الموارد المائية في الوطن العربي
المؤلف:
د. كاظم عبادي حمادي
المصدر:
الثروة الحيوانية في الوطن العربي
الجزء والصفحة:
ص 49 ـ 53
2025-11-13
69
تعد الموارد المائية بشقيها السطحية منها والجوفية من اكثر العوامل الطبيعية تأثيرا على تربية الثروة الحيوانية في الوطن العربي باعتباره من المناطق ذات المناخات الجافة فهي المؤثر الأول على نجاح تربية الحيوانات في الوطن العربي فهي من المصادر الرئيسة لتوفر المياه التي تدخل في شرب الحيوانات وري محاصيل العلف التي هي الاخرى من أعمدة تربية الحيوانات ومن هنا تكمن اهمية المياه في تربية الثروة الحيوانية ، فضلاً عن دخولها المباشر في تهيئة منتجات الثروة الحيوانية فهي في صناعة الألبان والحليب واللحوم وغيرها من المنتجات الأخرى من اصواف وجلود واوبار ومخلفات الثروة الحيوانية ، فالمياه اساس كل شيء في العالم ومنها الثروة الحيوانية ومن خلال التعرف على اهم انهار الوطن العربي التي تتكون من الانهار الدائمة الجريان والتي تكون منابعها من خارج الوطن العربي ومن اهما الأنهار الطويلة مثل (النيل ودجلة والفرات) والانهار القصيرة مثل انهار (بلاد الشام والمغرب العربي) بالإضافة الى الانهار الفصلية والموسمية في الصومال وجيبوتي وموريتانيا فالأنهار السابقة الذكر هي المصدر الرئيسي لتربية الثروات الحيوانية في مناطق السهول والجبال والهضاب التي تمر بها في كل من العراق وبلاد الشام ومصر والمغرب العربي والتي تعد من أكثر الدول العربية تربية للأبقار والجاموس والاغنام والماعز وحيوانات العمل والركوب.
اما المياه الجوفية فهي المصدر الوحيد لمناطق الواحات التي تنتشر في المناطق الصحراوية ذات المناخ الجاف القليل المطر، ومنها تستمد معظم الأنهار العالمية وخاصة الدائمية الجريان القسم الأكبر من مياهها من المياه الجوفية المخزونة في الطبقات الصخرية بوصفها الخزانات الطبيعية للمياه ، اذ تخرج مياهها بصورة طبيعية على شكل ينابيع وعيون أم يستخرجها الأنسان من الآبار الارتوازية التي تختلف اعماقها من مكان الى آخر وتنتشر الاخيرة في معظم مناطق الوطن العربي الصحراوية الواقعة في الصحاري العربية الآسيوية والافريقية مثل صحراء الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام والصحراء الافريقية الكبرى الممتدة من غرب النيل الى ساحل المحيط الاطلسي.
وتعد مياه الانهار المتجددة البالغ كميتها حوالي ( 350 ) مليار متر مكعب الممون الوحيد لتربية الثروات في هذه المناطق والتي نشته بتربية الاغنام بالدرجة الأولى والابل والماعز بالدرجة الثانية ، حيث تنتشر هذه الثروات في العراق وسوريا والاردن واقطار الخليج العربي واليمن ومصر والسودان وليبيا واقطار المغرب العربي وموريتانيا.
اما المياه الجوفية فتنتشر في كثير من صحاري الوطن العربي كما موضحة في الجدول ( 3 ) وتبلغ كميتها (22.6) مليار متر مكعب والمخزون منها تبلغ کمیته ( 14313) مليار متر مكعب ، وتكمن اهميتها باعتبارها الممون الوحيد والرئيس في هذه المنطقة ، وقلة اهميتها في المناطق الأخرى وخاصة في السهول على الرغم من قربها من سطح الأرض ، وذلك لتوفر المياه السطحية اولا وملوحتها العالية ثانياً.

تشتمل الأقاليم الجغرافية على :-
أ- إقليم المشرق العربي ويضم (العراق وبلاد الشام و اقليم الجزيرة العربية واليمن).
ب ـ الإقليم الاوسط ويضم (مصر والسودان والصومال وجيبوتي).
ج ـ اقليم المغرب العربي ويضم (ليبيا واقطار المغرب العربي وموريتانيا).
وبعد الاطلاع على خصائص الموارد المائية في الوطن العربي والبالغ كميتها حوالي (350) مليار متر مكعب وهي متجددة معظمها من خارج اراضي الوطن العربي وهي كافية لأعاله اعداد الثروة الحيوانية في معظم الدول العربية باستثناء المناطق ذات المناخ الجاف.
وتعد المياه من أهم الموارد الطبيعية المؤثرة في الكائنات الحية ويعد من المحددات الرئيسة لبقائها وديمومة نشاطها فالماء يشكل الجزء الأكبر من أنسجة الكائنات الحية النباتية والحيوانية ، وللماء وظيفتين أساسيتين، الأولى وظيفة تكوينه حيث يدخل في تكوين جسم الحيوان مكوناً حوالي ( 60-70) % في وزنه، كذلك العضلات تحتوي على (30%) بروتين و (70%) ماء، أما تركيب الدهن فيحتوي على (90%) دهن و (10%) ماء، والوظيفة الثانية هي وظيفة فسيولوجية حيث يساعد الماء في عمليات الهضم والمضغ والبلع و الاجترار ويقوم بحمل المواد الغذائية الممتصة إلى الدم وكذلك يحمل الفضلات إلى خارج الجسم ويعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم عن طريق التبخر من سطح الجلد (العرق والرئتين) وأخيرا يكسب الجسم والعضلات المرونة المصحوبة بالقوة يحصل الحيوان عادة على معظم الماء اللازم له عن طريق ماء الشرب والماء الموجود في مواد العلف المختلفة والماء الناتج عن عملية أكسدة المواد الغذائية (الكاربوهيدرات ، البروتين الدهون).
تختلف احتياجات الحيوان من الماء باختلاف عوامل كثيرة منها كمية المادة الجافة في علف الحيوان نوع الغذاء واختلاف الظروف الفسيولوجية ودرجة حرارة الماء الجاهز للشرب، بالإضافة الى تباين درجة حرارة الهواء، وعادة تزداد كمية شرب الماء عندما ترتفع درجة الحرارة وذلك لحاجة الحيوان للتبريد عن طريق التعرق التبخر من جسم الحيوان ، وعموماً فهي تتراوح بين (10-40) لتر/ يوم ، وتنخفض الاحتياجات المائية شتاءاً إلى (3-5) لتر ماء كيلو غرام مادة جافة من الغذاء المأكول، وترتفع الاحتياجات المائية صيفاً إلى ما بين ( 5.5-6.5) لتر ماء / كيلو غرام مادة جافة من الغذاء، وكل (1) كيلو غرام لبن يحتاج إلى (1.8-1) لتر ماء.
كما تتباين حاجة الحيوانات للماء حيث تختلف من حيوان الى آخر فأكثرها للابل واقلها للأغنام فهي تصل الى (2 ، 2.5 ، 8 ، 11) متر مكعب في السنة للأغنام والماعز والابقار والجاموس والابل على التوالي كما تكمن اهمية المياه في تربية وإنتاج الدواجن ويكون تأثيرها بالغ الأثر بحيث لا يمكن إنشاء أي مشروع للدواجن بدون وجود كميات كافية من المياه في موقع المشروع، ويتوقف حجم الاستفادة من المياه على نسبة الأملاح فيها، إذ يؤدي ارتفاع نسبتها إلى عدم الاستفادة منها لأنها تؤدي إلى هلاك الدواجن نتيجة إصابتها بالإمراض ، وهناك علاقة بين نوعية مياه الشرب ودرجة نمو الطائر، إذ يجب أن لا تزيد كمية الأملاح المذابة في المياه المخصصة لشرب الدواجن على (500 ) جزء مليون.
ويستهلك الدجاج حوالي 2 2.5 لتر من الماء لكل غرام واحد من العلف المستهلك خلال فترة الحضانة والنمو (1.5-2) لتر من الماء لكل غرام واحد من العلف خلال فترة إنتاج البيض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ماكدونالد ، ادواردس كرينهال ترجمة سعد عبد الحسين ناجي، وزميله، تغذية الحيوان، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مؤسسة المعاهد الفنية، العراق، 1985، ص 10.
(1) فؤاد عبد اللطيف عبد الكريم ، أنتاج ماشية اللحوم - جامعة البصرة، كلية الزراعة، 1990 - ص 172.
الاكثر قراءة في جغرافية الحيوان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة