كيفَ يكونُ عليٌّ وفاطمةُ (سلامُ اللهِ عليهِمَا) مظهرَينِ للرِّضَا والغضبِ الإلهيِّ
لِنتأمَّلْ قليلًا في مضمونِ الروايتَينِ الآتيتَينِ ونُقارِنْ بينهما، لِنصلَ إلى حقيقةٍ تكشفُ سِرَّ المقامِ الذي احتلَّهُ هذانِ النُّورانِ.
أمَّا الرِّوايةُ الأُولَى فعن سلمانَ المُحمّديِّ (رضوان الله عليه) أنّه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): يا سلمانُ، مَن أحبَّ فاطمةَ ابنتِي فهو في الجنَّةِ معي، ومَن أبغضَهَا فهو في النَّارِ. يا سلمانُ، حُبُّ فاطمةَ ينفعُ في مِئَةِ موطنٍ، أيسرُ تلكَ المواطنِ الموتُ والقبرُ والميزانُ والمحشَرُ والصِّراطُ والمحاسبةُ.
يضعُ الرسولُ الأعظمُ (صلى الله عليه وآله) حُبَّ الصدّيقةِ الكبرى (صلوات الله عليها) في منزلةِ العَونِ الأعظمِ عِندَ أشدِّ المواطنِ هَوْلًا، ومنها "الميزان".
وأمّا عليٌّ (عليه السلام)، فقد قال فيهِ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): عليٌّ معَ الحقِّ والحقُّ معَ عليٍّ، يدورُ معَهُ حيثُمَا دارَ.
فهو ميزانُ الحَقِّ، بِهِ يُعرَفُ الحَقُّ مِنَ الباطلِ، والهُدَى مِنَ الضَّلالِ.
ومعنى هذا أنَّ كُلَّ حركةٍ وسكونٍ مِنَ الإنسانِ، وكُلَّ كلمةٍ ومَوقفٍ، ينبغي أن تُعرَضَ على ميزانِ عليٍّ في الدنيا، قبلَ أن تُعرَضَ ثانيةً على ميزانِهِ يومَ القيامةِ.
فمَن أرادَ أن يعرفَ قيمةَ عملِهِ، فَلْيَقِسْهُ بعملِ أميرِ المؤمنين (صلوات الله عليه)، فإنْ وافقَهُ فهو معَهُ، ولا خوفَ عليهِ مِن ميزانِ الآخرةِ.
والآن..
لِنرجعْ إلى الروايةِ الأولى التي تُظهِرُ مقامَ السيّدةِ الزهراءِ (عليها السلام)، وعظمةَ شفاعتِهَا، والتي أيسرُهَا عِندَ الموتِ والقَبرِ وعِندَ الميزانِ.
وهنا يلتقي النُّورَانِ: عظمةُ عليٍّ وعظمةُ فاطمةَ في الموضعِ ذاتِهِ.. عِندَ الميزانِ.
فعليٌّ (عليه السلام) يقفُ ميزانًا للحَقِّ تُوزَنُ بِهِ الأعمالُ.
وَحُبُّ فاطمةَ (عليها السّلام) يكونُ ثِقَلًا نورانيًّا يُرَجِّحُ كَفَّةَ مَن أحبَّهَا، ويمنَحُهُ نصيبِ الشّفاعةِ.
الخلاصةُ:
إنْ كانَ حُبُّ أميرِ المؤمنِينَ ميزانًا للحَقِّ والباطلِ فَحُبُّ سيّدةِ نساءِ العالمِينَ ميزانٌ للقلوبِ والنُّفُوسِ؛ مَن أحبَّهَا صِدْقًا نالَ شفاعَتَهَا، ورجَحَت كفَّتُهُ عِندَ ميزانِ الحَقِّ.







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN