الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
عبد الرحمن الهمذاني
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص428-430
30-12-2015
5192
هو أبو الحسن عبد الرحمن بن عيسى الهمذانيّ، نسبة إلى همذان من بلاد الجبال في فارس، كان كاتبا لبكر بن عبد العزيز بن أبي دلف.
توفّي عبد الرحمن الهمذانيّ سنة 327 ه(938-939 م) في الاغلب و بعد أن أسنّ جدّا لأنّه كان قديم المولد (إنباه الرواة 2:166) .
خصائصه الفنّيّة و المختار من آثاره:
كان عبد الرحمن الهمذانيّ إماما في اللغة و النحو و كاتبا و شاعرا، و لكنّ شهرته في اللغة. له كتاب الألفاظ (1) (الفهرست 137) و يعرف بكتاب ألفاظ عبد الرحمن (إنباه الرواة 2:166) ، و قد طبع باسم «الألفاظ الكتابية» .
- من مقدمة الألفاظ الكتابية لعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني:
. . . . و وجدت من المتأخرين في الآلة (2) قوما أخطأهم الاتّساع في الكلام فهم متعلقون في مخاطباتهم و كتبهم باللفظة الغريبة و الحرف الشاذّ ليتميّزوا بذلك من العامّة و يرتفعوا عند الأغبياء عن طبقة الحشو. و الخرس البكم أحسن من النطق في هذا المذهب الذي تذهب اليه هذه الطائفة في الخطاب. . . و ألفيت آخرين قد توجّهوا بعض التوجّه و علوا عن هذه الطبقة، غير أنهم يمزجون ألفاظا يسيرة قد حفظوها من ألفاظ كتّاب الرسائل بألفاظ كثيرة سخيفة من ألفاظ العامّة استعانة بها و ضرورة إليها لخفّة بضاعتهم (3). و (هم) لا يستطيعون تغيير معنى بغير لفظه لضيق وسعهم؛ فالتكلّف و الاختلال ظاهران في كتبهم و محاوراتهم إذ كانوا يؤلّفون بين الدرّة و البعرة في نظامهم.
فجمعت في كتابي هذا لجميع الطبقات أجناسا من ألفاظ كتّاب الرسائل و الدواوين البعيدة عن الاشتباه و الالتباس، السليمة من التقعير (4)، المحمولة على الاستعارة و التلويح، على مذاهب الكتّاب و أهل الخطابة دون مذاهب المتشدّقين و المتفاصحين. . . في كل فن من فنون المخاطبات، ملتقطة من كتب الرسائل و أفواه الرجال. . . و متخيّرة من بطون الدفاتر و مصنّفات العلماء. فليست لفظة منها إلاّ و هي تنوب عن أختها في موضعها من المكاتبة أو تقوم مقامها في المعاورة (5)، إما بمشاكلة أو بمجانسة أو بمجاورة. فإذا عرفها العارف بها و بأماكنها التي توضع فيها كانت له مادّة قوية و عونا و ظهيرا (6). فإن كتب (أحدهم) عدّة كتب في معنى تهنئة أو تعزية أو فتح أو وعد. . . أو شكر. . . أو تأسيس جماعة. . . أو صدر دستور أو حكاية حساب. . . أمكنه تغيير ألفاظها مع اتفاق معانيها، و أن يجعل مكان «أصلح الفاسد» «لمّ الشعث» ، و مكان «لمّ الشعث» «رتق الفتوق» و «شعب الصدع» . و لهذا قياس في ما سواه من هذا الكتاب. و ان قعد به حسن المعنى لم يعدم من ألفاظه ما هو من بناء الكلمة. . . .
_________________
1) يقول المستشرق فريتز كرنكو Fritz Krenkow)293,56ZDMG) ان هذا الكتاب ينسب إلى عبد الرحمن الانباري (بروكلمان، الملحق 1:195) .
2) الآلة: وسائل الاجادة في صناعة الكتابة (الألفاظ، النحو، البلاغة، المحفوظ من القرآن و الحديث و الشعر و الأمثال، الخ) .
3) قلة معرفتهم بقواعد الكتابة.
4) التقعير: التكلم (بملء الصوت) من أقصى الفم (شدة التكلف في طلب الكلمات الغريبة) .
5) وضع شيء مكان شيء آخر.
6) الظهير: المساعد (سرا) .