اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الأساليب الصهيونية للدعاية
المؤلف:
الدكتور محمد صاحب سلطان
المصدر:
الدعاية وحروب الإعلام
الجزء والصفحة:
ص 167-172
2025-08-23
37
الأساليب الصهيونية للدعاية:
الأسلوب الاستعطافي في الإعلام الصهيوني:
ينهج الصهاينة أسلوب التباكي أمام الرأي العام العالمي لكسب عواطفه وتأييده، وهو أسلوب إعلامي يعزز الصورة التي يجيد هذا الإعلام رسمها وطبعها في عقول الناس عن الدولة الصهيونية أو عن الحركات والمنظمات الصهيونية في العالم. ومن أجل تعزيز هذا الأسلوب استفاد الصهاينة من الجانب المأساوي لليهود عبر تاريخهم وخصوصاً في أوروبا وذلك بدءاً من محاكم التفتيش في إسبانيا في القرن الخامس عشر إلى البوغروم في روسيا في القرن قبل الماضي أي ملاحقة اليهود الروس ومصادرة أملاكهم وغيرها لكي يكسبوا تأييد العالم وعطفه لصالح إنجاح المشروع الصهيوني في إنشاء وطن قومي لليهود ثم إقامة الدولة الصهيونية.
أسلوب التكرار والخرافات الصهيونية:
تهتم وسائل الإعلام والدعاية الصهيونية بعملية التكرار عندما تستهدف الخصم بحملة تشنيع أو عندما تقصد تلميع الذات أو الصديق المؤيد لمواقفها، كما يستخدم أسلوب التكرار في عملية الاستعطاف والابتزاز والتهديد مستفيداً من مقولة أدولف هتلر التي دونها في كتابها الشهير (كفاحي) إذ يقول أن قابلية الجماهير العريضة للاستيعاب محدودة وذكاؤها منخفض وأما قدرتها على النسيان فهي كبيرة وسريعة في نفس الوقت ونظراً إلى هذه الحقائق فإن أي دعاية مؤثرة لا بد أن تقتصر على نقاط قليلة وأن تدق على هذه الشعارات حيث يفهم آخر فرد من الجمهور ما تريد له أن يفهم من شعارك ويعني هذا أن الإعلام الصهيوني لم يأت بجديد بانتهاجه أسلوب التكرار هذا بل أخذه من الأسلوب الإعلامي النازي وقلده ومارسه بشكل ناجح ولاشك في أن عملية أو أسلوب التكرار واستخدامها في وسائل الإعلام النازي قد شكلت محوراً أساسياً في فلسفة هتلر الإعلامية إذ يستطرد في فقرة أخرى فيقول: "إن الحث أسلوب إعلامي سوف لن يعطي نجاحاً إلا إذا رسخ في الذهن مبدأ أساسياً واحداً لا يتناقص الاهتمام به وبشكل دائم يجب أن يقتصر على نقاط قليلـة وتكرارها مرات ومرات دون كلل أو ملل في هذا المجال كما في المجالات الأخرى في العالم". فالمثابرة هي المطلب الأول والأهم في تحقيق النجاح، والإعلام الصهيوني يستخدم ذات الإعلام النازي الذي قاده وزير إعلام هتلر جوزيف غوبلز.
إن فكرة التكرار كأسلوب دعائي ناجح قد استحوذت على هتلر أو أنها امتلكته حتى أنه كررها عدة مرات فهو يقول في مجال آخر: "إن الجماهير تتحرك ببطء وإنها تحتاج دائماً لبعض الوقت حتى تلاحظ شيئاً". وإذا نظرنا إلى ممارسة الإعلام الصهيوني لعملية التكرار فإننا نجد أن هذا الأسلوب يأخذ حيزاً كبيراً ومهماً بل يكاد يشكل العمود الفقري للدعاية الصهيونية فنجد أن هذا الأسلوب يتكرر في وسائل الإعلام والدعاية التي تسيطر عليها المنظمات الصهيونية في داخل (إسرائيل) أو في دول الغرب.
أساليب الابتزاز والتهديد بالدعاية الصهيونية:
لم تترك أجهزة الدعاية الصهيونية أسلوباً من أساليب الابتزاز والتهديد إلا واستخدمته ضد من يفكر في أن يكون له اتجاه معاكس لاتجاه السياسة الإسرائيلية. لقد وضعت الدعاية الصهيونية معظم السياسيين الغربيين في حالة من الخوف الدائم فلا أحد يجرؤ على توجيه اللوم أو النقد للسياسة الإسرائيلية، وخصوصاً إذا كان هذا النقد أو اللوم موجهاً لمن سبق له أن خدم في الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية وقبلها فإنه يواجه على الفور طبقاً لسجله مهما كان سجلاً مشرفاً وفتحاً لملفه بغية تحطيمه سياسياً. لهذا نلاحظ أن السياسيين منذ الجيل القديم هم أشد تأييداً لإسرائيل وخوفاً من استخدام الصهاينة لآلة إعلامهم النافذة المفعول في البلدان الغربية وقدرة هذه الآلة على ابتكار الدعاوي الكاذبة والصاق التهم لمن يقول كلمة حق تخالف السياسة الإسرائيلية. وقد استخدمت هذه السياسة ببراعة لابتزاز الكثير من المسؤولين الألمان وخصوصاً في جمهورية ألمانيا الاتحادية الغربية سابقاً فكل كان يفكر بتوجيه انتقاد لأساليب القمع والإبادة كان يوصم بمجرد التفكير بأنـه نـازي قديم ومعادٍ للسامية وأنه اشترك في القتل الجماعي لليهود وهذه التهمة كافية لتحطيم المستقبل السياسي لأي مسؤول أوروبي أو غربي بشكل عام.
وفي الحرب العالمية الثانية اضطلعت الصهيونية بدور مهم في إشعال الحرب واستمرارها لتخرج بتحقيق هدفها الأساسي في تكوين الدولة الإسرائيلية واشتراك الدولتين العظميين الجديدتين في صياغة إنشاء الدولة ثم الاعتراف بها فور إعلانها.
وجاءت المرحلة الثالثة من التطورات العالمية بمتغيرات ومفاجآت لم تكن في الحسبان ولم يكن أحد يتوقعها، وكانت بداية هذه المرحلة قد جاءت مع مجيء ربيع عام 1985م عندما تولى ميخائيل جورباتشوف رئاسة الحزب والدولة في الاتحاد السوفييتي سابقاً وأعلن جورباتشوف سياسة جديدة ذات طابع انفتاحي على الغرب، سميت (البروتسترويكا) وابتعدت عن المنهج الاشتراكي والعقائدي. ولأن الاتحاد السوفييتي دولة عظمى ويمثل أحد القطبين المتنازعين فقد أدى انهياره إلى وجود خلل خطير في التوازنات الدولية، وأحدث زلزالاً عالمياً رهيباً خلف وراءه توابع وكوارث عالمية أهمها حرب الخليج الثانية التي أضافت إلى قائمة الانجازات الإسرائيلية إنجازات أخرى فاقت طموحاتها فبعد أن حققت تكوين الكيان الصهيوني في النصف الأول من القرن الماضي جاءت المتغيرات الجديدة والنظام العالمي الجديد لتفسح لها المجال لتحقيق انتصار توسعها على حساب العرب.
لقد ركزت الصهيونية على فكرتين رئيستين في أيديولوجيتها هي الأرض الموعودة حتى تكتمل بنية الشعب المختار وهي تعتقد أن المشروع لم يتكامل لأن الاعتراف الدولي وخاصة العربي والفلسطيني بالذات على كل فلسطين التاريخية لم يتحقق بعد، ويهود الشتات لم يعودوا إلى الوطن الأم وهذه الحقيقة وحدها تكفي لتفسير أحد أسباب الرفض الإسرائيلي الصهيوني للرؤية العربية للتسوية رغم أنها رؤية المهزوم الذي يفرط بأرضه وكيانه فالرؤية العربية تقوم على إمكان اقتسام فلسطين وأن يعترف كل جزء منها بالآخر وهو اعتراف بشرعية الغريب المغتصب الذي أصبح ينكر على أصحاب الأرض وجود شرعية بقائهم عليها.
وانطلاقاً من هذا المفهوم الصهيوني فإن إسرائيل ووسائل إعلامها في الداخل والخارج قد قامت بنقل بعض مواقعها المفهومية في دعايتها ووضعت استراتيجة إعلامية دقيقة بالتنسيق مع المنظمات الصهيونية العالمية وإمبريالية النظام العالمي الجديد تتناسب مع المستحدثات والتطورات التي داهمت المنطقة بعد حرب الخليج الثانية كمؤتمر مدريد واتفاق أوسلو... الخ.
وفي هذه الإستراتيجية الإعلامية الصهيونية يتم التركيز على مواضيع مهمة معقدة تقوم بها وسائل الدعاية الصهيونية منها:
الترويج للديمقراطية الإسرائيلية:
إن طبيعة الدولة الإسرائيلية وما تحمله من دلالات تروج لها الصحافة الغربية والصهيونية بأنها مجتمع ديمقراطي هي في الحقيقة غير ذلك عندما يتعلق الأمر بإدارة الصراع الداخلي بين طوائف هذا المجتمع وأحزابه وتياراته ومن ثم فإن تعدديته في هذه الحالة تكون كاملة ولا تختلف عن التعددية في أكثر المجتمعات الغربية الديمقراطية لكن المجتمع الإسرائيلي في الوقت نفسه هو مجتمع صهيوني تربى وترعرع على الفكر الصهيوني والإمبريالي الغربي الأمريكي على وجه التحديد بكل ما يحمله من دلالات عندما يتعلق الأمر بإدارة الصراع مع الآخرين، ومن ثم فإن تعدديته في هذه الحالة تصبح محكومة بالمصالح العليا للدولة الإسرائيلية أولاً. إن إسرائيل تفرض اقناع الآخرين بأنها دولة ديمقراطية بمفهوم مبتكر يشكل خليطاً بين الابتزاز والتزوير والمراوغة والاستعطاف والتشنيع في وقت واحد. فهي تنتهك حقوق الإنسان واتفاقية حقوق الإنسان بتقنين التعذيب وهو القانون الظاهرة الغريبة من نوعها، إذ لم يحدث لأي دولة أو نظام أو منظمة أو حتى عصابة أن أقرت بوسائل التعذيب من خلال قوانين تشريعية تؤكد على ضرورته وإعلانه على الملأ رغم عنصريته وانفراده بالفلسطينيين وحدهم. والغريب أن الدعاية الصهيونية في إسرائيل وآلتها الإعلامية الجهنمية في الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص قد بدأت تقنع العالم وحتى بعض العرب بتقبله بحجة أن هذا النوع من التعذيب أمر ضروري لانتزاع الاعترافات من (الإرهابيين) الذين يقومون بأعمال تخريبية في إسرائيل الديمقراطية حسب زعم وسائل الدعاية هذه، وبلغ التحدي والاحتقار مداه للعرب والفلسطينيين بل وللإنسانية كلها عندما حكمت المحكمة الصهيونية على الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا ثلاثة من الشباب الفلسطينيين عام 1996م ركلاً بالأقدام وضرباً بأعقاب البنادق وشاهد ملايين البشر على شاشات التلفزيون هذا المنظر النازي البشع، حيث كانت مفاجأة التحدي الصهيوني هي عقاب اثنين فقط من مجموع الجنود الذين قاموا بهذه الجريمة بنصف سنت من الدولار، فإلى هذا الحد وصل استهتار النازية الصهيونية بالقيم الإنسانية يساندها الغرب الحضاري في كل أعمالها هذه.
وعندما أدانت لجنة الأمم المتحدة إسرائيل في 1997/5/9 بممارستها التعذيب ضد الفلسطينيين الذي يشمل الحرمان من النوم مع شد وثاقهم وضربهم وعصب أعينهم واستخدام الهواء البارد ومكبرات الصوت لم نسمع شيئاً من وسائل الدعاية الغربية عن كل هذا.
أمريكا وراء دعم الدعاية الصهيونية:
يقول المفكر الفرنسي جارودي "إن التحالف الإسرائيلي الأمريكي وتقويته والتأكيد على تطويره في التسعينيات لا يشكل خطراً فقط على فلسطين ودول الشرق الأوسط التي تحتل إسرائيل أراضيها بل على السلام العالمي أيضاً". وهو ينطلق بمقولته هذه من الوضع العالمي الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة صاحبة السلطة والقول الفصل في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية، ويستند جارودي أيضاً إلى دور الصهيونية وإسرائيل في صنع القرار الدولي في ظل الهيمنة الأمريكية التي غالباً ما يكون العرب أكبر المتقبلين لها وأكثر المتأثرين بها، ذلك لأن إسرائيل الصهيونية تستخدم المكانة السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة كدولة عظمى منفردة بقيادة النظام العالمي الجديد أقصى استخدام للتأثير على الأمم المتحدة وردود فعلها تجاه سياسات إسرائيل وممارستها الاستعمارية والعنصرية وتدميرها عملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد يقول الباحث "محمد حوات" في مؤلفه (الإعلام الصهيوني) الصادر عام 2006م: إذا نظرنا إلى سيرة الولايات المتحدة في مجلس الأمن فقط دون الخوض في سلوك كياناتها الأخرى الداعمة لإسرائيل فإننا نستطيع تقييم تلك السيرة وبخاصة منذ عام 1967م حتى يومنا هذا لأنها كانت ولا تزال مكرسة لخدمة إسرائيل وحمايتها من تهديدات مجلس الأمن أو فرض عقوبات عليها فهي على الدوام تسلط سيف الفيتو الذي يساعد إسرائيل على التهرب من تنفيذ أحكام قراراته، ولنا أن نشير هنا إلى قرار الجمعية العامة للأم المتحدة في عام 1975م الذي يعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. ويوم صدور هذا القرار هاجمت الولايات المتحدة المنظمة الدولية حتى بلغ الهجوم حـد الإهانة والإسفاف وتعالت النداءات بطرد المنظمة الدولية من الأرض الأمريكية. كل هذا حدث في الوقت الذي كان يتقاسم العالم نظام القطبين الندين القطب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي ولأن القرار المذكور بديباجته يلامس الأسس الأخلاقية الشاذة التي بنيت عليها إسرائيل وقد عملت الولايات المتحدة وإسرائيل والصهيونية العالمية منذ ذلك الحين على إلغائه وطيه من سجلات ووثائق الأمم المتحدة ولم يتسن للتحالف الصهيوني الأمريكي إسقاط القرار بسبب وجود مساحة من حرية الحركة التي كانت تتمتع بها دول عالم الانحياز في الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل نظام القطبين وما أن بدأت عملية التسوية السلمية في مؤتمر مدريد وتفردت الولايات المتحدة في قيادة النظام العالمي الجديد وتفكيك النظام العربي في إثر انهيار الاتحاد السوفييتي وحرب الخليج الثانية حتى شنت الولايات المتحدة حملة عنيفة على قرار عنصرية الصهيونية في الجمعية العامة للأمم المتحدة واستصدرت منها قرار إلغاء وطي ذلك القرار في ظل الهيمنة والقوى الأمريكية التي تتغذى من ضعف الآخرين حسب تعبير وزير الخارجية الفرنسي - آنذاك – فدرين.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
