الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الخدمات العامة / حلّ التسوّل
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص477ــ481
2025-09-07
36
حريّ بالمسلم أن يصون كرامته ويحفظ عزّة نفسه ولا يذيقها الذل والهوان بأي حال. التسوّل من وجهة نظر الإسلام ذلّ بيّن، ولذلك نهى المسلمين بشدّة عن هذا السلوك. ينبغي للمسلم أن يكفي نفسه بعرق جبينه وألا يسأل الآخرين ويفتح باب الفقر أمامه.
طبعاً بالنسبة للذين افتقروا بسبب الكوارث الطبيعية أو ضعف عقل المعيشة وما شابه، فإنّ من واجب المجتمع أن ينهض بمسؤوليته إزاءهم ويحفظ لهم كرامتهم وشأنهم الاجتماعي، وبالتالي فإنّ تنظيف صورة المدن الإسلامية من هذه الظاهرة الذميمة، أعني التسوّل تقع على عامة المسلمين. والحكومة الإسلامية يقع على عاتقها أيضاً مسؤولية قضاء حاجاتهم.
نعم، إن تنظيف صورة المدن الإسلامية عبر محاربة الفقر هي مسؤولية جميع المسلمين وفقاً لتأكيدات الإسلام، وقد كان الأئمة المعصومون (سلام الله عليهم) السباقون في هذا المجال. فلنطلع على جانب من رواياتهم وسيرتهم العملية:
فضل الاستغناء
قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ
عَنِ النَّاسِ(1).
وعن الإمام الرضا (سلام الله عليه) أنه قال: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله): يَا رَسُولَ الله! عَلَّمْنِي عَمَلاً لا يُحالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ. قَالَ: لَا تَغْضَبْ وَلَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا...(2).
الفقراء المتعففون
عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (سلام الله عليه) يَقُولُ: لِيَجْتَمِعْ في قَلْبِكَ الافْتِقَارُ إِلَى النَّاسِ وَالاسْتِغْنَاء عَنْهُمْ: فَيَكُونُ افْتِقَارُكَ إِلَيْهِمْ فِي لِينِ كَلامِكَ وَحُسْنِ بِشْرِكَ وَيَكُونُ اسْتِغْنَاؤُكَ عَنْهُمْ فِي نَزَاهَةِ عِرْضِكَ وَبَقَاءِ عِزَّكَ(3).
ذمّ التسوّل وامتداح عزّة النفس
قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الحَيِيّ المُتَعَفِّفَ وَيُبْغِضُ الْبَذِيَّ السَّائِلَ المُلْحِف(4).
وقال (صلى الله عليه وآله):... فَاسْتَعِفُوا عَنِ السُّؤَالِ مَا اسْتَطَعْتُم(5)؛ وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: لَأَنْ يَحْتَطِبَ الرَّجُلُ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهُ وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ وَيَتَصَدَّقَ بِفَضْلِهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلاً آتَاهُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ؛ إِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى(6).
وقال الإمام أمير المؤمنين علي (سلام الله عليه): شِيعَتِي مَنْ... لَمْ يَسْأَلِ النَّاسَ وَلَوْ
مات جوعا(7).
وعن الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه): لَوْ يَعْلَمُ السَّائِلُ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ مَا سَأَلَ أَحَدٌ أَحَداً وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُعْطِي مَا فِي الْعَطِيَّةِ مَا رَدَّ أَحَدٌ أَحَدا(8).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لَوْ يَعْلَمُ السَّائِلُ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْوِزْرِ مَا سَأَلَ أَحَدٌ أَحَداً(9).
عَنِ مُفَضَّلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهُ (سلام الله عليه) فَذَكَرْتُ لَهُ بَعْضَ حَالِي، فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ! هَاتِ ذَلِكَ الْكِيسَ، هَذِهِ أَرْبَعُمِائَةَ دِينَارٍ وَصَلَنِي بهَا أَبُو جَعْفَرٍ فَخُذْهَا وَتَفَرَّجْ بِهَا. قَالَ: فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا هَذَا دَهْرِي وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لي. قَالَ فَقَالَ: إِنِّي سَأَفْعَلُ وَلَكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تُخبِرَ النَّاسَ بِكُلِّ حَالِكَ فَتَهُونَ عَلَيْهِم(10).
عواقب التسول
الفقـر: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثَلاثٌ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ خَالِفاً عَلَيْهِنَّ... وَلا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْر(11)؛ وعنه (صلى الله عليه وآله) مخاطباً الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): يَا عَلِيُّ، قِلَّةُ طَلَبِ الْحَوَائِجِ مِنَ النَّاسِ هُوَ الْغِنَى الْحَاضِرُ وَكَثْرَةُ الْحَوَائِجِ إِلَى النَّاسِ مَذَلَّةٌ وَهُوَ الْفَقْرُ الْحَاضِر(12).
وعن الإمام زين العابدين (سلام الله عليه): ضَمِنْتُ عَلَى رَبِّي أَنه لَا يَسْأَلُ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَّا اضْطَرَّتْهُ المُسْأَلَةُ يَوْماً إِلَى أَنْ يَسْأَلَ مِنْ حَاجَةٍ(13).
الذلة والضعة: قال الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): المُسْأَلَةُ طَوْقُ المُذَلَّةِ تَسْلُبُ الْعَزِيزُ عِزَّهُ وَالْحَسِيبَ حَسَبَه(14).
وقال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): مَنْ فَتَحَ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَبْعِينَ بابا مِنَ الْفَقْرِ لا يَسُدُّ أَدْنَاهَا شَيْءٍ(15).
طول الحساب في يوم القيامة: وقال (صلى الله عليه وآله) أيضاً: يَا أَبَا ذَرٍّ! إِيَّاكَ وَالسُّؤَالَ، فَإِنَّهُ، ذُلٌّ حَاضِرٌ وَفَقْرٌ تَتَعَجَّلُهُ وَفِيهِ حِسَابٌ طَوِيلٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(16).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): إيَّاكُمْ وَسُؤَالَ النَّاسِ، فَإِنَّهُ ذُلُّ فِي الدُّنْيَا وَفَقْرٌ تُعَجِّلُونَهُ وَحِسَابٌ طَوِيلٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ(17).
جزاء السائل غير المحتاج يوم القيامة
وقال الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) لمحمد بن مسلم: يَا مُحَمَّد! إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَهُوَ يَظْهَرُ غِنِّى لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَخمُوشاً وَجْهُه يَومَ القِيَامَة(18).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): مَا مِنْ عَبْدِ يَسْأَلُ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ فَيَمُوتُ حَتَّى يُحْوِجَهُ اللهُ إِلَيْهَا وَيُثَبِّتَ اللهُ لَهُ بِهَا النَّار(19)؛ وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: مَنْ
يسألُ مِنْ غَيْرِ فَقْرِ فَكَأَنَّمَا يَأْكُلُ الْجُمْرَ(20).
توفير أسباب العمل للمتسولين
أَصَابَتْ أَنْصَارِيّاً حَاجَةٌ فَأَخْبَرَ بِهَا رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله)، فَقَالَ: ائتِنِي بِمَا فِي مَنْزِلِكَ وَلَا تَحْقِرُ شَيْئًا، فَأَتَاهُ بِحَلْسٍ وَقَدَحٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) مَنْ يَشْتَرِيهِما؟ فَقَالَ رَجَلٌ هُمَا عَلَيَّ بِدِرْهَم فَقَالَ: مَنْ يَزيدُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: هُمَا بِدِرْهَمَيْنِ، فَقَالَ: هُمَا لَكَ، ابْتَعْ بِأحَدِهِمَا طَعَاماً لِأَهْلِكَ وَابْتَعْ بِالآخَرِ فَأْساً، فَأَتَاهُ بِفَأْسٍ، فَقَالَ لهُ مَنْ عِنْدَهُ نَصَابٌ لِهَذَا الْفَأْس؟ فَقَالَ أَحَدُهُم عِنْدِي، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) فَأَثْبَتَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ: اِذْهَبْ وَاحْتَطِبْ وَلَا تَحْقِرَنَّ شَوْكاً وَلَا رَطْبَاً وَلَا يَابِسَاً. فَفَعَلَ ذَلِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ لَيْلَةٌ فَأَتَاهُ وَقَدْ حَسُنَتْ حَالُهُ. فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَجِيءَ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَفِي وَجْهِكَ كُدُوحُ الصَدَقَةِ(21).
_________________________
(1) الكافي، ج 2، ص 148.
(2) الأمالي، الطوسي، ص 508.
(3) الكافي، ج 2، ص 149.
(4) الأمالي، الطوسي، ص39.
(5) الكافي، ج 4، ص 20.
(6) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 2، ص 229.
(7) كنز الفوائد، ج 1، ص88؛ بحار الأنوار، ج 75، ص28.
(8) الكافي، ج 4، ص 20.
(9) عدّة الداعي، ص99؛ وسائل الشيعة، ج 9، ص 443.
(10) الكافي، ج 4، ص 21 - 22.
(11) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 1، ص 125 - 126.
(12) تحف العقول، ص 9.
(13) الكافي، ج 4، ص 19.
(14) غرر الحكم، ص 361.
(15) الخرائج والجرائح، ص 89؛ وسائل الشيعة، ج 9، ص 438.
(16) الفقيه، ج 4، ص 375.
(17) الكافي، ج 4، ص 20.
(18) كتاب السرائر، ج 3، ص 637.
(19) الكافي، ج 4، ص 19.
(20) عدّة الداعي، ص99؛ وسائل الشيعة، ج 9، ص 437.
(21) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج 1، ص 45 - 46.
الاكثر قراءة في آداب عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
