الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
الملوحة (Salinity)
المؤلف:
أ.د. الهادي مصطفى، أ.د محمد علي الاعور
المصدر:
الجغرافيا البحرية
الجزء والصفحة:
ص 151 ـ 152
2025-05-07
21
تحتوي مياه البحار والمحيطات على مجموعة من الأملاح المعدنية المذابة والتي من المرجح تواجدها منذ المراحل الأولى لتكوين المسطحات المائية وتحدث التغيرات المهمة في الملوحة المحيطية بسبب العمليات الفزيائية مثل التجمد والترسيب والتبخر وقد دلت الدراسات الهيدروغرافية على أن مياه البحار والمحيطات تتركب أساساً من الكلوريدات وخاصة كلوريد الصوديوم (Sodium) بينما تنخفض كربونات الكالسيوم (Calcium) وذلك لاستخلاص بعض الكائنات البحرية مثل الأصداف والقواقع والمرجان للمركبات الكلسية واستخدامها في بناء قشورها وأصدافها. وبالرغم من الثبات النسبي للعناصر الملحية إلا أنها تتفاوت من مسطح مائي إلى آخر تبعاً للعوامل، والظروف الطبيعية المؤثرة وتبعاً للعمق في الخصائص العامة للمسطح فتزداد كمية الأملاح نتيجة للتبخر الشديد خاصة في الأقاليم الجافة وشبه الجافة كما هو الحال في البحر الأبيض المتوسط (39) في الألف، والبحر الأحمر الذي يعتبر من أكثر بحار العالم المفتوحة تركزاً بالأملاح وبخاصة في أجزائه الشمالية حيث تصل نسبة تركز الأملاح شمال خليج السويس إلى حوالي (42) بينما تصل أدناها إلى حوالي (5، 36%) في أقصى جنوب البحر الأحمر كما تزداد الملوحة بفعل ما تحمله المجاري المائية خاصة الفصلية من الأملاح المستخلصة من الصخور القارية ذات الطبيعة الهشة والذوبان السريع مما يؤدي إلى إذابة الأملاح والشوائب العالقة بتلك الصخور وبالتالي تزداد إحدى المكونات الملحية وفقاً لطبيعة تلك الشوائب.
وبطبيعة الحال فإن درجة الملوحة تقل نوعاً بجوار السواحل وتزداد داخل المسطحات المائية كما هو الحال في البحار شبه المغلقة مثل البحر الأحمر، وخليج المكسيك وبحر سارجاسو (Sargasso) في المحيط الأطلسي والخليج العربي، بينما تنخفض بالقرب من مصبات الأنهار حيث تخفف المياه العذبة من ملوحة البحر، خاصة تلك الواقعة في الأقاليم المميزة بقلة البخر والهدوء النسبي في حركة المياه. كما تنخفض الملوحة في العروض العليا حيث يقل التبخر بينما يرتفع معدل التساقط ويزداد ذوبان الجليد النهري وتبعاً لذلك تنخفض الملوحة في المياه القطبية. كما يلاحظ انخفاض نسبي في الملوحة في النطاق الاستوائي رغم شدة الحرارة وذلك راجع إلى غزارة الأمطار المرتبطة بنوع المناخ الاستوائي وتختلف ويعبر عن الملوحة البحرية بعدد جزئيات الأملاح في كل ألف من جزئيات الماء ولهذا فإن وجود (35) في الألف والتي غالباً ما تمثل المتوسط العام لنسبة الأملاح المذابة في البحار والمحيطات نسبة الأملاح تبعاً للموقع الجغرافي والكثافة المائية ودرجة الحرارة وكذلك العوامل البيئية الأخرى فموقع البحر الأحمر ما بين (13) و (30) درجة شمالاً ضمن نطاق الأقاليم الجافة وانعدام المجاري المائية المغذية وارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى رفع نسبة الملوحة لتصل إلى (41) في الألف، بينما تنخفض الملوحة السطحية في البحر الأسود الواقع ما بين (40) إلى (47) درجة شمالاً نتيجة لموقعه في المناطق المعتدلة وتغذية مجموعة كبرى من الأنهار فتتراوح ملوحته ما بين (18) و (25) في الألف.
أما الاختلافات الفصلية للملوحة السطحية فغالباً ما تكون قليلة ولا تتعدى (05) في الألف، وتكون أكثر تمايزاً في الأقاليم ذات المتغيرات الفصلية الكبيرة كما هو الحال في خليج البنغال وشمال شرقي المحيط الهادي. ويظهر أثر مياه الأنهار العلبة في خفض نسبة تركز الأملاح في المسطحات البحرية وإلى مسافات بعيدة قد تصل أحياناً إلى حوالي 500 كم داخل المسطح المائي، فتجد أن بعض الأجزاء من خليج البنغال تنخفض بها نسبة الأملاح لتصل إلى حوالي (31) نتيجة للمياه العذبة التي تنقلها أنهار الكنج وبراهما بوترا كما تنخفض الملوحة في مياه السواحل الشمالية لقارة آسيا لتصل قرب السواحل إلى حوالي (20%) نتيجة للمياه العذبة التي تنقلها أنهار سيبريا الكبرى كما أن نسبة الأملاح وتركزها تخضع للموقع الجغرافي، حيث نجد أن درجة تركز الأملاح بالقرب من خط الاستواء تنخفض بحيث تصل إلى (34%) (34 غرام في اللتر) وذلك نتيجة لغزارة الأمطار وارتفاع نسبة الرطوبة خطو انخفاض التبخير رغم ارتفاع درجة الحرارة وإلى الشمال والجنوب من الاستواء خاصة في عروض الرياح التجارية حيث ينخفض التساقط وتزداد سرعة الرياح وتنخفض الرطوبة وترتفع درجات الحرارة وبالتالي يزداد التبخر من المسطحات المائية، وبالتالي يزداد تركز الأملاح لتصل إلى حوالي (5، 37 %) في المحيط الأطلسي الشمالي كما أن ذوبان الجليد في البحار القطبية واتجاه الرياح والأعاصير توجد بعض الاختلافات الفصلية غير أن تلك الاختلافات البسيطة لا تتعدى الطبقة السطحية من تلك المسطحات وترتبط الاختلافات النسبية في درجة الملوحة تبعاً لكمية أشعة الشمس الساقطة التي تؤثر بدورها في كمية الفاقد المائي بفعل البخر، حيث تعظم في المناطق شبه الاستوائية وكذلك في البحار والمحيطات الشاسعة المساحة فغالباً ما تتراوح الملوحة السطحية بين (33) و(37) في الألف، وترتبط أساساً بمعدلات التوازن بين كميتي البخر والتساقط المرتبط بالتوزيع الفصلي والإقليمي للعناصر المناخية وتقع أقل المسطحات المائية ملوحة في النطاق الاستوائي حيث تزداد كمية الأمطار وتنخفض الملوحة إلى (445) في الألف .بينما ترتفع نسبة الملوحة السطحية في النطاق المداري ما بین(20) و (30) درجة شمالاً وجنوباً إلى (36) و (37) في الألف. وتنخفض الملوحة كلما اتجهنا نحو القطبين الشمالي والجنوبي فتصل الملوحة إلى (34) في الألف وذلك بسبب الثلوج الذائبة وسقوط الأمطار وتعدد المجاري المائية التي تضاف مياهها العذبة إلى مياه المحيط وكذلك بسبب البرودة ومن ثم انخفاض نسبة البحر أما في البحار المغلقة وشبه المغلقة، فإن درجة الملوحة تختلف من مكان إلى آخر تبعاً للعوامل المناخية والموقع الجغرافي ففي بحر البلطيق مثلاً تقل نسبة الملوحة في اتجاه بحر الشمال إذ تصل نسبة الملوحة إلى (11) في الألف على الساحل السويدي بينما تصل إلى (12) في الألف عند خليج بوتينا حيث تلتقي مياه مجموعة من الأنهار نهر أودر، ونهر فستولا، بالإضافة إلى انخفاض البخر بفعل شدة البرودة كما تنخفض الملوحة في البحر الأسود الذي يعتبر من البحار ذات الملوحة المنخفضة لاتصاله ببحر مرمرة من خلال مضيق محدود المساحة وتبادله للمياه عن طريق مضيق البسفورالضحل، كما أنه يستقبل في قطاعه الشمالي الغربي أنهاراً كبيرة ذات تصريف مائي عال مثل نهر الدانوب ونهر الدنيبر بالإضافة إلى تبادله للمياه مع بحر أزوف وارتفاع نسبة التساقط في الأجزاء الشمالية من جبال القوقاز. لذلك فإن درجة تركز الأملاح قليلة وتتراوح ما بين (175) إلى (5 ، 18%) وتنخفض بالقرب من الشواطئ لتصل إلى حوالي (9) فقط.
وترتفع نسبة الملوحة في البحار والبحيرات الداخلية فتصل إلى (382) في الألف في البحر الميت و (2 ، 38 ) في الألف في بحيرة فان في آسيا الصغرى وهكذا فبينما تعتمد نسبة الملوحة السطحية للبحار والمحيطات على المتغيرات المناخية والإقليمية فإن التوزيع العمودي للملوحة أكثر بساطة وتجانساً وتختلف فقط في الطبقات العليا، بينما تتجانس في الطبقات السفلى ففي الأقاليم المعتدلة وشبه الاستوائية نجد أن الملوحة تصل إلى أقصى انخفاض لها في الطبقة التي تتراوح ما بين (800) و (1000) متر ثم تزداد قليلاً ما بين (2000) و (2500) متر بينما تبقى متجانسة في الطبقات التي يزيد عمقها على (4000) متر وغالباً ما تتراوح ما بين (346) و(349) في الألف.