م. طارق الغانمي
التوبة ليست مجرد كلمةٍ تُقال، بل هي رحلةٌ روحيةٌ عميقةٌ، تبدأُ من إدراكِ خطأ الماضي، وتمرّ عبرَ شعورِ الندمِ والتأسّفِ، وتنتهي بالاستغفارِ والعزمِ على عدمِ العودةِ إلى الخطيئةِ.
تبدأُ هذهِ الرحلةُ بشعورِ الإنسانِ بالظلامِ الذي يحيطُ بهِ، وبالرغبةِ في الخلاصِ منهِ.
التوبةُ شعاعُ نورِ يُضيءُ عتمةَ النفسِ، ويُرشدُها نحوَ طريقِ الصلاحِ، إنها مفتاح الخلاص من بقايا الأثر السلبي للماضي الحزين، فبها تتجدد الدواخل ويتطهر الشعور، وينمو الحب.
النفس مكبلة بهواجس مخيفة، عاجزة عن التبصر، وعن رؤية الحقيقة، صرخات أشباح متورطة بها العاطفة الإنسانية.
تحريرُ الروح من قيودِ الذنوبِ والخطايا، يُعيدُ لها شعورَها بالحريةِ والراحةِ، فالإنسانُ عندما يُقرّرُ التوبةَ، يكونُ قد اتخذَ قراراً بِالتخلّصِ من كلّ ما يُثقلهُ ويُعيقهُ عن التقدّمِ في حياتِهِ.
لذا تُتيحُ التوبةُ للإنسانِ فرصةً جديدةً لِبدءِ حياتِهِ من جديدٍ، يُمحى اللهُ تعالى ذنوبَ الإنسانِ، ويُصبحُ كأنّهُ لم يُذنِبْ من قبلُ.
يا بني أدم.. فَكّها، حررها بالتوبة والغفران، إعطها فرصة للعيش الرغيد..
إنها النهاية،
وإنها البداية،
فبها تغلق أبواب الذنوب، وتفتح أبواب الله تعالى،
وتفتح عوالم السرور والرضا.
شهر الله الكريم آت،
شهر التوبة والعودة إلى أرض الله،
ففيه.. تُفتحُ أبوابُ الرحمةِ والرضوانِ على مصراعيها، ويُصبحُ الإنسانُ أقربَ إلى اللهِ تعالى، وأكثرُ قدرةً على الشعورِ بالسعادةِ والرضا.
إنه الشهدُ الذي يُطهّرُ النفس من دنسِ الخطايا، ويُعيدُ لها صفاءَها ونُورَها.
إنّ العيشَ الحقيقيّ هو العيشُ في ظلّ رضا اللهِ تعالى، ويُصبحُ الإنسانُ مُؤهّلًا لِعيشِ حياةٍ كريمةٍ في الدنيا والآخرةِ.
فالعيش، عيش الآخرة وهو الدائم؛ وعيش الدنيا زائل لا محال.
فَلْنُبادرْ إلى التوبةِ في شهرِ اللهِ الكريمِ، ولْنجعلْ من أنفسِنا أُناسًا مُؤمنينَ مُخلصينَ للهِ تعالى.







وائل الوائلي
منذ ساعتين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN