في زمن تكدست فيه العقول بالجمود واستسلم البعض لمفاهيم مغلوطة تحت ذريعة وحدة الدين، نجد أنفسنا أمام واقع مرير. بعض أبناء مذهبنا يمدّون أيديهم لمن يبطنون الحقد والكراهية، غافلين عن حقيقة ما يضمره هؤلاء في كتبهم وأقوالهم ووثائقهم. ولو تأملنا بعمق، لصُدمنا من حجم البغضاء والتجشؤ الذي يوجهونه نحو أبنائنا وإخواننا.
وهنا، يبرز السؤال: إلى متى نبقى نبحث عن رضا من لا يرضى بنا إلى متى نساوم على مصلحة الدين خشيةً من هذا، أو مجاملةً لذاك الدين في كل زمان يتمثل برجل، حجه على الناس قائمة لا تتغير، وواجبنا أن نعرفه، نؤمن به، نطيعه، ونسلم له فلا مكان للتخاذل أو المسالمة مع من أعلنوا عداءهم لنا، وكرسوا جهدهم في تضليل الحقائق ونحن نريد تقريب وجاهات النظر اذن نحن لا نستحي نرى التاريخ وما فعلوا بالأئمة و رجل الدين الأول وكيف لا يزالون إلى اليوم يواصلون حربهم ضد الحق. غيروا الأحداث، زيفوا الوثائق، واعتقدوا أنهم بذلك سينجون لكنهم واهمون. فرجل الدين قادم، وهذا وعدٌ محتوم، تؤكده النصوص والآثار، وهو ليس احتمالًا، بل يقين لا محيد عنه.
قال تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33]
وما النصر إلا قادم، فالإيمان لا ينفع بعد فوات الأوان. علينا اليوم، قبل الغد، أن نعرّف أتباع مذهبنا بحقيقته، ونكشف لهم جوهر التوحيد، وهو الإيمان بالله الواحد الاحد، ونبوة النبي محمد، وولاية الأوصياء، والكفر بالطاغوت، فهذا هو التوحيد الحق.
لكن، كيف نصل إلى ذلك لا يكون ذلك بالركون والسكون، بل بالتعلم من منابع المعرفة الحقة، والاغتراف من بحر العلم الصافي، لا باللهو والانشغال بالدين كوسيلة ترفيهية. فالله، سبحانه، غني عنا، وقادرٌ على تغيير الوجود كله بلمح البصر، لكننا نحن المحتاجون، نحن المساكين، نحن من ينبغي علينا الاعتصام بحبل الله، والارتباط برجل الدين، والاستعانة به، وطاعته.. حينها فقط، يكون الفوز العظيم.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN