو سمرة (؟) .
7) مختصرا (كذا في الأصل) ، اقرأ: مقتصرا: مقيدا نطاق البحث. التفريط المخل: التضييع مما يجب ذكره. الافراط الممل: التوسع (فوق ما تدعو الحاجة) حتى يسأم القارىء من القراءة.
8) شان، يشين: عاب، ذم.
9) تقليب (كذا في الاصل) ، اقرأ: تقلب.