الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
النواجي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص858-861
27-1-2016
5767
هو شمس الدين محمّد بن حسن بن عثمان النواجيّ- نسبة الى نواج، بالقرب من المحلّة، في مديرية الغربية، من مصر-ولد في القاهرة سنة 788 ه (1386 م) .
تلقّى النواجيّ الفقه على كمال الدين محمد بن موسى الدميريّ (745- 808 ه) ، و كان الدميريّ يدرّس في الأزهر ثمّ انّه تصدّر لتدريس الحديث في المدرسة الحسينية و المدرسة الجمالية الى أن توفّي. و حجّ النواجي مرّتين، سنة 820 ه (1417 م) و سنة 833 ه (1429 م) ؛ و كان يعقد مجالس ذكر (للصوفية) . و قد كان صديقا لابن حجّة الحمويّ.
و كانت وفاة النواجيّ في 25 من جمادى الأولى 859 ه (14-5-1455 م) .
كان النواجيّ معتنيا بالأدب عناية بالغة عارفا بالنحو، و هو أديب شاعر ناثر مصنّف له كتب كثيرة معظمها مجاميع من الشعر و من النثر في الخمر و الغزل خاصّة. فمن كتبه: حلبة الكميت (و هو كتاب جمع فيه أشعارا كثيرة و شيئا من الحكايات الطريفة تتعلّق كلّها بالكميت، أي بالخمر، و ما يتّصل بها: اسمها و أصلها و منافعها و خواصّها و رأي الحكماء فيها و الندمان و مجالس الشراب و آدابه و الأزهار و الجنائن و المطر و التوبة من شربها، الخ. و قد فرغ النواجيّ من تأليف هذا الكتاب في 30 شوّال من 824 ه -27/10/1421 م) . و من كتبه أيضا: مراتع الغزلان في الحسان من الجواري و الغلمان- خلع العذار في وصف العذار (1) (مجموع أشعار في الغزل) - صحائف الحسنات (في وصف الخال) -كتاب الصبوح (مجموع من الأشعار و القصص تدور على شرب الخمر صباحا، و ترجع الى العصر العبّاسيّ) -التذكرة (في الأدب) -نزهة الألباب في أخبار ذوي الألباب (قصص عن الأجواد و البخلاء من الأذكياء و الفصحاء و الأغبياء) -تحفة الأديب-تأهيل الغريب (مجموع أشعار، لشعراء مختلفين في الجاهلية و صدر الإسلام، مرتّبة على حروف الرويّ، أي على القوافي) - عقود اللآل في الموشّحات و الأزجال - مقدّمة في صناعة النظم و النثر-الشافية في بديع الاكتفاء (في البلاغة) -روضة المجالسة و غيضة المجانسة (في الجناس) -الحجّة (المحجّة) في سرقات ابن حجّة-رسالة في حكم حرف المضارعة-ديوان شعر-بديعيّات (في مدح الرسول) .
مختارات من آثاره:
-من مقدّمة «حلبة الكميت» (2)(للنواجي) :
الحمد للّه الذي أدار كؤوس الأدب على أهل الذوق فمالوا طربا بقهوة الإنشاء (3)، و أطلع نجوم حبابها في سناء البلاغة فاستغنوا بأنوارها الزاهرة عن صبح الاعشى (4). . . . و بعد فقد سألني من أمره مطاع و مخالفته لا تستطاع أن أجمع له من مقاطيع الشّرب نبذة رفيعة البزّ رقيقة الحاشية (5) و أقتطف له من حدائق الآداب زهرة قطوفها دانية (6) لينزّه طرفه في «جنّات من نخيل و أعناب» ، و يمتّع ذوقه «بفاكهة كثيرة و شراب» . . . . فجمعت له في هذه الاوراق ما رقّ وراق، و أبرزت في وصف الكميت شعر من تفحّل و أمسى و هو الى الغايات سبّاق (7)، . . . . . فأكرم به من مجموع غازلته عيون المحاسن من وراء الستائر، فكيف لا ينشرح صدر متأمّله و كأس حضرته في كلّ وقت دائر؛ تنفّست الصهباء في لهواته نظما و نثرا. . . . و نظمت به شمل كلّ غريب ليكون هذا المجموع مفردا، و سللت سيف الابتكار من غمده و نصلته من كلّ ذهن كليل لئلاّ يظهر على متنه صدأ، و سمّيته حلبة الكميت و حسمت مادّة الأسف بجمعه بحيث لا أقول ليت (8). . . . . و رأيت فحول الشعراء قد تفرّسوا في السبق الى كلّ حلبة، و كان عيشهم بالكميت أخضر و ما منهم إلاّ من أدار على شرب الأدب شربة (9)، فقدّمت من أجاد منهم النظم في عقود حبابها و داوى علل الأفهام بما أحكمه في أصول شرابها. . . . .
-و للنواجيّ مقطّعات كثيرة مبنيّة على التوريات، منها: ( يصح الوزن و المعنى بقراءة: الصبا أو الصباح) :
بعد صباح الوجوه عيشي مضى... فيا رعى اللّه زمان الصبا-ح (10)
و بتّ أرعى النجم، لكنّني... أهفو إذا هبّ نسيم الصبا-ح (11)
_____________________
1) العذار (بكسر العين مطلقا) : اللجام و الشعر النابت على جانبي الوجه. خلع العذار: ترك الحياء. (و ترد العذار في هذا الكتاب حينا بالفتح، فلتصحح بالكسر) .
2) في هذه القطعة استعارات كثيرة متداخلة و سأقتصر على تفسير الألفاظ و الاشارة العارضة الى عدد من تلك الاستعارات.
3) القهوة: الخمر. الانشاء: الاسلوب، تركيب الكلام.
4) الحباب: ما يطفو على وجه الكأس من الفقاقيع (و الشعراء يشبهونها بالنجوم) . الاعشى: الذي يسوء بصره في الليل، فاذا جاء الصبح عادت اليه صحة بصره. و «صبح الاعشى في كتابة الإنشا» كتاب للقلقشندي (انظر، فوق، ص 833) .
5) البز: النسيج من حرير. الحاشية: طرف الثوب. رقيق الحاشية: لطيف، ناعم، دقيق النسج (كناية عن الجودة و الطرافة) .
6) القطوف: الاثمار الناضجة التي آن وقت قطافها. دانية القطوب: سهلة القطع من أغصانها.
7) رق وراق: لطف وصفا. الكميت: الخمر. تفحل: (في القاموس) : تشبه بالفحل، و تفحل الشجر (لم يكن له ثمر) . و المقصود هنا «أصبح فحلا، فاق أشباهه» .
8) نصلته: جعلت فيه نصلا و أزلت النصل منه (معنيان متضادان) ؛ المقصود: أخليت كتابي هذا من كل ذهن كليل (من كل بيت من الشعر الضعيف) . و حسمت. . . الخ: قطعت الامور التي تحمل على الاسف و الندم (في جمع مادة هذا الكتاب بأن اخترت فيه الاشعار الجياد فقط) كيلا أقول غدا: ليتني تركت هذا البيت الذي اخترته أو ليتني اخترت ذلك البيت الذي كنت قد تركته.
9) تفرسوا (حذقوا في ركوب الخيل: أجادوا قول الشعر) في كل حلبة (المضمار الذي تركض فيه الخيول) ، أي في كل موضوع. العيش الاخضر: الرغد الناعم، السعيد. أدار على شرب (بفتح الشين) الادب (الذين يطالعون الادب) . شربة (بفتح الشين) : مقدارا (من الخمر أو الماء: من الادب الجيد) .
10) الصباح (بكسر الصاد) جمع صبيح: جميل الوجه. الصبا (بكسر الصاد) : الشباب.
11) بت (قضيت الليل) أرعى النجم (ساهرا، حزينا) . أهفو: أطرب، اشتاق. الصبا (بفتح الصاد) : ريح تهب من الشرق.