الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
تاريخ علم الأرض History of Earth
المؤلف:
أ.د. عبدالله بن محمد العمري ، أ.د. عادل كامل محمد
المصدر:
الجيولوجيا العامة General Geology
الجزء والصفحة:
ص 6 ـ 10
2025-06-04
85
الأرض هذا الكوكب المتميز الذي حير العلماء بموقعه بين كواكب السماء عموما، وكواكب المجموعة الشمسية خصوصا حيث بدأ التفكير في الظواهر الطبيعية منذ أن وطئ الإنسان بقدميه سطح الأرض، فقد فطن إلى المغارات والكهوف لحمايته من قسوة البيئة، ومن الحيوانات الكاسرة ، فكانت نظرته الأولى إلى الصخور والقطع الحجرية المترامية، وبعد أن توصل إلى صلابتها هداه التفكير إلى استغلالها في صناعة الأدوات الزراعية، أو بعض الأسلحة البدائية، وأخيرًا في توليد الشرارات النارية عن طريق احتكاك القطع الصخرية وبعد أن توصل إلى النار تطورت أساليبه في اكتشاف المعادن وصهرها لاستخدام الفلزات. وهكذا قسم علماء التاريخ عصور الإنسان تبعًا لمهارته وكيفية استغلالها؛ فهناك العصر الحجري والعصر النحاسي، والعصر البرونزي.
وتلعب الجيولوجيا (علوم الأرض) دورًا هاما في معظم ميادين الحياة الاقتصادية حيث تعتمد تنمية المجتمعات على تطبيقات فروع هذا العلم في مجالات الحياة المختلفة، وأصبح يُسهم في خدمات عديدة، نوجز بعضها فيما يلي:
• البحث عن مصادر الطاقة كالبترول والغاز الطبيعي، والفحم والمواد النووية والعمل على استخراجها واستغلالها.
• الكشف عن خامات المعادن والتوسع في إنتاج الخامات المعدنية المختلفة. استكشاف المياه الجوفية كتدبير مصادر إضافية لمياه الري والشرب.
• المساهمة في حماية البيئة.
• اختبار مدى صلاحية المواقع المختارة لإقامة المشروعات الهندسية العملاقة كالسدود والجسور والأنفاق والأبنية الضخمة والأبراج والمدن.
• بالإضافة إلى تيسير الحصول على مواد البناء والتشييد المشروعات الإنشاء والتعمير.
يعود تاريخ الجيولوجيا إلى حوالي أكثر من ألف سنة قبل الميلاد حيث اعتبر البابليون مَنشَأ العالم (الأرض) من الماء، كما أوردت الأساطير المصرية نصا يشير إلى أن الماء (المحيط) هو أصل العالم منذ نشأة البدايات الأولى لعلوم الأرض، كان الشغل الشاغل للمهتمين بهذه العلوم هو التفكير في الطبيعة والظواهر الأرضية، لكن هذه البدايات كان يغلب عليها الخلط بينها وبين الخرافات والأساطير منذ عصور ما قبل التاريخ. وكان حوض البحر المتوسط منطقة نموذجية لملاحظة ظاهرتين هما الزلازل والبراكين، وما يصاحبهما من تغيرات سريعة وواضحة على سطح الأرض وكان الإغريق هم أول من أثر في العالم الحديث بالنظريات الجيولوجية الواضحة المحددة حيث إن سمة الحضارة الإغريقية الفلسفة التأملية فيما وراء الطبيعة (ميتافيزيقيا) ، فلقد كان هوميروس ( 900 ق. م) أول من أشار إلى شكل الأرض ووصفها على أنها قرص مسطح محاط بمياه ( البحر – المحيط)، وفي القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد بدأ بعض الفلاسفة الإغريق يسجلون ملاحظاتهم عن الكثير من الظواهر الطبيعية من تجوية ونحت وترسيب وتقلبات جوية، وثورات بركانية وكانت أولى النظريات الفلسفية لاستنتاج شكل الأرض نظرية المدرسة الفيثاغورثية Pythagorcians، الذين وضعوا النظرية الكروية للأرض لأول مرة لأن الكرة هي أكمل الأشكال الهندسية وأكثرها صلابة وتماسكًا.
أما المؤرخ هيرودوتس (485 - 425 ق.م ) Herodotus، فكانت كتاباته تحوي معلومات تخص شكل الأرض، وهو أول من فسَّر وجود بقايا محارات وهياكل لحيوانات بحرية في الجبال، وأشار بأن الجبال كانت يوما ما قيعانًا للبحار، وأشار إلى أصل الطمي والغرين التي تحملها الأنهار وترسباتها كل عام، ومن أقواله المشهورة (مصر هبة النيل) أما أرسطو ( 280 - 322 ق.م) Aristoteles ، فهو أول من أشار إلى شكل الأرض ووضعها حيث أثبت كروية الأرض بطرق علمية صحيحة.
أما الرومان فكانوا أكثر واقعية وأقل تفلسفًا من الإغريق فأهملوا الظواهر الطبيعية التي كانت حولهم، فمثلاً العالم الجغرافي سترابون ( 54 ق.م - 52 م) الإغريقي الأصل، واللاتيني المنشأ، كتب عن الهزات الأرضية، كما أنه كان أول من ذكر جبل فيزوف البركاني، علما أن الجبل كان هادئًا في زمن سترابون، وأن انفجاره عام (79م) كان سببا في إفناء مدينة بومبي جنوب إيطاليا، وتدور بعض الأفكار الجيولوجية الأولى حول نشأة الأرض، وقد طورت اليونان القديمة بعض المفاهيم الجيولوجية الأساسية المتعلقة بنشأة الأرض. إضافة إلى ذلك سجل أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد ملاحظات هامة عن بطء وتيرة التغير الجيولوجي؛ فقد رصد تكوين الأرض، وصاغ نظرية تشير إلى أن الأرض تتغير ببطيء، وأن هذه التغيرات لا يمكن للإنسان ملاحظتها على مدار حياته كلها. ووضع أرسطو أول المفاهيم القائمة على الإثباتات المرتبطة بعالم الجيولوجيا فيما يتعلق بمعدل تغير طبيعة الأرض، ومع ذلك فالفضل يرجع إلى خليفته في معهد الليسيوم، الفيلسوف ثيوفراستوس (372 - 288 ق.م) الذي حقق تقدما كبيرًا في العصور القديمة في كتابه عن الأحجار فقد وصف الكثير من المعادن والخامات وكلها من المناجم المحلية مثل مناجم منطقة لافريو قرب أثينا وغيرها، كما ناقش بطبيعة الحال أنواع الرخام ومواد البناء مثل الحجر الجيري، وحاول عمل تصنيف بدائي للمعادن؛ بحسب خصائصه مثل الصلادة.
بعد ذلك بكثير وفي العصر الروماني قدم بلينيوس الأكبر (23 - 79 م) تفصيلاً لمعادن ومواد أخرى كثيرة استخدمت على نطاق واسع في الأغراض العملية، وكان من بين أوائل من قدموا تفسيرًا صحيحًا لنشأة الكهرمان الذي يعد من الراتنجات المستحثة المأخوذة من الأشجار بمراقبة الحشرات المحبوسة في أجزاء منها، ووضع كذلك أساس علم البلورات من خلال التعرف على التركيب ثماني السطوح للماس.
وبلاد اليونان كانت حضارتهم نظرية ومنقولة عن حضارات بلاد ما بين النهرين (سوريا والعراق)، وقدماء المصريين؛ حيث جاب فلاسفتهم العالم القديم؛ ليطلعوا على علومه وحضاراته، والنظر إلى طبيعة مادة الأرض أما الفيلسوف الإغريقي طاليس (606) (546 ق.م) Thales وتابعوه ، فقالوا: إن الأرض قرص يطفو فوق الماء وتدور في دائرة ولا تدور حول الشمس ولكن تدور حول كرة نار مركزية وهي مركز الكون.
وقال بعده الفيلسوف الإغريقي فيثاغورس Pythagoras: إن الأرض كروية ومنذ 2000 سنة قال الفيلسوف الإغريقي لوسيباس Leucippus وتلميذه ديموقريطيس Democritus: إن كل المواد مصنوعة من ذرات لا تنقسم.
واتبع فلاسفة الإغريق أسلوب العقلانية في التفكير، والسببية المنطقية لتعليل وتفسير كل شيء، وبعد قرنين من وفاة الفيلسوف الإغريقي أرسطو عام 322 ق.م، قام العالم الإغريقي اراتوستينس Eratosthenes بقياس محيط الأرض.
في عهد الإمبراطورية الرومانية (27 ق.م - 935 م) لم يكن هناك أي اهتمام بالعلوم الطبيعية، وقد اعتبرها أكثر الرومان من أهواء الفكر الإغريقي، وممن يجدر ذكره العالم بليني عالم الطبيعيات الروماني في القرن الأول بعد الميلاد الذي خصص خمسة من كتبه الثلاثة والسبعين لدراسة المعادن ثم كانت العصور المظلمة (500 - 1100 م) ، وفي هذه الفترة اختفت مؤلفات الفلاسفة الإغريق في ظلمات هذا العصر في أوربا.
وقد أدى سقوط الإمبراطورية الرومانية إلى جمود في العلوم عامة لقرون عديدة في أوربا، عندئذ حمل العلماء العرب والمسلمون مشعل العلم، وساهموا في نشأة وتطوير العديد من العلوم الطبيعية، وأشرقت المعرفة من بلاد المسلمين حيث مراكز الحضارة الإسلامية العظيمة والرخاء والعلوم وقاموا بدور بارز في إرساء قواعد علم الجيولوجيا على أسس علمية حيث بنوا نظرياتهم على الفرضيات والملاحظة والتفسير للظواهرالطبيعية وتطورتاريخ علم الأرض على الأغلب في بداية القرن التاسع، وحتى القرن الحادي عشر الميلادي على يد علماء ورواد عصر الحضارة الإسلامية. ويعد ابن سينا (980 - 1038م) هو المؤسس الرئيسي للجيولوجيا عند العرب المسلمين. تناول ابن سينا كثيرا من آرائه الجيولوجية في كتابه "الشفاء" في الجزء الذي سماه "المعادن والآثار العلوية". والبيروني الذي كان أحد العلماء الذين ازدهرت بهم الحضارة الإسلامية، والذي نبغ في علم المعادن والصخور في كتابه "الجماهر في معرفة الجواهر.
لقد تناولت كتابات العرب فروعًا مختلفة للجيولوجيا مثل علم المعادن، علم الأحجار الكريمة، وعلم الصخور، كذلك كتبوا في الجيولوجيا الطبيعية، علم البحار، وعلم الحفريات، وقاموا بعدد من عمليات المساحة الأرضية، ورسم الكثير من الخرائط التوضيحية، كما اهتم العرب بصناعة التعدين واستغلال الخامات وكتاباتهم وإن كانت متفرقة ومنتشرة في عدد ضخم من المراجع والمجلدات تحت أسماء وعناوين مختلفة على مدى نحوستة قرون من الزمان، إلا أنها في مجموعها تدل على فهم واع بأهم القواعد والمبادئ الرئيسية لعلوم الأحجار والأرض.
وقد ساهم في وضع هذا التراث الزاخر نفر من عباقرة الإسلام بل عباقرة العالم الأفذاذ، وإن كان كل منهم قد صال وجال في ميادين أخرى للعلوم، شأنهم في ذلك شأن علماء ذلك العصر فقد كان تفوقهم في علوم الأرض على مستوى تفوقهم ونبوغهم في العلوم الأخرى، ومن بين هؤلاء الأعلام الكندي المسعودي، البيروني، ابن سينا، الإدريسي، ابن خلدون، ابن ماجد ابن الشاطروآخرون، إلا أننا نعتبر هؤلاء المشاهير الذين ذكرناهم مؤسسي علم الجيولوجيا عند العرب.