كان حنظلة بن أبي عامر رجلاً من الخزرج، قد تزوج في تلك الليلة - التي كان في صبيحتها حرب أحُد – فلما سمع بالحرب خرج مسرعاً، واستأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بان يحضر القتال، فأنزل الله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ}[النور: 62]، فأذن له رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فحضر القتال، ولما اشتد القتال سقط (حنظلة) صريعاً في ارض المعركة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت الملائكة يغسلون حنظلة بين السماء والأرضِ بماء المزن في صحائف من ذهب فسمي (غسيل الملائكة)، كونه خرج على جنب الى القتال كما روي في بعض الروايات.
وما اشبه اليوم بالأمس، ونظراً للظروف والاحداث التي يمر بها البلد، فكم من (حنظلةٍ) قد خرج ولبى نداء المرجعية للجهاد ضد (جرذان داعش)، لنصرة الوطن والمذهب، ولِبث الامن والأمان في البلاد تلك الشباب التي خرجت وتركت خلفها الاماني والاحلام وملذات الدنيا الفانية، واتخذوا حنظلة قدوة ومثال يحتذى به حيث ترك خلفه زوجة ليوم واحد ولم يعش السعادة والحياة الزوجية، فهؤلاء الشباب كذلك تركوا كل الملذات الدنيوية وهم يعرفون انها حتى لو تحققت في الدنيا فمدتها قصيرة وتنتهي بانتهاء الاجل، اما باستشهادهم في ارض المعركة فهم على يقين بانهم عندما يلاقون الباري (عز وجل) بدمائهم المسفوكة في سبيل الدين والبلاد ،سيعوضهم خيرا منها بنعيم لا نفاد له وانهم احياء عند ربهم يرزقون، لقوله تعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: 169].







زيد علي كريم الكفلي
منذ ساعتين
ماذا لو تخلى العرب عن لغتهم ؟
نظرة في بيان المرجعية الدينية حول الانتخابات
الموت من أجل الولادة
EN