التسويق
المؤلف:
د. كاظم عبادي حمادي
المصدر:
الثروة الحيوانية في الوطن العربي
الجزء والصفحة:
ص 69 ـ 71
2025-11-15
24
يعد التسويق من الانشطة الاقتصادية الفعالة في كثير من دول العالم ، وتصل اهميته بحيث تعادل أهمية الإنتاج الزراعي من خلال تحقيق مقدار الربحية الاقتصادية لكل مشروع اقتصادي زراعي أو غيره، فكلاهما يؤثران في تحديد الارباح للمزارعين فكلما كانت تكاليف التسويق قليلة كلما حقق المزارع ربحية اكبر ومن ثم تحقيق الهدف الاقتصادي من الإنتاج الزراعي.
ويعرف التسويق أنه كل مجهود يدخل منافع اقتصادية للمزارع التي تنتج من خلال ايصال السلعة الزراعية الى المستهلك باقل التكاليف والفعاليات الاقتصادية التي تعكس آثارها على سعر السلعة الزراعية في السوق خلال عملية العرض ، لذلك فان عمليات التسويق الزراعي تشمل كل الفعاليات الاقتصادية التي تأتي بعد عملية الإنتاج وتشمل عملية الجهيز والتوضيب والتنظيف والتغليف والتعبئة والنقل الى مراكز البيع (مراكز التموين والتخزين والاستهلاك) هذا في حالة الاكتفاء الذاتي من السلعة وقلة المصدر منها ، أما عند تصديرها أو تسويقها الى خارج الحدود السياسية فيضيف اليه بعض الاقتصاديين المبالغ المصروفة على العمليات التموينية والتسعيرية كالضرائب والاعانات والتعاريف الكمركية ، كما تشمل عمليات التسويق جمع وتحليل البيانات والمعلومات الاحصائية ذات العلاقة
بالتسويق والتنبؤات المستقبلية لحالة الاسواق العالمية وعملية الدعاية والاعلان وتحديد اذواق المستهلكين والحالة التي يرغب فيه المستهلك وكل ما ينفق على ذلك من اجل تحديد تكاليف الإنتاج وسعر البيع للوصول الى الربحية من الإنتاج ونظراً لما تقدم فان الدول التجارية خاصة قد اهتمت بالتسويق الزراعي بوصفه أحد عناصر التنمية الرئيسة التي تهدف الى رفع المستوى الاقتصادي للمزارع و الرفاهية الاقتصادية لأبناء المجتمع بعيداً عن التدخلات السياسية لبعض الدول الخارجية ، وتأتي عملية التسويق للثروة الحيوانية في الوطن العربي أهمية بالغة وذلك لصعوبة وسائط النقل المتوفرة بين الدول العربية فلا تزال يستخدم مربي الحيوانات الطرق القديمة في عملية التسويق الحيواني ومنها نقل الحيوانات الى مركز البيع عن طريق السيارات الاعتيادية من نوع سيارات الحمولة الكبيرة والصغيرة من نوع البيك آب وغيرها بالإضافة الى ذلك يقوم المربين بنقل حيواناتهم سيراً على الأرجل لمسافة تصل الى اكثر من 25كم وهذا يرهق الحيوان ويقلل من وزنه وصحته بالإضافة الى بعض الآثار الصحية من ذلك.
اما على المستوى العربي فيقوم تجار الثروة الحيوانية بنقل أو تهريب الحيوانات عبر الحدود الدولية بواسطة سيارا غير معدة لنقل الثروة الحيوانية كما معروف في دول العالم، حيث تكون هنالك سيارات خاصة ذات مواصفات وتهوية وتبريد لنقلها من مكان إلى آخر اما على مستوى نقل منتجاتها من اللحوم والالبان فهنالك اسطول خاص يستخدم في عمليات النقل للحفاظ على المنتجات من الفساد وانتهاء الصلاحية للاستخدام البشري ويكون ذات مواصفات عالمية وبوسائط نقل برية وبحرية حيث تشرف عليها كثير من الشركات العالمية العربية المعدة للتصدير كما هو الحال في دول الخليج العربي ومصر وسوريا وغيره من الدول البحرية.
وبعد الاطلاع على عاملي النقل والتسويق بين الدول العربية نلاحظ أن منتجات الثروة الحيوانية المنقولة بين الدول العربية كثيرة من حيث الكمية ، فقد بلغت كمية اللحوم الحمراء والبيضاء لعام 2014 حوالي (34790 ) طن والألبان ومنتجاتها حوالي ( 804412 ) واعداد الحيوانات الحية (1096889 ) رأس.
وخلاصة ذلك ، تأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول العربية من الكميات المصدرة وتشكل نسبة قدرها (37.52 ) من الصادرات العربية الحيوانية ، وتأتي الأردن ومصر في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي وتشكل نسبة قدرها (22.4%) (20.43%) ، بحيث شكلت الدول العربية الثلاث نسبة قدرها 80.3% من صادرات الوطن العربي للثروة الحيوانية لعام 2015
الاكثر قراءة في جغرافية الحيوان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة