اهل البيت يلتقطون شيعتهم يوم المحشر
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص43-45.
2025-10-01
125
اهل البيت يلتقطون شيعتهم يوم المحشر
قال تعالى : {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: 1 - 3].
معنى الرقد تقدّم « 1 » وقال الصادق عليه السّلام : « معناه أنا اللّه الرؤوف » « 2 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « إذا كان يوم القيامة ، نادى مناد من عند اللّه :
لا يدخل الجنّة إلّا مسلم . فيومئذ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ . ثمّ قال :
ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ أي يشغلهم فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ » « 3 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « قال أمير المؤمنين عليه السّلام في قول اللّه عزّ وجلّ : رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ قال : هو إذا خرجت أنا وشيعتي ، وخرج عثمان وشيعته ، ونقتل بني أميّة ، فعندها يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين » « 4 ».
وقال الإمام العسكري عليه السّلام : « قال اللّه عزّ وجلّ : {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة : 48] لا تدفع عنها عذابا قد استحقّته عند النّزع {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} [البقرة : 48] يشفع لها بتأخير الموت عنها {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} [البقرة : 48] لا يقبل منها فداء مكانه ، يمات ويترك هو فداء .
قال الصادق عليه السّلام : وهذا اليوم يوم الموت ، فإنّ الشفاعة والفداء لا يغني عنه ، فأمّا في القيامة ، فإنّا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كلّ جزاء ، ليكوننّ على الأعراف - بين الجنة والنار - محمّد ، وعليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم السّلام ، والطيّبون من آلهم ، فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات ، ممّن كان مقصّرا ، في بعض شدائدها ، فنبعث عليهم خيار شيعتنا ، كسلمان ، والمقداد ، وأبي ذرّ ، وعمّار ، ونظرائهم في العصر الذي يليهم ، ثمّ في كلّ عصر إلى يوم القيامة ، فينقضّون عليهم كالبزاة والصّقور ، ويتناولونهم كما تتناول البزاة والصّقور صيدها ، فيزفّونهم إلى الجنّة زفّا . وإنّا لنبعث على آخرين من محبّينا من خيار شيعتنا كالحمام ، فيلتقطونهم من العرصات كما يلتقط الطير الحبّ ، وينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا . وسيؤتى بالواحد من مقصّري شيعتنا في أعماله ، بعد أن قد حاز الولاية والتقيّة وحقوق إخوانه ، ويوقف بإزائه ما بين مائة وأكثر من ذلك ، إلى مائة ألف من النصّاب ، فيقال له : هؤلاء - فداؤك من النار فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنّة ، وأولئك النّصّاب النار ، وذلك ما قال اللّه عزّ وجلّ : رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا يعني بالولاية :
لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ في الدنيا ، منقادين للإمامة ، ليجعل مخالفوهم فداءهم من النار » « 5 ».
____________
( 1 ) تقدم في الحديث من تفسير الآيات ( 1 - 2 ) من سورة يونس .
( 2 ) معاني الأخبار : ص 22 ، ح 1.
( 3 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 372 .
( 4 ) مختصر بصائر الدرجات : ص 18 .
( 5 ) تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : ص 241 .
الاكثر قراءة في الشفاعة والتوسل
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة