النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
هجرة السيدة الزهراء عليها السّلام إلى المدينة
المؤلف:
اسماعيل الأنصاري الزنجاني الخوئيني
المصدر:
الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء "ع"
الجزء والصفحة:
ج 2، ص209-244
2025-09-14
95
هاجرت الزهراء عليها السّلام في السنة الثالثة عشر بعد البعثة مع أمير المؤمنين عليه السّلام إلى المدينة ومعها فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت الزبير وتابعت أم أيمن وألحقها نفر من المؤمنين ، ودفع علي عليه السّلام شر قريش عنهن في الطريق .
يأتي في هذا النص العناوين التالية في 25 حديثا .
بيتوتة علي عليه السّلام على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله واختباره كاختبار إبراهيم وإسماعيل عليهما السّلام ، مهاجرة فاطمة عليها السّلام مختفيا من مكة إلى المدينة بأمر أبيها واستخلاف أمير المؤمنين عليه السّلام ، ابتياع علي عليه السّلام الرواحل للفواطم ، تهيؤ علي عليه السّلام للخروج بعد قدوم مكتوب النبي صلّى اللّه عليه وآله مع أبي واقد الليثي ، مهاجرة فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت الزبير وأيمن بن أم أيمن معهم وإلحاق نفر من المستضعفين المؤمنين عليهم في شأنهم .
نزول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في قبا وامتناعه من دخول المدينة وانتظاره قدوم علي عليه السّلام ، أمر علي عليه السّلام لسائق الرواحل بالرفق والمداراة في المشي ، إدراك جناح ونفر من المشركين عليا عليه السّلام والفواطم لمنعهم من المشي والهجرة إلى المدينة ، قتل علي عليه السّلام جناحا وفرار البواقي من المشركين .
قدوم علي عليه السّلام المدينة ، بكاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لما رأى ما بقدمى علي عليه السّلام من الورم والدم ، قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلي عليه السّلام : أنت أول هذه الأمة إيمانا باللّه ورسوله وأولهم هجرة إلى اللّه ورسوله وآخرهم عهدا برسوله .
نزول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في بيت أبي أيوب سبعة أشهر ، هجرة زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسودة بنت زمعة زوج النبي صلّى اللّه عليه وآله ورقية بنت النبي صلّى اللّه عليه وآله مع زوجة عثمان وعيال أبي بكر أم رومان وعائشة وأسماء وأم أيمن وزيد بن حارثة .
بناء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المسجد وأبياتا حوله ، قدوم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المدينة يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول ، ركوب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله راحلته يوم الجمعة ونزوله عند المسجد ، مجيء أبي أيوب ودعوته صلّى اللّه عليه وآله إلى منزله ، مصاحبة طلحة بن عبد اللّه مع عيال أبي بكر وعائشة حتى قدوم المدينة .
المتن الأول:
قال الإربلي في ما أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليا عليه السّلام عند خروجه من مكة إلى الغار : . . . ثم إني أستخلفك على فاطمة عليها السّلام ابنتي ومستخلف ربي عليكما ، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم ومن يهاجر معه من بني هاشم ؛ وقال لعلي عليه السّلام : « إذا أبرمت ما أمرتك به فكن على أهبة الهجرة إلى اللّه ورسوله وسر إليّ لقدوم كتابي عليك » .
وانطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يؤمّ المدينة ، وأقام في الغار ثلاثا ومبيت علي عليه السّلام على فراشه أول ليلة وقال علي عليه السّلام في ذلك :
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
إلى آخر الأبيات .
ولما ورد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المدينة نزل في بني عمرو بن عوف بقبا ، وأرادوه على الدخول إلى المدينة ، فقال : ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن أمي وابنتي يعني عليا وفاطمة عليهما السّلام .
قال أبو اليقظان : وحدثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ونحن بقبا عما أرادت قريش من المكر به ومبيت علي عليه السّلام على فراشه ، وقال : أوحى اللّه عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل : إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه . . . الحديث بتمامه .
ونقلت من الكشاف للزمخشري قال : وكتب النبي صلّى اللّه عليه وآله إلى علي عليه السّلام يأمره بالتوجه إليه .
فلما وصله الكتاب تهيأ للخروج والهجرة وخرج بالفواطم : فاطمة عليها السّلام بنت محمد صلّى اللّه عليه وآله وفاطمة عليها السّلام بنت أسد أمه وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وخرج معه أيمن ابن أم أيمن مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجماعة من ضعفاء المؤمنين ولحقهم جماعة من قريش فقتل عليه السّلام منهم فارسا وعادوا عنه فانطلق حتى نزل ضجنان فأقام بها قدر يومه ، ولحق به نفر من مستضعفي المؤمنين وفيهم أم أيمن مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فصلى ليلته تلك هو والفواطم ، وباتوا يذكرون اللّه قياما وقعودا وعلى جنوبهم .
فما زالوا كذلك حتى طلع الفجر فصلى بهم صلاة الفجر وسار وهم يصنعون ذلك منزلا فمنزلا ، يعبدون اللّه عز وجل ويرغبون إليه حتى قدم المدينة ، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم : « الذين يذكرون اللّه قياما وقعودا وعلى جنوبهم » إلى قوله :
« فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى »[1]، فالذكر علي والأنثى فاطمة وفاطمة وفاطمة ، « بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ »[2] يقول : علي عليه السّلام من فاطمة عليها السّلام ، والفواطم من علي عليه السّلام . « فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي . . . » الآية .[3]
[ ولما وصل المدينة استبشر به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وقال له : يا علي ، أنت أول هذه الأمة ايمانا باللّه ورسوله ، وأولهم هجرة إلى اللّه ورسوله ، وآخرهم عهدا برسوله ، لا يحبك - والذي نفسي بيده - إلا مؤمن قد امتحن اللّه قلبه للإيمان ولا يبغضك إلا منافق وكافر ] .[4]
المصادر :
1 . كشف الغمة : ج 1 ص 405 .
2 . الكشاف للزمخشري ، على ما في كشف الغمة .
3 . تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة : ج 1 ص 126 ، بتفاوت في الألفاظ .
المتن الثاني:
عن هند بن أبي هالة وأبي رافع وعمار بن ياسر جميعا يحدّثون عن هجرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام إلى رسوله صلّى اللّه عليه وآله بالمدينة ومبيته قبل ذلك على فراشه ؛ قال : وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة واختصاصه عن الثلاثة : هند وعمار وأبي رافع ، وقد دخل حديث بعضهم في بعض ، قالوا :
كان اللّه عز وجل مما يمنع نبيه صلّى اللّه عليه وآله بعمه أبي طالب عليه السّلام ؛ فما يخلص امرؤ بسوء من قومه مدة حياته . فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بغيتها ، وأصابته بعظيم من الأذى حتى تركته لقى[5]. فقال صلّى اللّه عليه وآله : « لأسرع ما وجدنا فقدك يا عم ، وصلتك رحم ، وجزيت خيرا يا عم » .
ثم ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر ، واجتمع بذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حزنان حتى عرف ذلك فيه .
قال هند : ثم انطلق ذو والطول والشرف من قريش إلى دار الندوة ليرتاؤوا ويأتمروا في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وأسروا ذلك بينهم . فقال بعضهم : نبني له علما ونترك فرجا ، نستودعه فيه فلا يخلص من الصباة فيه إليه أحد ، ولا نزال في رفق من العيش حتى يتضيفه[6] ريب المنون ، وصاحب هذه المشورة العاص بن وائل وأمية وأبي ابنا خلف . فقال قائل : كلا !
ما هذا لكم برأي ، ولئن صنعتم ذلك ليتنمرن[7] له الحدب الحميم والمولى الحليف ، ثم ليأتين المواسم والأشهر الحرم بالأمن ، فلينتزعن من أنشوطتكم ؛ قولوا قولكم .
فقال عتبة وشيبة ، وشركهما أبو سفيان ، قالوا : فإنا نرى أن نرحل بعيرا صعبا ونوثق محمدا عليه كتافا ، ثم نقطع البعير بأطراف الرماح ، فيوشك أن يقطعه بين الدكادك إربا إربا .
فقال صاحب رأيهم : إنكم لم تصنعوا بقولكم هذا شيئا ! أرأيتم إن خلص به البعير سالما إلى بعض الأفاريق[8] فأخذ بقلوبهم بسحره وبيانه وطلاقة لسانه فصبأ القوم إليه ، واستجابت القبائل له قبيلة فقبيلة فليسيرن حينئذ إليكم بالكتائب والمقانب[9] ، فلتهلكن كما هلكت أياد ومن كان قبلكم . قولوا قولكم .
فقال له أبو جهل : لكن أرى لكم أن تعمدوا إلى قبائلكم العشرة فتنتدبوا من كل قبيلة منها رجلا نجدا ، ثم تسلحوه حساما عضبا[10] ، وتمهد الفتية حتى إذا غسق الليل وغوّر[11] ، بيّتوا[12] بابن أبي كبشة بياتا فيذهب دمه في قبائل قريش جميعا ، فلا يستطيع بنو هاشم وبنو المطلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم . فيرضون حينئذ بالعقل[13] منهم .
فقال صاحب رأيهم : أصبت يا با الحكم ! ثم أقبل عليهم فقال : هذا الرأي ، فلا تعدلنّ به رأيا ، وأوكئوا[14] في ذلك أفواهكم حتى يستتب[15] أمركم .
فخرج القوم عزين[16] وسبقهم بالوحي بما كان من كيدهم جبرئيل عليه السّلام ، فتلا هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : « وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ، وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ » .[17]
فلما أخبره جبرئيل بأمر اللّه في ذلك ووحيه وما عزم له من الهجرة دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السّلام لوقته ، فقال له : « يا علي ، إن الروح هبط عليّ بهذه الآية آنفا ، يخبرني أن قريشا اجتمعت على المكر بي وقتلي ، وأنه أوحى إليّ عن ربي عز وجل أن أهجر دار قومي ، وأن أنطلق إلى غار ثور تحت ليلتي وأنه أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي - أو قال : مضجعي - لتخفى بمبيتك عليه أثري ، فما أنت قائل وصانع » ؟
فقال علي عليه السّلام : « أو تسلمنّ بمبيتي هناك يا نبي اللّه » ؟ قال : نعم . فتبسم علي عليه السّلام ضاحكا ، وأهوى إلى الأرض ساجدا ، شكرا لما أنبأه به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من سلامته .
فكان علي عليه السّلام أول من سجد للّه شكرا ، وأول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . فلما رفع رأسه قال له : « امض لما أمرت ، فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي ، ومرني بما شئت أكن فيه كمسرتك[18]، وأقع منه بحيث مرادك ، وإن توفيقي إلا باللّه » ، وقال : وإن ألقي عليك شبه مني - أو قال : شبهي - قال : إن يمنعني نعم .[19]
قال : فارقد على فراشي ، واشتمل ببردي الحضرمي ، ثم إني أخبرك يا علي أن اللّه تعالى يمتحن أولياءه على قدر ايمانهم ومنازلهم من دينه ، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثال فالأمثل . وقد امتحنك يا ابن عم وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم عليه السّلام والذبيح إسماعيل عليه السّلام ، فصبرا صبرا ، فإن رحمة اللّه قريب من المحسنين .
ثم ضمّه النبي صلّى اللّه عليه وآله إلى صدره وبكى إليه وجدا به ، وبكى علي عليه السّلام جشعا لفراق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . واستتبع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أبا بكر بن أبي قحافة وهند بن أبي هالة ، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار .
ولبث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بمكانه مع علي عليه السّلام يوصيه ويأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشاءين ، ثم خرج صلّى اللّه عليه وآله في فحمة العشاء ، والرصد من القريش قد أطافوا بداره ينتظرون أن ينتصف الليل وتنام الأعين ، فخرج وهو يقرأ هذه الآية : « وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ » .[20] وكان بيده قبضة من تراب ، فرمى بها في رؤوسهم ، فما شعر القوم به حتى تجاوزهم ، ومضى حتى أتى إلى هند وأبي بكر ، فنهضا معه حتى وصلوا إلى الغار ، ثم رجع هند إلى مكة بما أمره به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، ودخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأبو بكر إلى الغار .
فلما خلق الليل[21] وانقطع الأثر أقبل القوم على علي عليه السّلام قذفا قذفا بالحجارة والحلم[22] ، فلا يشكون أنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله حتى إذا برق الفجر وأشفقوا أن يفضحهم الصبح هجموا على علي عليه السّلام .
وكانت دور مكة يومئذ سوائب[23] لا أبواب لها ؛ فلما بصر بهم علي عليه السّلام قد انتضوا[24] السيوف وأقبلوا عليه بها - يقدّمهم خالد بن الوليد بن المغيرة - وثب به علي عليه السّلام فختله[25] وهمز يده[26]، فجعل خالد يقمص قماص البكر[27] ، وإذا له رغاء ! ![28]
فابذعرّ[29] الصبح وهم في عرج[30] الدار من خلفه ، وشدّ عليهم علي عليه السّلام بسيفه ، يعني سيف خالد ، فأجفلوا أمامه إجفال النعم[31] إلى ظاهر الدار ، وتبصّروه فإذا علي عليه السّلام ! قالوا :
وإنك لعلي ؟ قال : أنا علي ! قالوا : فإنا لم نردك ، فما فعل صاحبك ؟ قال : لا علم لي به وقد كان علم - يعنى عليا - أن اللّه تعالى قد أنجى نبيه صلّى اللّه عليه وآله بما كان أخبره من مضيه إلى الغار واختبائه فيه .
فأذكت[32] قريش عليه العيون وركبت في طلبه الصعب والذلول . وأمهل علي عليه السّلام حتى إذا اعتمّ[33] من الليلة القابلة انطلق هو وهند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في الغار ، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هندا أن يبتاع له ولصاحبه بعيرين . فقال أبو بكر : قد كنت أعددت لي ولك يا نبي اللّه راحلتين نرتحلهما إلي يثرب . فقال : إني لا آخذهما ولا أحدهما إلا بالثمن . قال : فهي لك بذلك .
فأمر صلّى اللّه عليه وآله عليا عليه السّلام فأقبضه الثمن ، ثم وصاه بحفظ ذمته وأداء أمانته ، وكانت قريش تدعو محمدا صلّى اللّه عليه وآله في الجاهلية « الأمين » ، وكانت تستودعه وتستحفظه أموالها وأمتعتها ، وكذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم ، وجاءته النبوة والرسالة والأمر كذلك .
فأمر عليا عليه السّلام أن يقيم صارخا يهتف بالأبطح غدوة وعشيا : من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فيأت فلنؤد إليه أمانته . قال : فقال صلّى اللّه عليه وآله : « إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم عليّ . فأدّ أمانتي على أعين الناس ظاهرا . ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما ومستحفظه فيكما » . فأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم ومن أزمع[34] للهجرة معه من بني هاشم .
قال أبو عبيدة : فقلت لعبيد اللّه - يعني ابن أبي رافع - : أو كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يجد ما ينفقه هكذا ؟ فقال : إني سألت أبي عما سألتني - وكان يحدث لي هذا الحديث - فقال : وأين يذهب بك عن مال خديجة ؟ قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال : ما نفعني مال قط ما نفعني مال خديجة ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يفك في مالها الغارم والعاني[35] ، ويحمل الكل[36]، ويعطي في النائبة ، ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة ، ويحمل من أراد منهم الهجرة . وكانت قريش إذا رحلت عيرها في الرحلتين - يعني رحلة الشتاء والصيف - كانت طائفة من العير لخديجة عليها السّلام ، وكانت أكثر قريش مالا . وكان صلّى اللّه عليه وآله ينفق منه ما شاء في حياتها ، ثم ورثها هو وولدها .
قال : وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعلي عليه السّلام - وهو يوصيه - : فإذا أبرمت ما أمرتك من أمر فكن على أهبة الهجرة إلى اللّه ورسوله ، وسر إليّ لقدوم كتابي عليك ولا تلبث ، وانطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لوجه يؤمّ المدينة ، وكان مقامه في الغار ثلاثا ، ومبيت علي عليه السّلام على الفراش أول ليلة .
قال عبيد اللّه بن أبي رافع : وقد قال علي بن أبي طالب عليه السّلام يذكر مبيته على الفراش ومقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في الغار :
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
محمد لما خاف أن يمكروا به * فوقاه ربي ذو الجلال من المكر
وبتّ أراعيهم متى ينشرونني * وقد وطّنت نفسي على القتل والأسر
وبات رسول اللّه في الغار آمنا * هناك وفي حفظ الإله وفي ستر
أقام ثلاثا ثم زمت قلائص[37] * قلائص يفرين الحصى أينما تفري
ولما ورد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المدينة نزل في بنى عمرو بن عوف بقباء ، فأراده أبو بكر على دخوله المدينة وألاصه[38] في ذلك ، فقال : فما أنا بداخلها حتى يقدم ابن أمي وأخي وابنتي ، قالا : قال أبو اليقظان : فحدثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ونحن معه بقباء عما أرادت قريش من المكر به ، ومبيت علي عليه السّلام على فراشه . قال : أوحى اللّه عز وجل إلى جبرئيل وميكائيل عليهما السّلام : إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه ، فأيكما يؤثر أخاه ؟
وكلاهما كره الموت !
فأوحى اللّه إليهما : « عبداي ، ألا كنتما مثل وليي علي ، آخيت بينه وبين محمد نبيي ، فاثره بالحياة على نفسه ؟ ثم ظلّ - أو قال : رقد - على فراشه يقيه بمهجته . اهبطا إلى الأرض جميعا فاحفظاه من عدوّه » .
فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه وميكائيل عند رجليه ، وجعل جبرئيل يقول :
بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ؟ واللّه عز وجل يباهي بك الملائكة . قال : فأنزل اللّه عز وجل في علي عليه السّلام وما كان من مبيته على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله : « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه واللّه رؤوف بالعباد »[39].
قال أبو عبيدة : قال أبي وابن أبي رافع : ثم كتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام كتابا يأمره فيه بالمسير إليه ، وقلة التلوم[40] ، وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي .
فلما أتاه كتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله تهيّأ للخروج والهجرة ، فاذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين فأمرهم أن يتسلّلوا ويتخفّفوا[41] - إذا ملأ الليل بطن كل واد - إلى ذي طوى ، وخرج علي عليه السّلام بفاطمة عليها السّلام بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب - وقد قيل : هي ضباعة - وتبعهم أيمن بن أم أيمن مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وأبو واقد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم ، فقال علي عليه السّلام : ارفق بالنسوة أبا واقد ! إنهن من الضعائف . قال : إني أخاف أن يدركنا الطالب - أو قال : الطلب - فقال علي عليه السّلام : اربع عليك ، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال لي : « يا علي ، إنهم لن يصلوا من الآن إليك بأمر تكرهه » . ثم جعل - يعني عليا عليه السّلام - يسوق بهن سوقا رفيقا وهو يرتجز ويقول :
ليس إلا اللّه فارفع ظنكا * يكفيك رب الناس ما أهمكا
وسار ، فلما شارف ضجنان أدركه الطلب ، سبع فوارس من قريش مستلئمين[42] وثامنهم مولى الحارث بن أمية يدعى جناحا . فأقبل علي عليه السّلام على أيمن وأبي واقد وقد تراءى القوم ، فقال لهما : « أنيخا الإبل وأعقلاها » ، وتقدّم حتى أنزل النسوة .
ودنا القوم فاستقبلهم علي عليه السّلام منتضيا سيفه ، فأقبلوا عليه فقالوا : « ظننت أنك - يا غدار - ناج بالنسوة ؟ ارجع لا أبا لك ! قال : فإن لم أفعل ؟ قالوا : « لترجعنّ راغما أو لنرجعنّ بأكبرك سعرا ، وأهون بك من هالك » !
ودنا الفوارس من النسوة والمطايا ليثوروها . فحال علي عليه السّلام بينهم وبينها ، فأهوى له جناح بسيفه ، فراغ علي عليه السّلام عن ضربته ، وتختّله علي عليه السّلام فضربه على عاتقه ، فأسرع السيف مضيا فيه حتى مس كاثبة فرسه[43]. فكان علي عليه السّلام يشد على قدمه شد الفرس أو الفارس على فرسه ، فشد عليهم بسيفه وهو يقول :
خلوا سبيل الجاهد المجاهد * آليت لا أعبد غير الواحد
فتصدع القوم عنه ، فقالوا له : اغن عنا نفسك يا ابن أبي طالب ! قال : « فإني منطلق إلى ابن عمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بيثرب . فمن سره أن أفري لحمه وأهريق دمه فليتبعني أو فليدن مني » !
ثم أقبل على صاحبيه أيمن وأبي واقد ، فقال لهما : أطلقا مطاياكما ، ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان ، فتلوّم بها قدر يومه وليلته ، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين ، وفيهم أم أيمن مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
فصلى ليلته تلك هو والفواطم : أمه فاطمة بنت أسد رضي اللّه عنها ، وفاطمة عليها السّلام بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، وفاطمة بنت الزبير ، يصلون للّه ليلتهم ويذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم . فلن يزالوا[44] كذلك حتى طلع الفجر ، فصلى علي عليه السّلام بهم صلاة الفجر .
ثم سار لوجهه ، فجعل[45] وهم يصنعون ذلك منزلا بعد منزل يعبدون اللّه عز وجل ويرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة ، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم : « الذين يذكرون اللّه قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ، ربنا ما خلقت هذا باطلا » إلى قوله : « فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى »[46]، الذكر : علي عليه السّلام والأنثى فاطمة عليها السّلام ، « بعضكم من بعض » يقول :
علي عليه السّلام من فاطمة عليها السّلام - أو قال : الفواطم ، وهن من علي عليها السّلام - « فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ »[47]، وتلا صلّى اللّه عليه وآله : « ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللّه واللّه رؤوف بالعباد »[48].
قال : وقال له : يا علي ، أنت أول هذه الأمة إيمانا باللّه ورسوله ، وأولهم هجرة إلى اللّه ورسوله ، وآخرهم عهدا برسوله . لا يحبك والذي نفسي بيده إلا مؤمن قد امتحن اللّه قلبه للايمان ، ولا يبغضك إلا منافق أو كافر .
المصادر :
1 . أمالي الطوسي : ص 295 ، على ما في بحار الأنوار .
2 . بحار الأنوار : ج 19 ص 57 ح 18 ، عن أمالي الطوسي .
3 . رياحين الشريعة : ج 1 ص 74 بتفاوت فيه .
4 . المقداد بن الأسود لأسبر : ص 65 بتغيير يسير .
5 . مناقب ابن شهرآشوب : ج 1 ص 183 شطرا من الحديث .
الأسانيد :
في الأمالي : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد اللّه بن عمار الثقفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، قال : حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي سنة خمس ومائتين ، قال : حدثني الحسن بن حمزة أبو محمد النوفلي ، قال : حدثنيه أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر رضي اللّه عنهم بين القبر والروضة ، عن أبيه وعبيد اللّه بن أبي رافع جميعا ، عن عمار بن ياسر رضي اللّه عنه وأبي رافع مولى النبي صلّى اللّه عليه وآله ، قال أبو عبيدة : وحدثنيه سنان بن أبي سنان : أنّ هند بن أبي هند بن أبي هالة الأسيدي حدّثه عن أبيه هند بن أبي هالة ربيب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأمه خديجة رضي اللّه عنها زوج النبي وأخته لأمه فاطمة صلوات اللّه عليها ؛ قال أبو عبيدة : وكان هؤلاء الثلاثة هند بن أبي هالة وأبو رافع وعمار بن ياسر جميعا يحدثون عن هجرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بالمدينة ومبيته قبل ذلك على فراشه . قال : وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة واقتصاصه عن الثلاثة : هند وعمار وأبي رافع .
المتن الثالث:
قال محمد بن علي بن شهرآشوب : وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يهتم لعشرة أشياء ، فامنه اللّه منها وبشّره بها : لفراقه وطنه ، فأنزل اللّه : « إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ »[49]؛ ولتبديل القرآن بعده كما فعل بسائر الكتب ، فنزل : « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ »[50] ؛ ولأمته من العذاب فنزل : « وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ »[51] ؛ ولظهور الدين ، فنزل : « لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ »[52] ؛ وللمؤمنين بعده ، فنزل : « يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ »[53] ؛ ولخصمائهم ، فنزل : « يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا »[54] ؛ وللشفاعة ، فنزل : « وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى »[55] ؛ وللفتنة بعده على وصيه ، فنزل : « فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ »[56]، يعني بعلي عليه السّلام ؛ ولثبات الخلافة في أولاده ، فنزل : « لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ »[57]، ولابنته حال الهجرة ، فنزل : « الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً . . . » الآيات .[58]
ورأس التوابين أربعة : آدم ، « قالا ربنا ظلمنا أنفسنا »[59]؛ ويونس ، « قال سبحانك إني كنت من الظالمين »[60]؛ وداود ، « وخرّ راكعا وأناب »[61] ؛ وفاطمة ، « الذين يذكرون اللّه قياما وقعودا » .[62]
المصادر :
1 . مناقب آل أبي طالب عليه السّلام لابن شهرآشوب : ج 3 ص 321 .
2 . بحار الأنوار : ج 43 ص 34 ح 39 ، عن المناقب .
3 . اللوامع للخركوشي ، على ما في المناقب .
4 . شرف المصطفى للخركوشي ، على ما في المناقب .
5 . ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه السّلام لأبي نعيم ، على ما في المناقب .
المتن الرابع:
عن عمار بن ياسر في قوله تعالى : « فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى »[63] قال : فالذكر علي عليه السّلام والأنثى فاطمة عليها السّلام وقت الهجرة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في الليلة .
المصادر :
1 . مناقب آل أبي طالب عليه السّلام : ج 3 ص 319 .
2 . بحار الأنوار : ج 43 ص 32 ح 39 ، عن المناقب .
3 . اللوامع للخركوشي ، على ما في المناقب .
4 . شرف المصطفى للخركوشي ، على ما في المناقب .
5 . ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه السّلام لأبي نعيم ، على ما في المناقب .
المتن الخامس:
عن الصدوق : إن أمير المؤمنين عليه السّلام لما هاجر من مكة إلى المدينة ليلحق بالنبي صلّى اللّه عليه وآله ، وقد قارع الفرسان من قريش ، ومعه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وفاطمة بنت الزبير . فسار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان فلزم بها يوما وليلة ؛ ولحق به نفر من ضعفاء المؤمنين ، وفيهم أم أيمن مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
وكان يصلي ليلته تلك هو والفواطم ، ويذكرون اللّه قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، فلن يزالوا[64] كذلك حتى طلع الفجر ، فصلى عليه السّلام بهم صلاة الفجر ، ثم سار لوجهه . فجعل[65] وهن يصنعون ذلك منزلا بعد منزل ، يعبدون اللّه ويرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة ، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم ، « الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ . . . »[66] الآيات . قوله :
« مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى »[67]، الذكر علي عليه السّلام والأنثى الفواطم ؛ « بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ »[68] ، يعني علي عليه السّلام من فاطمة عليها السّلام - أو قال : الفواطم - وهن من علي عليه السّلام .
المصادر :
1 . أمالي الصدوق ، على ما في بحار الأنوار .
2 . بحار الأنوار : ج 69 ص 350 ، عن أمالي الصدوق .
المتن السادس:
قال الميرزا محمد تقي سپهر في ذكر هجرة فاطمة عليها السّلام من مكة إلى المدينة وأرسل النبي صلّى اللّه عليه وآله أبا واقد الليثي إلى أمير المؤمنين عليه السّلام وأمره في كتاب أن يهاجر من مكة إلى المدينة .
فتهيّأ علي عليه السّلام للسفر وأمر ضعفاء المسلمين أن يهيئوا للخروج ، وأعلم فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وفاطمة بنت أسد عليه السّلام أمه وفاطمة بنت زبير بن عبد المطلب للعزيمة إلى المدينة . وصنع لكل واحد منهن هودجا ، وخرجوا مختفيا عن الناس من مكة .
وجعل أبو واقد الليثي وأيمن بن أم أيمن يسوقان بالرواحل فأعنفا خوفا من الطلب والضرر وأن يدركوا قريش من خلفهم . قال علي عليه السّلام لأبي واقد : ارفق بالنسوة أبا واقد ، إنهن من الضعائف ، وإنهم لن يصلوا من الآن إليك بأمر تكرهه ، ثم قال عليه السّلام :
لا شيء إلا اللّه فارفع همكا * يكفيك رب الناس ما أهمكا
وسار فلما شارف ضجنان أدرك مولى لحارث بن أمية يدعى « جناحا » مع سبع فوارس ، فأقبل عليه وقال : أظننت يا غدار أنك ناج بالنسوة ؟ ارجع لا أبا لك ! قال علي عليه السّلام : فإن لم أفعل ؟ قالوا : لترجعنّ راغما .
فغضب علي عليه السّلام فحال بينهم وبينهن ، فأهوى له جناح بسيفه ، فراغ علي عليه السّلام عن ضربته ، وتختّله علي عليه السّلام فضربه على عاتقه وقسّمه بنصفين حتى مس كاثبة فرسه .
فأقبل عليه السّلام إلى الركبان وهو يقول :
خلوا سبيل الجاهد المجاهد * آليت لا أعبد إلا الواحد
فتصدّع القوم عنه ، فقالوا له : اغن عنا نفسك يا ابن أبي طالب .
قال عليه السّلام : فإني منطلق إلى ابن عمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بيثرب ، فمن أقبل إليّ بالمحاربة أقبلت إليه بالسيف !
فرجع الركبان ، وسار علي عليه السّلام إلى طريق ضجنان ولحق به ضعفاء المسلمين وأم أيمن في ضجنان ، فصلى ليلته تلك هو والفواطم حتى طلع الفجر ، ثم سار لوجهه .
ولما بلغ النبي صلّى اللّه عليه وآله قدومه فرح به ، وهذه الآية نزلت فيه فقرأها النبي صلّى اللّه عليه وآله : « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ »[69]، وهذه الآية نزلت في علي عليه السّلام .
المصادر :
1 . ناسخ التواريخ : مجلد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، ج 1 ص 50 بزيادة ونقيصة .
2 . ناسخ التواريخ : مجلد فاطمة عليها السّلام ، ج 1 ص 32 .
المتن السابع:
قال المولى هاشم الخراساني - في ذكر قصة المهاجرة - ما هذا لفظه :
لما دخل النبي صلّى اللّه عليه وآله في السنة الأولى المدينة كتب إلى أمير المؤمنين عليه السّلام أن يسافر إلى المدينة وأرسل مع أبي واقد الليثي .
فلما وصل الكتاب إليه عليه السّلام خرج من مكة مع عدة مختفيا وهاجرت معه فاطمة الزهراء عليها السّلام وفاطمة بنت أسد وفاطمة بنت الزبير ، وصنع عليه السّلام لهن هودجا وأمر عليه السّلام أبا واقد وأيمن بن أم أيمن أن يسوقا راحلتهن إلى المدينة .
فأسرعا في المسير ، قال أمير المؤمنين عليه السّلام : ارفق بالنسوة أبا واقد ، إنهن من الضعائف .
وهن أول المخدرات المهاجرات من مكة إلى المدينة .
المصادر :
منتخب التواريخ للمولى هاشم الخراساني : ص 98 .
المتن الثامن:
قال السيد جعفر مرتضى العاملي في ذكر هجرة أمير المؤمنين عليه السّلام :
واستمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في هجرته المباركة حتى قرب من المدينة ، فنزل بادئ ذي بدء في قبا في بيت عمرو بن عوف ، فأراده أبو بكر على دخول المدينة وألاصه ، فأبى وقال صلّى اللّه عليه وآله : « ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن أمي وابنتي » - يعني عليا وفاطمة عليهما السّلام - . فلما أمسى فارقه أبو بكر ودخل المدينة ونزل على بعض الأنصار وبقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بقباء ، نازلا على كلثوم بن الهدم .
ثم كتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى أخيه علي عليه السّلام كتابا يأمره فيه بالمسير إليه وقلة التلوّم ، وأرسل الكتاب مع أبي واقد الليثي .
فلما أتاه كتاب النبي صلّى اللّه عليه وآله تهيّأ للخروج والهجرة ؛ فأعلم من كان معه من ضعفاء المؤمنين ، وأمرهم أن يتسللوا ويتخففوا تحت جنح الليل إلى ذي طوى . وخرج عليه السّلام بفاطمة بنت الرسول وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وتبعهم أيمن بن أم أيمن مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأبو واقد .
فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم ، فأمره عليه السّلام بالرفق ، فاعتذر يخوفه من الطلب ، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : اربع عليك ، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال لي ( أي حين سفره من الغار ) :
« يا علي ، أما إنهم لن يصلوا من الآن إليك بأمر تكرهه » ، وأدركه الطلب قرب ضجنان ، وهم سبع فوارس متلثّمون ، وثامنهم مولى للحارث بن أمية ، يدعى جناحا .
فأنزل علي عليه السّلام النسوة ، وأقبل على القوم منتضيا السيف . فأمروه بالرجوع ، فقال : فإن لم أفعل ؟ قالوا : لترجعن راغما أو لنرجعن بأكثرك شعرا ، وأهون بك من هالك .
ودنا الفوارس من المطالب ليثوروها ، فحال علي عليه السّلام بينهم وبينها فأهوى جناح بسيفه ، فراغ علي عليه السّلام عن ضربته ، وتختّله علي عليه السّلام فضربه على عاتقه ، فأسرع السيف مضيا فيه ، حتى مسّ كاثبة فرسه وشدّ عليهم بسيفه وهو يقول :
خلوا سبيل الجاهد المجاهد * آليت لا أعبد غير الواحد
فتصدّع القوم عنه ، وقالوا : اغن عنا نفسك يا ابن أبي طالب . قال : فإني منطلق إلى ابن عمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بيثرب ، فمن سرّه أن أفري لحمه وأهريق دمه فليتبعني - أو فليدن مني - ثم أقبل على صاحبيه ، فقال لهما : أطلقا مطاياكما .
ثم سار ظاهرا حتى نزل بضجنان ، فتلوّم بها قدر يومه وليلته ، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين ، وفيهم أم أيمن مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فعبدوا اللّه تلك الليلة قياما وقعودا وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر . فصلى بهم علي عليه السّلام صلاة الفجر ، ثم سار بهم . فجعلوا يصنعون ذلك في كل منزل حتى قدم المدينة ، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم : « الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا . . . »[70] « 1 » إلى قوله : « فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى »[71] « 2 » .
ولما بلغ النبي صلّى اللّه عليه وآله قدوم علي عليه السّلام قال : ادعوا عليا . قيل : يا رسول اللّه ، لا يقدر أن يمشي .
فأتاه صلّى اللّه عليه وآله بنفسه ، فلما رآه اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم ، وكانتا تقطران دما .
وقال صلّى اللّه عليه وآله لعلي عليه السّلام : يا علي ، أنت أول هذه الأمة إيمانا باللّه ورسوله وأولهم هجرة إلى اللّه ورسوله ، وآخرهم عهدا برسوله . لا يحبك والذي نفسي بيده إلا مؤمن قد امتحن قلبه للإيمان ولا يبغضك إلا منافق أو كافر .
إذن فالهجرة العلنية ، والتهديد بالقتل لمن يعترض سبيل المهاجر قد كان من علي عليه السّلام وليس من عمر بن الخطاب .
المصادر :
الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى اللّه عليه وآله للسيد جعفر مرتضى : ج 2 ص 295 .
المتن التاسع:
قال الشيخ محمد جواد آل الفقيه ، في ذكر هجرة النبي صلّى اللّه عليه وآله :
. . . فلما قارب صلّى اللّه عليه وآله المدينة قال : من يدلّنا على الطريق إلى بني عمرو بن عوف ؟ فمشى أمامه جماعة ، فلما بلغ منازلهم ، نزل فيهم بقباء في ربيع الأول ، وأراد أبو بكر منه أن يدخل المدينة ، فقال صلّى اللّه عليه وآله : ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي - يعني عليا وفاطمة عليهما السّلام - .
واستقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بالتكبير والتهليل ، وكان في استقباله من بني عوف نحو من خمسمائة .
ثم كتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من قبا إلى علي عليه السّلام ؛ فلما ورد كتابه إلى علي عليه السّلام ابتاع ركائب لمن معه من النسوة وتهيأ للخروج ، وأمر من كان قد بقي في مكة من ضعفاء المؤمنين أن يتسلّلوا إلى ذي طوى .
وخرج عليه السّلام بالفواطم ، وتبعتهم أم أيمن مولاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأبو واقد الليثي . فجعل أبو واقد يسوق الرواحل سوقا حثيثا ، فقال علي عليه السّلام : ارفق بالنسوة يا أبا واقد ، ثم جعل علي عليه السّلام يسوق بهن ويقول :
ليس إلا اللّه فارفع ظنكا * يكفيك رب الناس ما أهمكا
فلما قارب ضجنان أدركه الطلب ، وكانوا ثمانية فرسان ملثمين معهم مولى لحرب بن أمية اسمه جناح . فقال علي عليه السّلام لأيمن وأبي واقد : انتحيا الإبل وأعقلاها ، وتقدّم وأنزل النسوة واستقبل القوم بسيفه . فقالوا : أظننت - يا غدار - أنك ناج بالنسوة ؟ ارجع لا أبا لك . فقال عليه السّلام : فإن لم أفعل ؟ ! قالوا : لترجعن راغما .
ودنوا من المطايا ليثوروها ، فحال علي عليه السّلام بينهم وبينها ، فأهوى له جناح فراغ علي عليه السّلام عن ضربته وضرب جناحا على عاتقه فقدّه نصفين حتى دخل السيف إلى كتف فرسه ، وشدّ على أصحابه ، فتفرّق القوم عنه وقالوا : احبس نفسك عنا يا ابن أبي طالب .
فقال لهم : إني منطلق إلى أخي وابن عمي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فمن سره أن أفري لحمه وأريق دمه ، فليدن مني .
ثم أقبل عليه السّلام على أيمن وأبي واقد وقال لهما : « أطلقا مطاياكما » وسار بها ظافرا قاهرا حتى نزل ضجنان . فلبث بها يومه وليلته تلك ، هو والفواطم يذكرون اللّه قياما وقعودا وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر .
فلما صلوا صلاة الفجر سار بهم حتى قدموا المدينة ، وكان قد تفطرت قدما . فلما رآه النبي صلّى اللّه عليه وآله اعتنقه وبكى رحمة لما به . ثم تفل في يديه وأمرّهما على قدمي علي عليه السّلام ودعا له بالعافية ، فلم يعد يشتكي منهما .
المصادر :
1 . المقداد بن الأسود الكندي للشيخ آل الفقيه : ص 45 .
2 . سيرة المصطفى صلّى اللّه عليه وآله : ص 258 ، على ما في كتاب « المقداد بن الأسود » المذكور .
المتن العاشر:
عن ابن عباس ، قال : لم تزل فاطمة عليها السّلام تشب في اليوم كالجمعة ، وفي الجمعة كالشهر ، وفي الشهر كالسنة . فلما هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من مكة إلى المدينة وابتنى بها مسجدا وأنس أهل المدينة به وعلت كلمته وعرف الناس بركته وسارت إليه الركبان وظهر الإيمان ودرس القرآن وتحدث الملوك والأشراف وخاف سيف نقمته الأكابر والأشراف ، هاجرت فاطمة عليها السّلام مع أمير المؤمنين عليهما السّلام ونساء المهاجرين ؛ وكانت عائشة فيمن هاجر معها ، فأنزلها النبي صلّى اللّه عليه وآله على أم أيوب الأنصاري .
وخطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله النساء وتزوّج سودة أول دخوله المدينة ، فنقل فاطمة عليها السّلام إليها .
ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية فقالت أم سلمة : تزوجني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وفوّض أمر ابنته إليّ فكنت أؤدبها وأدلّها ، وكانت واللّه أؤدب مني وأعرف بالأشياء كلها وكيف لا تكون كذلك وهي سلالة الأنبياء صلوات اللّه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها .
المصادر :
1 . دلائل الإمامة للطبري الإمامي : ص 11 .
2 . بحار الأنوار : ج 43 ص 9 ح 16 .
الأسانيد :
قال الطبري : حدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلّعكبريّ ، قال : حدثنا أبي ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي العرب الصبي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي ، قال : حدثنا شعيب بن واقد ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السّلام ، عن جده ، عن ابن عباس .
المتن الحادي عشر:
قال محمد بن الفتال النيشابوري : اعلم أن فاطمة الزهراء عليها السّلام ولدت بعد النبوة بخمس سنين ، وبعد الإسراء بثلاث سنين وأقامت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بمكة ثمان سنين . ثم هاجرت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى المدينة ، فزوّجها من علي بن أبي طالب عليه السّلام بعد مقدمهم المدينة بسنة . والأصح ستة أشهر وقبض النبي صلّى اللّه عليه وآله ولفاطمة عليها السّلام يومئذ ثماني عشرة سنة ، وعاشت بعد أبيها اثنين وسبعين يوما .
المصادر :
1 . روضة الواعظين : ج 1 ص 143 .
2 . بحار الأنوار : ج 43 ص 7 ح 9 ، عن روضة المتقين .
المتن الثاني عشر:
قال محمد بن علي بن شهرآشوب : ولدت فاطمة عليها السّلام بمكة بعد النبوة بخمس سنين وبعد الإسراء بثلاث سنين في العشرين من جمادى الآخرة ، وأقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين . ثم هاجرت معه إلى المدينة فزوّجها من علي عليه السّلام بعد مقدمها المدينة بسنتين . . .
المصادر :
1 . مناقب آل أبي طالب عليه السّلام لابن شهرآشوب : ج 2 ص 357 .
2 . بحار الأنوار : ج 43 ص 6 ح 7 ، عن المناقب .
المتن الثالث عشر:
عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السّلام قال : ولدت فاطمة عليها السّلام بعد ما أظهر اللّه نبوة نبيه وأنزل عليه الوحي بخمس سنين ، وقريش تبني البيت .
وفيه : وهاجرت إلى المدينة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله . . . إلى آخره ، مثل ما مر في هذا المطاف في الفصل الرابع رقم 10 متنا ومصدرا وسندا .
المتن الرابع عشر:
شرحبيل بن سعد قال : لما أراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن ينتقل من قبا اعترضت له بنو سالم ، فقالوا : يا رسول اللّه ، - وأخذوا بخطام راحلته - هلمّ إلى العدد . ثم اعترضت له بنو الحارث بن الخزرج فقالوا له مثل ذلك ، فقال لهم مثل ذلك . ثم اعترضت بنو عدي فقالوا له مثل ذلك فقال لهم مثل ذلك ؛ حتى بركت حيث أمرها اللّه .
قال : ثم رجع الحديث إلى الأول ، قال : ثم ركب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ناقته وأخذ عن يمين الطريق ، حتى جاء بلحبلى ، ثم مضى حتى انتهى إلى المسجد فبركت عند مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
فجعل الناس يكلّمون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في النزول عليهم ؛ وجاء أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب فحطّ رحله ؛ وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وكانت عنده وهذا الثبت .
قال زيد بن ثابت : فأول هدية دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في منزل أبي أيوب هدية دخلت بها إناء قصعة مثرودة ، فيها خبز وسمن ولبن ، فقلت : أرسلت بهذه القصعة أمي .
فقال : « بارك اللّه فيك » ، ودعا أصحابه فأكلوا .
فلم أرم الباب حتى جاءت قصعة سعد بن عبادة ثريد وعراق ، وما كان من ليلة إلا وعلى باب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الثلاثة والأربعة يحملون الطعام يتناوبون ذلك ، حتى تحوّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من منزل أبي أيوب وكان مقامه فيه سبعة أشهر .
وبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من منزل أبي أيوب زيد بن حارثة وأبي رافع وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم إلى مكة . فقدما عليه بفاطمة عليها السّلام وأم كلثوم ابنتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسودة بنت زمعة زوجته وأسامة بن زيد ، وكانت رقية بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد هاجر بها زوجها عثمان بن عفان قبل ذلك وحبس أبو العاص بن ربيع امرأته زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
وحمل زيد بن حارثة امرأته أم أيمن مع ابنها أسامة بن زيد وخرج عبد اللّه بن أبي بكر معهم بعيال أبي بكر فيهم عائشة . فقدموا المدينة فأنزلهم في بيت حارثة بن النعمان .
المصادر :
الطبقات الكبرى : ج 1 ص 237 .
الأسانيد :
أخبرنا يحيى بن محمد البخاري ، قال : حدثني مجمع بن يعقوب ، أنه سمع شرحبيل بن سعد .
المتن الخامس عشر:
عن الزهري ومحمد بن صالح : قالا : لما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله المدينة ونزل في منزل أبي أيوب بعث أبا رافع وزيد بن حارثة وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر وأمرهما أن يقدما عليه بعياله ، وبعث أبو بكر معهما عبد اللّه بن أريقط الدئلي ببعيرين أو ثلاثة وكتب إلى عبد اللّه بن أبي بكر يأمره أن يحمل إليه أهله .
فخرج زيد بن حارثة بأهل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وفاطمة وأم كلثوم ابنتي النبي صلّى اللّه عليه وآله وسودة بنت زمعة زوج النبي صلّى اللّه عليه وآله ، وأراد الخروج بزينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فحبسهما زوجها أبو العاص بن ربيع وكانت رقية قد هاجر بها زوجها عثمان بن عفان قبل ذلك إلى المدينة .
وحمل زيد بن حارثة امرأته أم أيمن وأسامة بن زيد وكانوا مع عيال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأهله وخرج عبد اللّه بن أبي بكر بأم رومان وأختيه عائشة وأسماء ابنتي أبي بكر حتى قدموا جميعا المدينة ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يا بني المسجد وأبياتا حول المسجد .
فأنزلهم في بيت لحارثة بن النعمان ، وبنى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لعائشة بيتها الذي دفن فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وجعل بابا في المسجد وجاه باب عائشة يخرج منه إلى الصلاة . وكان إذا اعتكف يخرج رأسه من المسجد إلى عتبة عائشة فتغسل رأسه وهي حائض .
المصادر :
الطبقات الكبرى : ج 8 ص 165 .
الأسانيد :
أخبرنا محمد بن عمر ، حدثنا محمد بن عبد اللّه ، عن الزهري ومحمد بن صالح ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، قالا .
المتن السادس عشر:
قال ابن هشام في ذكر أسماء من أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بقتلهم وسبب ذلك :
. . . والحويرث بن نقيذ بن وهب بن عبد بن قصي ، وكان ممن يؤذيه بمكة ، وكان العباس بن عبد المطلب حمل فاطمة وأم كلثوم ابنتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من مكة يريد بهما المدينة . فنحس[72] بهما الحويرث بن نقيذ ، فرمى بهما الأرض !
المصادر :
السيرة النبوية لابن هشام : ج 4 ص 52 .
المتن السابع عشر:
عن عائشة أنها سئلت : متى بنى بك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ؟ فقالت : لما هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلى المدينة خلّفنا وخلّف بناته . فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم ، أخذها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر .
وبعث أبو بكر معهما عبد اللّه بن أريقط الدئلي ببعيرين أو ثلاثة وكتب إلى عبد اللّه بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أمي أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير .
فخرجوا مصطحبين ، فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة ثلاثة أبعرة . ثم رحلوا من مكة جميعا وصادفوا طلحة بن عبد اللّه يريد الهجرة بال أبي بكر . فخرجنا جميعا وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة عليها السّلام وأم كلثوم وسودة بنت زمعة ، وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد ، وخرج عبد اللّه بن أبي بكر بأم رومان وأختيه وخرج طلحة بن عبيد اللّه .
واصطحبنا جميعا حتى إذا كنا بالبيض من منى ، نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي . فجعلت أمي تقول : « وابنتاه ! وا عروساه » ! حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لفت ، فسلّم اللّه عز وجل . ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع عيال أبي بكر ، ونزل آل رسول اللّه ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يومئذ يا بني المسجد وأبياتا حول المسجد . فأنزل فيها أهله ومكثنا أياما في منزل أبي بكر .
ثم قال أبو بكر : يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، ما يمنعك من أن تبني بأهلك ؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله :
الصداق ! فأعطاه أبو بكر الصداق اثنتي عشرة أوقية ونشا . فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إلينا وبنى بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في بيتي هذا الذي أنا فيه ، وهو الذي توفي فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
وجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله لنفسه بابا في المسجد وجاه باب عائشة .
قالت : وبنى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بسودة في أحد تلك البيوت التي إلى جنبي ، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يكون عندها .
المصادر :
الطبقات الكبرى : ج 8 ص 62 .
الأسانيد :
أخبرنا محمد بن عمر ، حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن ، عن ريطة عن عمرة بنت عبد الرحمن ، عن عائشة .
المتن الثامن عشر:
عن عائشة ، قالت : لما هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خلّفنا وخلّفت بناته . فلما استقرّ بعث زيد بن حارثة ، وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها من أبي بكر ، يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر ، وبعث أبو بكر معهما عبد اللّه بن أريقط ببعيرين أو ثلاثة ، وكتب إلى عبد اللّه بن أبي بكر أن يحمل أمي أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير .
فخرجوا مصطحبين ، فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة ، ثم دخلوا مكة جميعا ، فصادفوا طلحة بن عبيد اللّه يريد الهجرة ، فخرجوا جميعا .
وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة عليها السّلام وأم كلثوم وسودة بنت زمعة ، وحمل زيد أم أيمن وأسامة ، حتى إذا كنا بالبيداء نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي ، فجعلت تقول :
« وابنتاه ! وا عروساه » ! حتى أدرك بعيرنا وقد هبط الثنية - ثنية هرشى - فسلم اللّه ، ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع آل أبي بكر ، ونزل آل النبي صلّى اللّه عليه وآله .
وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يا بني مسجده وأبياتا حول المسجد . فأنزل فيها أهله ، فمكثنا أياما ، ثم قال أبو بكر : يا رسول اللّه ، ما يمنعك أن تبتني بأهلك ؟ قال : الصداق ! فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية ونشا . فبعث بها إلينا ، وبنى بي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في بيتي هذا الذي أنا فيه ، وهو الذي توفي فيه ودفن فيه صلّى اللّه عليه وآله . وأدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله سودة بنت زمعة أحد تلك البيوت ، فكان يكون عندها .
وكان تزويج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إياي وأنا ألعب مع الجواري . فما دريت أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله تزوجني حتى أخبرتني أمي ، فحبستني في البيت . فوقع في نفسي أني تزوجت ! فما سألتها حتى كانت هي التي أخبرتني .
قال أبو عمر : رواية مسروق عن أم رومان مرسلة ، ولعله سمع ذلك .
المصادر :
الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ج 4 ص 1936 .
الأسانيد :
حدثنا عبد اللّه ، حدثنا أحمد ، حدثنا محمد ، حدثنا الزبير ، حدثنا محمد بن حسان المخزومي ، عن أبي الزياد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عن عائشة .
المتن التاسع عشر:
قال البلاذري في ذكر انتقال عائلة الرسول صلّى اللّه عليه وآله إلى المدينة : قالوا : ووجّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أبا رافع وزيد بن حارثة مولييه إلى مكة لحمل فاطمة عليها السّلام وأم كلثوم ابنتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسودة ، وأخذ من أبي بكر خمسمائة درهم ، فدفعها إليهما لما يحتاجون إليه ، وأعطاهما بعيرين .
وكتب أبو بكر إلى عبد اللّه ابنه يأمره أن يحمل أم رومان امرأته وعائشة وأسماء ، وتوجّه مع زيد وأبي رافع عبد اللّه بن أريقط الدئلي ، فوافوا طلحة بن عبيد اللّه يريد الهجرة فتصاحبوا .
فخرج زيد وأبو رافع بفاطمة عليها السّلام وأم كلثوم وسودة بنت زمعة . وحبس زينب زوجها أبو العاص بن ربيع وكانت رقية مهاجرة ، حملها زوجها عثمان بن عفان .
وحمل زيد أيضا امرأته أم أيمن وأسامة بن زيد ، وخرج عبد اللّه بأم رومان وأختيه عائشة وأسماء ، فقدموا ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يا بني المسجد وحجره . وكان طلحة حين هاجرها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بالشام ، فقدم يريد مكة فلقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بالمدينة فصار إلى مكة ثم هاجر منها مع عيال النبي صلّى اللّه عليه وآله وأبي بكر .
المصادر :
أنساب الأشراف : ج 1 ص 217 .
المتن العشرون:
روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، قالت : لما هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خلفنا وخلف بناته ، فلما استقر بعث زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر ، وبعث أبو بكر معهما عبد اللّه بن أريقط ببعيرين أو ثلاثة ، وكتب إلى ابنه عبد اللّه بن أبي بكر أن يحمل أمي أم رومان وأنا وأختي أسماء ، فخرجوا مصطحبين وكان طلحة يريد الهجرة فسار معهم ، وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة عليها السّلام وأم كلثوم وسودة بنت زمعة زوج النبي صلّى اللّه عليه وآله وأم أيمن ، فقدمنا المدينة والنبي صلّى اللّه عليه وآله يا بني مسجده وأبياتا حول المسجد فأنزل فيها أهله .
المصادر :
1 . عبقات الأنوار : ج 2 ص 307 .
2 . أسد الغابة في معرفة الصحابة : ج 5 ص 583 .
الأسانيد :
في العبقات : روى هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة .
المتن الحادي والعشرون:
قال المقريزي : في بعثه صلّى اللّه عليه وآله زيد بن حارثة إلى مكة : . . . وبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة ودفع إليهما بعيرين وخمسمائة درهم ، أخذها من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه وبعث أبي بكر معهما عبد اللّه بن أريقط الدئلي ببعيرين أو ثلاثة ، وكتب إلى عبد اللّه بن أبي بكر أن يحمل أهله أم رومان وعائشة وأسماء .
فاشترى زيد بالخمسمائة ثلاثة أبعرة بقديد وقدم مكة ، فإذا طلحة بن عبيد اللّه يريد الهجرة . فقدما المدينة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله بابنتيه فاطمة عليها السّلام وأم كلثوم وبزوجته سودة بنت زمعة وبأسامة بن زيد وأمه أم أيمن . وكانت رقية ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قد هاجر بها عثمان قبل ذلك وحبس أبو العاص زوجته زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وخرج مع زيد وأبي رافع عبد اللّه بن أبي بكر بعيال أبي بكر .
المصادر :
إمتاع الأسماع لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي : ج 1 ص 49 .
المتن الثاني والعشرون:
قال محمد بن علي الصبان بعد ذكر مهاجرة النبي صلّى اللّه عليه وآله إلى المدينة - وهو في بيت أبي أيوب - زيد بن حارثة وأبا رافع ، فأتيا بفاطمة عليها السّلام وأم كلثوم بنتيه وسودة زوجته وأم أيمن حاضنته زوجة زيد بن حارثة وابنها أسامة بن زيد ، وأما بنته زينب فمنعها من الهجرة زوجها ابن خالها أبو العاص بن الربيع .
المصادر :
إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى صلّى اللّه عليه وآله للصبان : ص 35 .
المتن الثالث والعشرون:
عن عبد اللّه بن سلام ، قال : لما قدم النبي صلّى اللّه عليه وآله المدينة انجفل الناس إليه ، فكنت فيمن أتى . فلما رأيت وجهه عرفت أنه غير وجه كذاب . فسمعته يقول : أيها الناس أفشوا السلام ، وصلوا الأرحام ، وأطعموا الطعام ، وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام .
وقد روى الواقدي عن أشياخ له ، قالوا : لما قدم النبي صلّى اللّه عليه وآله المدينة وذلك يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول - ويقال لاثنتي عشرة ليلة خلت منه - فأقام ببني عمرو بن عوف أياما .
فلما كان يوم الجمعة ارتفاع النهار دعا براحلته وركب الناس عن يمينه وشماله .
فاعترضته الأنصار ، لا يمرّ بدار إلا قالوا : « هلمّ يا نبي اللّه ، إلى القوة والمنعة » ، فيقول لهم خيرا ويقول : « إنها مأمورة » فبركت عند مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله .
فجاء أبو أيوب خالد بن زيد فحطّ رحله فأدخله منزله ، فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله : المرء مع رحله . وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلته فكانت عنده .
وما كان من ليلة إلا وعلى باب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله الثلاثة والأربعة يحملون الطعام ويتناوبون حتى تحوّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من منزل أبي أيوب وكان مقامه فيه سبعة أشهر .
وبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة وأعطاهما خمسمائة درهم وبعيرين . فقدما عليه بفاطمة عليها السّلام وأم كلثوم ابنته وسودة زوجته وأسامة بن زيد .
وخرج عبد اللّه بن أبي بكر معه بعيال أبي بكر فيهم عائشة فلما قدموا المدينة أنزلهم في بيت حارثة بن النعمان .
المصادر :
كتاب الحدائق في علم الحديث والزهديات للجوزي : ج 1 ص 245 .
الأسانيد :
في الحدائق : أخبرنا موهوب بن أحمد ، قال : أخبرنا علي بن أحمد بن الدري ، قال :
حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، قال : حدثنا محمد بن عبد اللّه بن يزيد المقري ، قال : حدثني أبي ، عن عوف بن أبي جميلة ، عن زرارة بن أوفى ، عن عبد اللّه بن سلام .
المتن الرابع والعشرون:
قال ابن الجوزي في ذكر السنة الأولى من الهجرة :
وفي هذه السنة بعث النبي صلّى اللّه عليه وآله إلى بناته وزوجته سودة بنت زمعة بن حارثة وأبا رافع ، فحملاهن من مكة إلى المدينة . ولما رجع عبد اللّه بن أريقط إلى مكة أخبر عبد اللّه بن أبي بكر بمكان أبي بكر ؛ فخرج عبد اللّه بعيال أبيه إليه وصحبهم طلحة بن عبيد اللّه ومعهم أم رومان أم عائشة وعبد الرحمن حتى قدموا المدينة .
المصادر :
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي : ج 3 ص 70 .
المتن الخامس والعشرون:
قال نظام العلماء في منظومته :
وكانت الرحلة في الرابع عشر * أو قبله أو بعده كما اشتهر
وإنها لفي جمادى الأولى * فالأخذ بالغراء[73] فيها أولى
المصادر :
تذكرة الهداة للنائيني : ص 20 .
[1] سورة آل عمران : الآيات 191 - 195 .
[2] سورة آل عمران : الآية 195 .
[3] سورة آل عمران : الآية 195 .
[4] الزيادة من تأويل الآيات .
[5] اللقي : الملقي على الأرض .
[6] أي نزلت به .
[7] أي تعلوا أصواتهم دفاعا عنه .
[8] الأفاريق جمع أفراق وهو جمع فرق وهو جمع فرقة .
[9] المناقب : الخيل والفرسان .
[10] أي قاطعا .
[11] أي دخل .
[12] أي هجموا إليه ليلا .
[13] أي الدية .
[14] أي سدّوا .
[15] أي يتهيّأ ويستقيم.
[16] أي مجتمعين .
[17] سورة الأنفال : الآية 30 .
[18] خ ل : كمشيتك .
[19] هكذا في المصدر .
[20] سورة يس : الآية 9 .
[21] أي مضى كثير منه .
[22] الحكم : الحملة : شجرة السعدان أو نبات آخر .
[23] أي لا باب لها .
[24] أي سلّوه من غمده .
[25] أي منعه وجلسه .
[26] أي ضغطه وكسره .
[27] أي يضرب برجله كولد الناقة .
[28] أي ضجيج .
[29] ابذعرّ : تفرّق ، وهو كناية عن تفرق سواد الليل وطلوع الصبح .
[30] أي مصعدها وسلّمها .
[31] أي هربوا مسرعين .
[32] أي أرسلت عليه الطلائع .
[33] أي ادخل في العتمة .
[34] أي ثبت عليه وعزم .
[35] أي الأسير .
[36] أي العيال والثقل .
[37] جمع القلوص وهي الناقة الشابة .
[38] أي طلب منه وألحّ عليه .
[39] سورة البقرة : الآية 207 .
[40] التلوّم : الانتظار والتمكث .
[41] أي يذهبوا خفية ولا يحملوا معهم شيئا يثقل عليهم .
[42] أي لا بسين دروعهم .
[43] أي مقدم المنسج منه حيث تقع عليه يد الفارس .
[44] لعله : فلم يزالوا .
[45] الظاهر : فجعلوا .
[46] سورة آل عمران : الآية 191 .
[47] سورة آل عمران : الآية 195 .
[48] سورة البقرة : الآية 207 .
[49] سورة القصص : الآية 85 .
[50] سورة الحجرات : الآية 9 .
[51] سورة الأنفال : الآية 33 .
[52] سورة التوبة : الآية 9 .
[53] سورة إبراهيم : الآية 27 .
[54] سورة التحريم : الآية 8 .
[55] سورة الضحى : الآية 5 .
[56] سورة زخرف : الآية 41 .
[57] سورة النور : الآية 55 .
[58] سورة آل عمران : الآية 191 .
[59] سورة الأعراف : الآية 23 .
[60] سورة الأنبياء : الآية 87 .
[61] سورة ص : الآية 24 .
[62] سورة آل عمران : الآية 191 .
[63] سورة آل عمران : الآية 195 .
[64] لعلّه : فلم يزالوا .
[65] الظاهر : فجعلوا .
[66] سورة آل عمران : الآية 191 .
[67] سورة آل عمران : الآية 195 .
[68] سورة آل عمران : الآية 195 .
[69] سورة البقرة : الآية 207 .
[70] سورة آل عمران : الآية 191 .
[71] سورة آل عمران : الآية 195 .
[72] نحسه : جفاه .
[73] لعل فيه تصحيف والصحيح : فالأخذ بالغرّة فيها أولى أي غرة جمادي الأولى .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
