اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
تنظيم الدعاية والإعلام الإسرائيلي
المؤلف:
الدكتور محمد صاحب سلطان
المصدر:
الدعاية وحروب الإعلام
الجزء والصفحة:
ص 152-157
2025-08-21
36
تنظيم الدعاية والإعلام الإسرائيلي:
مارست إسرائيل سياستها الإعلامية مستندة على تراكم الخبرة وتجربة الحركة الصهيونية مضافاً لها ما تفرضه متطلبات العمل الإعلامي لإسرائيل حيث نرى أن المحور الحقيقي للصهيونية وجوهرها هو التعامل النفسي الذي يربط بين الصهيونية وإسرائيل من منطلق مبدأ توزيع الأدوار الذي طبع السياسية الخارجية الإسرائيلية والذي يوضح لنا بشكل جلي في علاقة الصهيونية كقوة سياسية مع إسرائيل كدولة وخلف هذا الإطار تقف اليهودية. والذي يلفت النظر أن دولة إسرائيل تخلو من وزارة خاصة بالإعلام والسبب هنا يعود إلى أن تخطيط السياسة الإسرائيلية يقوم على أساس دور دعائي معني في خدمة أهداف إسرائيل، كما أن العمل الإعلامي الخارجي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإعلام الداخلي أو بمعنى أصح فهو امتداد له وإن نجاح أي منهما يعتمد على نجاح الثاني، وبالرغم من كون الدعاية الصهيونية تستند على الظلم والباطل فإنها ذلك قد حققت نجاحات كبيرة في كسب الرأي العام في العالم خصوصاً أن الدعاية تفوقت على الإعلام في تحقيق أهداف الحركة الصهيونية. وكتب هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية قائلاً لكي نقيم وطناً لليهود في فلسطين يلزمنا كثيراً من الضوضاء وكذلك قال بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق في خطابه أمام البرلمان الإسرائيلي في 13 شباط عام 1952: "لقد أحدثنا انقلاباً عميقاً في حياة الجماهير... انقلاباً عميقاً في نفسية اليهودي الذي حملته الهجرة من مختلف قارات العالم إلى إسرائيل".
ومن هذا المنطق كان على إسرائيل أن تخلق لها جهازاً إعلامياً ودعائياً ضخماً لكــي ومن تنفذ به سیاستها وأهدافها المرحلية والبعيدة، ونلاحظ أن الإعلام الإسرائيلي غلب عليه في الفترة إبان قيام دولة إسرائيل عام 1948 طابع الإعلام الدفاعي، حيث إنه في البداية يحاول جاهداً كسب الأنصار ويتجنب تشويه الطابع القومي العربي، بل يستوعبه في مخططه الدعائي، إضافة إلى محاولة تعديل صورة الطابع القومي اليهودي من شكله السيئ السابق بشكل جديد أكثر قبولاً من وجهة نظر الرأي العام العالمي، إلا أن هذا الإعلام تطور مع الأحداث التي فرضتها ظروف عام 1956، حيث برزت نزعة العنف والدعوة لاستمرار الهجرة إلى فلسطين، كما برزت المحاولة لتوسيع النطاق الإقليمي لدولة إسرائيل من خلال احتلال أجزاء أخرى من الأراضي العربية وهدف الإعلام تركز على قوة إسرائيل ككيان قائم لا يمكن قهره أو إزالته. ومن خلال تحليل المنطق الإعلامي الإسرائيلي بعد عام 1948 أي بعد تأسيس دولة إسرائيل نجد أن هناك ثلاثة أساليب:
- الأسلوب الأول: وهو الذي يعتمد على التحليل التاريخي من خلال المتابعة الزمنية لتحديد تطور الموقف بالنسبة لليهود بخصوص قضية الوجود الإسرائيلي، حيث تركز الدعاية الإسرائيلية على الواقعة وهي واحدة من أبزر مظاهر القوة في التخطيط الفكري الإسرائيلي، حيث تقوم الدعاية الإسرائيلية على اكتشاف واقعة أو حدث صغير فتبدأ باستغلاله وتضخيمه وإبرازه على أساس أنه قضية تدفع من خلالها وحدودها أو تصوراتها للأشياء أو الموقف للتوغل في فكر الفرد والجماعة.
- الأسلوب الثاني: ويعتمد على التحليل الفلسفي لاكتشاف الجزيئات والعناصر التي يتكون منها المنطق الدعائي الإسرائيلي من خلال متابعة تاريخية لكل عنصر من عناصر هذا المنطق، فقد تبرز أهمية عنصر في لحظة ما وقد تهمله في لحظة أخرى أو تبرزه في جانب أو تظهره بشكل غير مباشر في جانب آخر شريطة أن يعكس أبعاداً معينة ليس من حيث التخطيط الإعلامي فقط، بل من حيث التخطيط السياسي أيضاً (1).
- الأسلوب الثالث: ويتركز على دراسة تحليلية نفسية لاكتشاف خصائص الشخصية اليهودية. والنقطة التي نجحت فيها العملية الإعلامية والدعائية الإسرائيلية هي قدرتها في التوفيق والملاءمة بين أهدافها والمنطق المحلي أو الخلفية التاريخية والفكرية للمجتمع المطلوب مهاجمته إعلامياً. وتبقى هنالك أهمية خاصة للعنصر والشخصية اليهودية خصوصاً أن الشخصية اليهودية تمتاز برفضها للاندماج والأقلمة، أي أن منطلقها يظل ذاتياً بالرغم من محاولاتها للخروج من هذه الذاتية.
والملاحظ في الفترة التي تلت عام 1948م أي بعد قيام دولة إسرائيل أن الكذب بدأ يطغى على الصياغة الدعائية فتغير مدلول الواقعة لاستغلالها وجعلها وسيلة لحق مكتسب، وهنا نشير إلى تطبيقين:
الأول: ما ادعته الدعاية الصهيونية بأن مجلس الكونغرس الأمريكي سبق أن منح تأييده الرسمي لفكرة الدولة الصهيونية في فلسطين استناداً إلى القرار الذي اتخذه عام 1942 وذلك رغم أن هذه الوثيقة لم تسجل أية موافقة أمريكية لتلك الفكرة بالوجود الإسرائيلي في فلسطين.
والثاني: هو ما ادعته الصهيونية بأن الفلسطينيين هم الذين هجروا ديارهم تحت تشجيع الدعاية العربية وبإيحاء من الزعماء العرب، وكان هذا الأسلوب الذي خرج من الولايات المتحدة الأمريكية بفضل أحد المتخصصين بالدعاية السياسية الذي سخر إمكانياته لصالح الوكالة الصهيونية في نيويورك وهو جوزيف شيتمان، حيث خرجت الكثير من الكتابات والنداءات تعلن أن العرب هم الذين دفعوا بإغوائهم لمغادرة فلسطين، ومنذ تلك الفترة أصبح هذا المنطلق أحد عناصر الدعاية الإسرائيلية الأساسية.
إضافة إلى ذلك فإن قيام دولة إسرائيل لابد أن يؤدي إلى تغيير كامل وجذري في خصائص الدعاية الإسرائيلية خصوصاً أن التغيير يتجه إلى تكامل الأداة النظامية ذات الفاعلية الدولية في المجتمع الدولي والذي لابد أن يسمع صوتها في نطاق العلاقات بين أعضاء الأسرة الدولية، إضافة إلى عدد من العناصر الأخرى، وهذا يؤدي إلى ذلك التحول في خصائص هذه الدعاية. إن تحديد وجود إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط سيدفع إلى ربط هذا الواقع باتجاهات السياسة العالمية، ولهذا فإن على إسرائيل العمل بأكثر من أسلوب ووسيلة لكي تصل إلى الأسلوب الأمثل الذي يضمن الدفاع عن مصالحها، ولهذا فإنها كانت تؤكد على مصالح الغرب في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تخاطب المعسكر الاشتراكي من خلال تصوير المنطقة أنها تشكو من فراغ يمكن ملؤه من قبل النفوذ الشيوعي آنذاك مع التأكيد على إبراز الموقف اللاإنساني للعرب ضد الوجود الإسرائيلي، حيث كان طبيعياً أن تنفصل عن الدعاية الصهيونية وتسير بشكل وطريق مستقل عنها ، بالرغم من أن كليهما يمثل وجهين لحقيقة واحدة ألا وهي خدمة الأهداف الصهيونية، ونلاحظ إضافة إلى ذلك أن الدعاية الإسرائيلية تركز على الأصل المشترك للعرب واليهود، وبعد العدوان الثلاثي على مصر حيث طرحت إسرائيل نفسها في هذه الفترة على أنها ستكون الدولة الكبرى والأقوى في المنطقة، ولهذا فهي تتحدث باستمرار عن الهجرة اليهودية إلى فلسطين تبريراً وتأكيداً لوجودها ولعكس معالم الدولة القوية الواضحة، إضافة إلى أنها تريد أن تفرض على العرب بالقوة، ولهذا كانت تتحرك بكافة الاتجاهات من أجل الحصول على الدعم العسكري والمادي والمعنوي لكي تحقق هذا الهدف وتصبح القوة التي لا تقهر في المنطقة. ولو عدنا إلى تشرين الثاني عام 1955م فقد خرج بن غوروين بتصريح له أمام الكنيست قال فيه على مصر مغادرة قطاع غزة في الحال وعلى الأردن إخلاء فلسطين الغربية بأكملها.
وظهر فيما بعد أن خطة الجيش الإسرائيلي لعام (1956- 1957) كانت تجعل من الهدف التالي الركيزة التي يجب أن تحدد النشاط الدبلوماسي والعسكري للحكومة الإسرائيلية إن المهمة القومية التي تضطلع بها دولة إسرائيل ألا وهي جمع شتات اليهودية المبعثرة في العالم وتهجيرها إلى إسرائيل، إن تلك المهمة تستدعي هجرة متصلة تستمر على الأقل لمدة جيل واحد ثلاثين عاماً وعلى الدولة الإسرائيلية أن تؤمن الأموال الطبيعية لحياة هؤلاء السكان.
"ولهذا فإن مهمتنا هي احتلال الأراضي العربية وتوطيد سيطرتنا عليها".. ويضيف إن الحرب بين إسرائيل والعرب هي تغيير خط الحدود الحالي ولأن احتلال الأراضي التي تطالب بها إسرائيل سيحسن من وضعها السياسي والاقتصادي فإن الغرض الذي ترمي إليه هو تعزيز وتقوية مركز إسرائيل السياسي عن طريق تحقيق سيطرتها على الطرق ذات الأهمية الإستراتيجية في الشرق الأوسط وعن طريق شق ممرات عبر الأقطار العربية.
هذا تتوضح أبعاد المخطط الجديد المطلوب تنفيذه من قبل دولة إسرائيل وهـو مـا من أطلقت عليه حق المبادرة في الدفاع عن النفس، وهو الأساس الذي اعتمدته إسرائيل فيما بعد بتكوين نظرية الحرب الوقائية.
وفي الوقت الذي نلاحظ فيه أن إسرائيل كانت تعد العدة للإجهاز على العرب عسكرياً فإن الدعاية الصهيونية لم تغفل أساليب التضليل والكذب والتهويل في الحقائق الموجهة إلى العالم. ويلاحظ هنا أن الحركة الصهيونية اهتمت بشكل خاص بالإعلام العلني الموجه إلى المسيحيين، ففي عام 1949 صدر كتاب فلسفي في أعقاب قيام دولة إسرائيل يهدف إلى توجيه الرأي العام المسيحي خصوصاً في أمريكا وجهة الاطمئنان للمزاعم الصهيونية، وقد وضعت هذا الكتاب الكاتبة الأمريكية الصهيونية (روز مارين) وعنوان الكتاب (النقاء اليهودي)، وتدور أفكار الكتاب حول الفكرة الصهيونية التي تؤكد أن بقاء اليهود إنما هو ضرورة تاريخية لصالح المجتمع البشري، والكتاب طبعاً موجه إلى المجتمع الغربي المسيحي. وتنتهي المؤلفة في كتابها إلى النهايات التالية:
إن اليهود هم أصل الحضارة التي ينعم بها العالم الغربي قديماً وحديثاً.
إن الكفاءات التي ظهرت في تاريخ الحضارة بين القديم والحديث يغلب عليها الطابع اليهودي.
إن الكفاءات اليهودية أو على الأصح الصهيونية هي التي تحافظ على اقتصاديات العالم.
إن اليهود بطبيعتهم هم أكبر مصادر الأنواع في الفكر والفن والحكمة.
ويظهر من قراءة هذا الكتاب وخلاصته ما ذهبت إليه الكاتبة أنه عمل من أعمال تأسيس الإعلام الصهيوني بقصد خلق حالة التعاطف مع الحركة الصهيونية في أهدافها باعتبار أن هذه الأهداف حقيقية تستحق التأييد من جانب أولئك الذين تدعي الصهيونية أنها هي التي أكسبتهم كل هذه المزايا الحضارية، وقد ظهر أثر هذا الكتاب فيما بعد من خلال قيام بعض الساسة الأمريكيين بوصف الإسرائيليين بأنهم شعب حضاري.
________________
(1) أ. د. عبد الرزاق محمد الدليمي: تطور أساليب الدعاية والإعلام الصهيوني، مكتبة الرائد العلمية، عمان، ،2004، الطبعة الأولى، ص 64-66.
- 156 –
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
