قلب حزين، ودمع غسيق، وعيون المنافقين، لا يعلمون هل جهّز أم لا بزغت رؤوس النفاق من عيونهم، وتربّعت على أفعالهم، لتقول: تلاقفوها.
لقد هتف قلبه بسم محمد، وروحه مرّت على صدره فشمّها، أيّ جرح يعالج، هل جرح اللّد أم جرح يهجر أم جرح ما يهتك من حجابها
قلب الهبه فراق سيد الخلائق بنار الحزن، ونار الباب المرتقبة، وثرخة الوحيدة المهتظمة، قلب يعرف من ينادي، صوت لا يفهمه إلّا الطاهر، فالطليق لا يستقيم على الطريق.
يدور معه الحقّ حيثما دار، من ذلك تعرف أهل الجمل وصفين والنهروان، مرجفون ومارقون وأهل البدع، أهل الحداثة والتنوير والقياس والظنون.
الأمير والحسنان وزينة أبيها وقطب الرحى، بينهم سيد السادات مسجّى، حبيب الرحمن بينهم يتغيّر لونه أيّ منظر كان ياترى
البحار عن الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن منصور بن العباس، عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) بات آل محمد (صلى الله عليه وآله) بأطول ليلة حتى ظنّوا أن لا سماء تظلهم، ولا أرض تقلهم، لان رسول الله (صلى الله عليه آله) وتر الأقربين والأبعدين في الله، فبينما هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه فقال: السلام عليكم: أهل البيت ورحمة الله وبركاته.
إن في الله عزاء من كل مصيبة، ونجاة من كل هلكة، ودركا لما فات " كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " إن الله اختاركم وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه، واستودعكم علمه. وأورثكم كتابه وجعلكم تابوت علمه، وعصا عزه، وضرب لكم مثلا من نوره، وعصمكم من الزلل، وآمنكم من الفتن، فتعزوا بعزاء الله، فإن الله لم ينزع منكم رحمته، ولن يزيل عنكم نعمته، فأنتم أهل الله عز وجل الذين بهم تمت النعمة، واجتمعت الفرقة، وائتلفت الكلمة، وأنتم أولياؤه، فمن تولاكم فاز، ومن ظلم حقكم زهق، مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ثم الله على نصركم إذ يشاء قدير، فاصبروا لعواقب الأمور فإنها إلى الله تصير، قد قبلكم الله من نبيه وديعة، واستودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض، فمن أدى أمانته أتاه الله صدقه، فأنتم الأمانة المستودعة، ولكم المودة الواجبة، والطاعة المفروضة، وقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد أكمل لكم الدين، وبين لكم سبيل المخرج، فلم يترك لجاهل حجة، فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى الله حسابه، والله من وراء حوائجكم، وأستودعكم الله، والسلام عليكم، فسألت
أبا جعفر (عليه السلام) ممن أتاهم التعزية فقال: من الله تبارك وتعالى .
بيان من الشيخ المجلسين (رحمه الله):
بيان: قال الفيروزآبادي: وتر الرجل: أفزعه، والقوم جعل شفعهم وترا ووتره ماله: نقصه إياه والموتور: الذي قتل له قتيل فلم فلم يدرك بدمه، تقول: وتره يتره وترا، فمن زحزح، أي أبعد. قوله: تابوت علمه، أي بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، لكونه مخزنا لعلومهم، وهم خزان علوم هذه الأمة. قوله: وعصا عزه أي أنتم للنبي (صلى عليه وآله) بمنزلة العصا لموسى، فإنها كانت سببا لعزة موسى (عليه السلام) وغلبته.
قوله: فتعزوا بعزاء الله، قال الجزري: في الحديث: من لم يتعز بعزاء الله فليس منا، قيل: أراد بالتعزي: التأسي والتصبر عند المصيبة، وأن يقول: " إنا لله وإنا إليه راجعون " كما أمر الله تعالى، فمعنى قوله: بعزاء الله، أي بتعزية الله تعالى إياه، فأقام الاسم مقام المصدر. قوله: واستودعكم أولياءه المؤمنين، أي جعلكم وديعة عندهم، وطلب منهم حفظكم ورعايتكم. قوله: أو تناسى، أي أظهر النسيان ولم يكن ناسياً. بحار الانوار ج٢٢.
أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بنبينا (صلّى الله عليه وآله).







وائل الوائلي
منذ 24 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN