يُعد تدوين الحديث من الاهمية بمكان اذ لا يعدله شيء في حفظ مواضيع الشريعة والعقيدة ونقلها الينا ويذكر ان اول كتاب في الاسلام يوثق الحديث كان بإملاء النبي(صلى الله عليه واله)وبخط علي(عليه السلام) وقد كتب امير المؤمنين(عليه السلام) عن الرسول(صلى الله عليه واله) الكثير من الكتب والاملاءات ومنها: جمع القران الكريم وكتاب الجفر والجامعة ومصحف فاطمة وكتاب الصحيفة وكتابان يشتملان على احوال العرب والعبيطة وقطائع رسول الله(صلى الله عليه وآله) الكثيرة وغيرها.
وقد جاءت الروايات في ذكرها ففي جمع القرآن الكريم: روى عنه(عليه السلام) بهذا الصدد قوله: (لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقسمت أن لا أضع ردائي على ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين، فما وضعت ردائي حتى جمعت القرآن) (1).
وعن كتاب الجفر و الجامعة ومصحف فاطمة: ما روي عن الصادق(عليه السلام) التصريح بذلك: فـ(عن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبد الله عليه السلام بعض أصحابنا عن الجفر فقال: هو جلد ثور مملوء علما، قال: له فالجامعة قال: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج(2)، فيها كل ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضية إلا وهي فيها، حتى أرش الخدش قال: فمصحف فاطمة عليها السلام قال، فسكت طويلا ثم قال: إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون إن فاطمة مكثت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاء ها على أبيها، ويطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام)(3) .
وكذلك الصحيفة: وقد جاء ذكرها على لسان الامام الصادق (عليه السلام) فـ(عن بكر بن كرب الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن عندنا مالا نحتاج معه إلى الناس، وإن الناس ليحتاجون إلينا، وإن عندنا كتابا إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي عليه السلام، صحيفة فيها كل حلال وحرام، وإنكم لتأتونا بالامر فنعرف إذا أخذتم به ونعرف إذا تركتموه) (4) .
وكذلك جاء في الحديث عن الصادق(عليه السلام) ذكر لعلي(عليه السلام) كتابان يشتملان على اسماء الانبياء والملوك: فـ(عن فضيل بن يسار وبريد بن معاوية وزرارة أن عبد الملك بن أعين قال لأبي عبد الله عليه السلام: إن الزيدية والمعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبد الله(5) فهل له سلطان فقال: و الله إن عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي وكل ملك يملك الأرض، لا والله ما محمد بن عبد الله في واحد منهما) (6) .
وكذلك ورد ذكر العبيطة وهي صحيفة فيها احوال العرب وكذلك قطائع الرسول(صلى الله عليه واله) وهي صحف كثيرة فـ(عن علي بن ميسرة عن أبي اراكة قال كنا مع علي (عليه السلام) بمسكن فحدثنا ان عليا ورث من رسول الله السيف وبعض يقول البغلة وبعض يقول ورث صحيفة في حمائل السيف إذ خرج على (عليه السلام) ونحن في حديثه فقال أيم الله لو انبسط ويؤذن لي لحدثتكم حتى يحول الحول لا أعيد حرفا وأيم الله ان عندي لصحف كثيرة قطايع رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته وان فيها لصحيفة يقال له العبيطة وما ورد على العرب أشد عليهم منا وان فيها لستين قبيلة من العرب مبهرجة مالها في دين الله من نصيب) (7) .
وذكر التاريخ ان ابو رافع من صحابة الرسول(صلى الله عليه واله) قد دون كتاب السنن والمواريث. بإملاء الامام علي(عليه السلام) وكان هذا البدء بتدوين الحديث الشيعي.
واستمر اصحاب الائمة المعصومين(عليهم السلام) بتدوين الحديث بتوجيه مباشر من اهل البيت(عليهم السلام) منذ زمن الامام علي(عليه السلام)حتى اخر ايام الغيبة الصغرى لإمامنا الحجة ابن الحسن(عليه السلام) وكانت هذه اصول الحديث الشيعي المنقول عن اهل البيت(عليهم السلام).
ثم وضع مصنفوا الشيعة - طائفة من ثقات المحدّثين- الموسوعات الحديثية القيمة التي جمعوا فيها الحديث من تلك الاصول بعد ترتيبها وتهذيبها كان من اهمها كتاب الكافي للكلينيّ، المتوفّى سنة (٣٢٩هـ)، وكتاب من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق، المتوفّى سنة(٣٨١ه) ، وتهذيب الأحكام، والإستبصار، للشيخ الطوسي، المتوفي سنة (٤٦٠ه).
فكانت هذه الكتب الاربعة هي المشهورة، وجاءت حافلة بالفوائد الشرعية و النوادر الفقهية. وهناك غيرها من الكتب التي نقلت من الاصول الكثيرة التي تروي حديث النبي(صلى الله عليه واله) وآل البيت(عليه السلام) ومنها:
قرب الإسناد: لابي العباس عبد الله بن جعفر الحِميَري القمي(من اعلام الغيبة الصغرى) القرن الثالث الهجري.
المحاسن:لأحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت280هـ).
بصائر الدرجات:محمد بن الحسن الصفار القمي (ت290هـ).
كامل الزيارات:ابن قولويه القمي(ت 368هـ).
الخصال:الشيخ الصدوق (ت381 هـ).
علل الشرائع:الشيخ الصدوق (ت381 هـ).
عيون أخبار الرضا:الشيخ الصدوق (ت381 هـ).
أمالي الصدوق:الشيخ الصدوق(ت381 هـ).
كمال الدين وتمام النعمة:الشيخ الصدوق(ت381 هـ).
معاني الأخبار:الشيخ الصدوق(ت381 هـ).
تحف العقول عن آل الرسول:ابن شعبة الحرانيالقرن الرابع الهجري.
نهج البلاغة: الشريف الرضي(ت406هـ).
أمالي المفيد: الشيخ المفيد (ت 413هـ).
الاختصاص: الشيخ المفيد(ت 413هـ).
امالي المرتضى:الشريف المرتضى(ت 436 هـ).
الجعفریات:إسماعيل بن موسى بن جعفر القرن الثالث.
وغيرها الكثير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تفسير أبي حمزة الثمالي :أبو حمزة الثمالي ١٠٢.
2- الفالج: الجمل العظيم ذو السنامين.
3- الكافي : الشيخ الكليني ١ /٢٤١.
4- المصدر نفسه: 1/242.
5- هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أئمة الزيدية الملقب بالنفس الزكية، خرج على الدوانيقي وقتل.
6- الكافي:الكليني 1/242.
7- بصائر الدرجات : محمد بن الحسن الصفار ١٦٩.







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN