تُعَدُّ الملابس إحدى وسائل التعبير عن شخصية الإنسان وثقافته، وهي انعكاس لقيمه ومبادئه. وفي الإسلام شُرِع اللباس ليكون وسيلة ستر وزينة، لا أداة فتنة أو وسيلة إغراء. ومن أهم ما دعا إليه الدين الحنيف ارتداء الملابس الفضفاضة، التي تحقق الستر والعفة، وتمنح الإنسان مظهراً وقوراً يليق بكرامته الإنسانية.
فالملابس الفضفاضة هي تلك التي لا تُظهر تفاصيل الجسد ولا تبرز مفاتنه، بل تغطيه تغطية محتشمة بعيدة عن الإسراف والمبالغة في الزينة. وقد أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بالستر، فقال سبحانه:
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ [الأعراف: 26].
فاللباس في جوهره ستر للعورة، وزينة تليق بالإنسان، والفضفاض منه أقرب إلى مقاصد الشرع.
إن الملابس الضيقة والشفافة قد تُظهر ما يجب ستره، وتثير الفتن بين الناس، بينما الفضفاضة تحفظ الإنسان من ذلك، وتمنحه الهيبة والوقار. فهي لا تقي الجسد فقط، بل تحمي الروح أيضاً من الانجرار وراء مظاهر التبرج.
كما أن للملابس الفضفاضة فوائد صحية ونفسية واجتماعية:
صحياً: تساعد على راحة الجسد وحريّة الحركة، وتقي من بعض الأمراض الجلدية الناتجة عن الملابس الضيقة.
نفسياً: تمنح الإنسان شعوراً بالراحة والطمأنينة بعيداً عن القلق من نظرات الآخرين.
اجتماعياً: تساهم في بناء مجتمع طاهر، يبتعد عن مظاهر الفساد والإغراء، ويغرس قيم الحشمة والاحترام.
ولذلك، فإن الالتزام بالملابس الفضفاضة ليس مجرد تقليد اجتماعي، بل هو استجابة لنداء الفطرة السليمة، وامتثال لأوامر الله تعالى، وحفاظ على الكرامة الإنسانية.
وفي الختام إن الملابس الفضفاضة تمثل مظهراً من مظاهر الستر والعفة التي دعا إليها الإسلام، وهي حصن يحمي الفرد والمجتمع من الانحراف. كما أنها تمنح الإنسان راحة ووقاراً، وتُظهر شخصيته في أجمل صورة، بعيداً عن مظاهر التباهي والتبرج. فالالتزام بها ليس تضييقاً على الحرية، بل هو حرية حقيقية، ترفع قدر الإنسان وتصون كرامته، وتجعله يعيش في طمأنينة وأمان.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN