جاء في معاني القرآن الكريم: جهد الجهد والجهد: الطاقة والمشقة، وقيل: الجهد بالفتح: المشقة، والجهد: الوسع.
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه "وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ " إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" (العنكبوت 6) "ومن جاهد" جهاد حرب أو نفس "فإنما يجاهد لنفسه" فإن منفعة جهاده له لا لله، "إن الله لغني عن العالمين" الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله سبحانه "وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" العنكبوت 6 أمّا الآية التي تليها، فهي ـ في الحقيقة ـ تعليل لما سبق بيانه في الآية الآنفة، إذ تقول: إن على المؤمنين الذين يرغبون في لقاء الله السعي بما اوتوا من قدرة وقابلية من أجل ذلك فإن نتيجة كل ذلك السعي والجهاد وتحمل الشدائد ترجع ثمارها للعامل نفسه: "ومن جاهد فإنّما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين". إن خطة الإمتحان الالهي هي الجهاد، جهاد النفس وهواها، وجهاد الاعداء الألداء، لحفظ الإيمان والتقوى والطهارة، ونفع ذلك يعود للانسان... وإلاّ فإنّ الله وجود غير متناه من جميع الوجوه، وغير مفتقر لأي شيء حتى يتم بواسطة طاعة الناس أو عبادتهم جبرانه، ولا ينقصه شيء حتى يكمله الآخرون، فكل ما عندهم فمنه، وليس لهم شيء من أنفسهم. ويتّضح هنا من هذا البيان أن الجهاد لا يعني بالضرورة جهاد العدو المسلّح، بل يحمل معناه اللغوي الذي يشمل كل أنواع السعي والجد لحفظ الإيمان والتقوى، وتحمل أنواع الشدائد، والمواجهات (الموضعية) للأعداء الألدّاء والحاقدين. والخلاصة أنّ جميع منافع هذا الجهاد ترجع للشخص المجاهد نفسه، وهو الذي يفوز بخير الدنيا والآخرة في جهاده، وحتى إذا كان المجتمع يستفيد من بركات هذا الجهاد، فهو في مرحلة أُخرى بعده. فعلى هذا، متى ما وفّق أي إنسان إلى الجهاد فنال نصيب منه، فعليه أن يشكر الله على هذه النعمة.
تكملة للحلقة السابقة جاء في ميزان الحكمة للشيخ محمد الريشهري: الجهاد الأكبر - الإمام الصادق عليه السلام: إن النبي صلى الله عليه وآله بعث بسرية فلما رجعوا قال: مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله: وما الجهاد الأكبر قال: جهاد النفس. - الإمام علي عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث سرية فلما رجعوا قال: مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر قال: جهاد النفس، وقال عليه السلام: أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه. - نروي أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله رأى بعض أصحابه منصرفا من بعث كان بعثه، وقد انصرف بشعثه وغبار سفره وسلاحه عليه يريد منزله، فقال صلى الله عليه وآله: انصرفت من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. فقال له: أو جهاد فوق الجهاد بالسيف قال: نعم، جهاد المرء نفسه. - الإمام علي عليه السلام: أفضل الجهاد جهاد النفس عن الهوى، وفطامها عن لذات الدنيا. - رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه. - الإمام علي عليه السلام: غاية المجاهدة أن يجاهد المرء نفسه. - الإمام الباقر عليه السلام: لا فضيلة كالجهاد، ولا جهاد كمجاهدة الهوى. - الإمام علي عليه السلام: اعلموا أن الجهاد الأكبر جهاد النفس، فاشتغلوا بجهاد أنفسكم تسعدوا.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن الجهاد: الجهاد، هو مصطلح إسلامي مأخوذ من بذل الجهد، وهو على ثلاثة أنواع: جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد العدو، والنوع الأخير هو المبحوث عنه في الفقه الإسلامي ويُقسم إلى قسمين: الجهاد الإبتدائي، والجهاد الدفاعي. يُعتبر الجهاد من فروع الدين ووجوبه ثابت بالضرورة الدينية عند جميع المسلمين، وقد ذكر القرآن الكريم والسنة الشريفة وجوب الجهاد، وفضله، وآثار تركه على الفرد والمجتمع الإسلامي، بالإضافة إلى بيان فضل المجاهدين في الدنيا والآخرة. ذكر الفقهاء مجموعة من الأحكام الشرعية المتعلقة بالجهاد بكلا قسيمه: الإبتدائي والدفاعي، ومنها: استمرار وجوب الجهاد، ووجوب الاستئذان في الجهاد الإبتدائي دون الدفاعي، وغيرهما من الأحكام الأخرى. تعريف الجهاد: الجهاد مصدر جاهدت العدو إذا قابلته في تحمل الجهد أو بذل كل منكما جهده أي طاقته في دفع صاحبه، ثم غلب في الإسلام على قتال الكفار. وللجهاد بحسب الاصطلاح عدة معاني وردت في كثير من الروايات، ومنها: جهاد النفس وقد ورد في الروايات ذكره، والحث عليه، وعُدَّ أهم من جهاد العدو الظاهر، وقد سُمي الجهاد الاكبر. قيام المرأة بالواجبات الزوجية، وحسن معاشرتها مع الزوج. الجهر بالحق في مواجهة الباطل والظلم والجور. الكد على العيال وطلب الرزق الحلال. الجهاد بالمعنى الفقهي: جهاد العدو الظاهر، وقد عرّفه الفقهاء بقولهم: هو بذل النفس، وما يتوقف عليه من المال في محاربة المشركين أو الباغين على وجه مخصوص، أو بذل النفس والمال والوسع في إعلاء كلمة الإسلام، وإقامة شعائر الإيمان، وهو ما سيكون الحديث عنه في المباحث القادمة.
تكملة للحلقة السابقة عن الوافي للتوثيق والدراسات ما حُكمُ (الجِهَادِ) في أيامنا: حكم الدِّفاع عن المسلمين: إذا تعرَّضَ المسلمون لهجومٍ من أعدائهم.. فهل يجب على سائر المسلمين في غير مِصرِهم الدِّفاعُ عنهم أم لا الأصل الأوَّل هو اشتراطُ ذلك بإذن الإمام المعصوم.. فما لم يكن الإمام حاضراً لا يجب الدِّفاع على جميع المسلمين. لكن قد يُقال بوجوبه وعدم الحاجة لإذن الإمام في موارد منها: المورد الأول: تَعَرُّضُ الإسلام للخطر أي أنَّ عَدُوَّ المسلمين إذا غزا بلادَهم فهنا صورتان: الصورة الأولى: أنْ لا يُشَكِّلَ غَزوُهُ لبلاد المسلمين خطراً على أصل الإسلام وكينونته ووجوده وبقائه، فحينها لا يَجِبُ الدِّفاع على كل أحد. الصورة الثانية: أن يكون في هذا الغزو خطرٌ على الإسلام بنفسه، فيكون في مَعرَضِ الزَّوال والإندراس.. وحينها يجب الدِّفاع على كلِّ المسلمين، ولو كان الحاكم المسلمُ لبلادهم جائراً ظالماً سالباً للخلافة. وهذا هو القول المعروف بين الفقهاء. وقد استُدِلَّ له برواية الإمام الرضا عليه السلام عندما سئل عن جهاد الرُّوم إذا دخلوا على بلاد المسلمين، فقال: لَا يُقَاتِلُ. وَإِنْ خَافَ عَلَى بَيْضَةِ الْإِسْلَامِ والمُسْلِمِينَ قَاتَلَ، فَيَكُونُ قِتَالُهُ لِنَفْسِهِ ولَيْسَ لِلسُّلْطَانِ.. يُقَاتِلُ عَنْ بَيْضَةِ الْإِسْلَامِ لَا عَنْ هَؤُلَاءِ، لِأَنَّ فِي دُرُوسِ الْإِسْلَامِ دُرُوسَ دِينِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم (الكافي ج5 ص21). فالقتالُ دِفاعاً عن المسلمين أمام أعدائهم لا يَجِبُ مُطلَقاً، بل يجب عند الخوف على بيضة الإسلام فقط.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN