الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
قيس بن عمرو النجاشيّ الحارثيّ
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص313-315
30-12-2015
15555
هو قيس بن عمرو بن مالك من بني الحارث بن كعب، ولد في نجران اليمن وفيها نشأ، وقد لقّب بالنجاشي لأن لونه كان يشبه لون الحبشة.
نشأ النجاشي رقيق الدين فاسقا هجّاء، هاجى عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت وهو لا يزال في اليمن. ثم إنه جاء إلى الحجاز، في خلافة عمر، فلقي عبد الرحمن بن حسان في ذي المجاز ثم في مكة وهاجاه طويلا، ولكن عبد الرحمن غلبه في الهجاء. وتعرض النجاشي بالهجاء لبني العجلان، وشاعرهم يومذاك تميم بن أبيّ بن مقبل العجلانيّ، فأفحش في هجائهم. «فهدّده عمر وقال له: ان عدت (إلى الهجاء) قطعت لسانك» (1).
وكان النجاشي، في خلافة عليّ [عليه السلام]، يسكن الكوفة فأخذ مرة وهو سكران في رمضان فجلده عليّ [عليه السلام] ثمانين جلدة (2) ثم زاده عشرين لجرأته على حدود اللّه في شهر رمضان. على أن هذا لم يمنع النجاشي من أن يظل من أشياع الإمام علي [عليه السلام] (3) وان يرافقه إلى صفين بشعره. وأدرك النجاشي مقتل الحسين بن عليّ (60 ه-681 م)، ثم عاد بعد ذلك إلى لحج في اليمن وتوفّي هنالك بعد أمد يسير.
النجاشي شاعر مخضرم هجّاء خبيث اللسان، ولكنّ له شيئا من المدح والطرد. وشعره سهل عذب له ديباجة.
-المختار من شعره:
قال النجاشي يمدح عليّا [عليه السلام] ويعرّض بمعاوية:
يا أيّها الملك المبدي عداوته...روّئ لنفسك أيّ الأمر تأتمر (4)
وما شعرت بما أضمرت من حنق...حتّى أتتني به الاخبار والنذر
فان نفست على الاقوام مجدهم...فابسط يديك فان الخير يبتدر (5)
واعلم بأن عليّ الخير من نفر... شمّ العرانين لا يعلوهم بشر
نعم الفتى أنت، الاّ أن بينكما... كما تفاضل ضوء الشمس والقمر
وما إخالك الاّ لست منتهيا...حتّى يمسّك من أظفاره ظفر (6)
إنّي امرؤ قلّ ما أثني على أحد... حتّى أرى بعض ما يأتي وما يذر (7)
لا تمدحنّ امرأ حتّى تجرّبه...ولا تذمّنّ ما لم يبله الخبر (8)
وقال يمدح هند بن عاصم السلولي:
إذا اللّه حيّا صالحا من عباده... كريما، فحيّا اللّه هند بن عاصم
وكلّ سلوليّ، إذا ما لقيته...سريع إلى داعي الندى والمكارم
وقال في هجاء بني العجلان، وهي الابيات التي هدّد عمر بن الخطاب النجاشيّ من أجلها بقطع لسانه (والهجاء فيها جاهلي المنحى يرى الشرف في الظلم والسبق إلى الماء الخ):
إذا اللّه عادى أهل لؤم ورقّة...فعادى بني العجلان رهط ابن مقبل (9)
قبيّلة لا يغدرون بذمّة ...ولا يظلمون الناس حبّة خردل
ولا يردون الماء إلا عشيّة...إذا صدر الورّاد عن كل منهل
تعاف الكلاب الضاريات لحومهم... وتأكل من كعب وعوف ونهشل (10)
وما سمّي العجلان إلاّ لقولهم...خذ القعب واحلب، أيها العبد، وأعجل (11)
______________________
1) الشعر والشعراء 189.
2) حد الخمر محمول على حد قذف المحصنات؛ وحد قذف المحصنات ثمانون جلدة (سورة النور، 24:4).
3) جاء في الاصابة، رقم 7301 و8854، أن النجاشي هرب بعد هذه الحادثة إلى معاوية وهجا عليا. (راجع أيضا حاشية عبد السلام محمد هارون في البيان والتبيين 1:239-240 ح 5).
4) روئ لنفسك: فكر طويلا: أي الأمر تأتمر: تعزم عليه.
5) نفس على فلان أمره: حسده عليه، ظنه غير جدير به. الخير يبتدر: أفضل الناس من سبق إلى فعل الخير.
6) لست منتهيا: لا تترك (عداوتك للآخرين). مسك ظفر: أصابك شر.
7) يذر: يترك (لا ماضي لها من لفظها).
8) ما لم يبله (يختبره) الخبر: ما لم يصدق اختبارك له ما سمعته عنه.
9) الرقة: الفقر.
10) عاف يعاف: ترك. الضاري: الوحش الجائع. الكلاب الجائعة تأنف من أن تقرب لحومهم (لنتن تلك اللحوم، كناية عن ذلتهم).
11) القعب: اناء ضخم يحلب فيه اللبن الحليب.