ينتاب الكثيرين من العامة شعور بالرغبة الجامحة الى العودة لمذكرات المؤرخين والكتاب وهم يتجولون في صفحات الايام الماضية ليتحدثوا عن حوادث الماضي ويستشهدون بها لمعالجة الازمات التي تطرأ على الساحة محاولين اعتبارها حلولا واقعية ونعتقد ان العودة الى التأريخ بحد ذاتها مدعاة الى معرفة الحياة وتاريخ البلاد الا انها لا تنتمي الى منظومة الفكر المعاصر دائما انما هناك تشابه الى حد كبير في المعطيات وفي نفس الوقت هناك فوارق كبيرة جدا في الية طرحها واسلوبها واللغة التي استخدمت آنذاك ولفلسفة التأريخ الدور الاهم لترميم هذه الرغبة فبواسطتها نميز ماهيات الحدث وماورائيات الاتفاقيات التي اودت بنا الى ما نحن عليه وهنا تكمن ضرورة قراءة التاريخ لكن ليست قراءة سردية انما متفحصة لمراحل التغيير ومعرفة مكامن الاسباب والنتائج وبالتالي يعطينا بعدا استراتيجيا للتجاذب مع الحدث الطارئ .
كما ان للمثقف الدور الابرز للتعاطي مع افرازات التغيير وما نشخصه من خلل بين مفصل الى اخر في المنظومة السياسية تتجلى اسبابه في استبعاد الطبقة المثقفة من مصدر القرار والاقتصار على المماحكات السياسية والنظام الانتخابي بعيدا عن الاستشارة الواعية للعقل المثقف ومن هنا تتولد الخلافات وتدب المماطلات بين الاطراف السياسية التي تعود نتائجها سلبيا على الفرد والمجتمع وعندها يتوجب على المتنفذين العودة الى مراجعة المحيط الذي يتمحور حولهم ونجد ان المشهد التاريخي غني بالمواقف العظيمة لرجالات الثقافة والادب حيث قدم الشعراء الكثير لاستنهاض الهمم وتوعية الشباب في ستينيات القرن الماضي وقصائدهم لازالت سراجا امام هذه الحوادث ونترقب اليوم الى غد جديد يجد المثقف دوره في تشذيب القرار السياسي والاجتماعي فيصعب ان نتصور تكليف سياسي بمهام ثقافية وادبية بسبب المحاصصات والمزايدات فالوسط الثقافي لا يتحمل من يشغل مقعده من يعاني من تخمة سياسية والتي بدورها ستلقي بظلالها سلبيا عليه ونأمل ان يكون التغيير بمستوى الوعي الاكاديمي والموروث الحضاري الذي يضاهي دول المنطقة وهناك الكثير من المثقفين يطمحون ان يخدموا بلدهم ويقدموا تحصيلاتهم الفكرية لإصلاح ما يعانيه البلد من واقع مرير وتراجع في مستوى العلاقات الخارجية والخدمات والعلاقات الداخلية وعدم السيطرة على الوضع العام بين فترة واخرى وقد يتصور البعض ان الشاعر يرطب الاجواء ويزرع الابتسامة في اجواء الرفاه والاستقرار السياسي مستشهدين ببعض حوادث الزمان في مجالس الحكام الامويين او العباسيين حين يدعون شاعرا لمدحهم او استمالتهم لنسيان الضغط اليومي ؛ واهمٌ جدا من يتصور ان هذا هو دور الاديب انما الشعر صوت ورسالة وخلاصة الحلول التي يحتاجها الواقع وكثير من الشعراء قتلوا جراء كتاباتهم في مجالس الحكام بسبب مصداقيتهم في موهبتهم التي صقلوها بفكرهم المتحرر من عبودية الساسة ؛ هنا يجدر بنا تذكير الامة ان شعرائها رسل للإصلاح ومنبر للخلاص فالشاعر يتحسس الواقع بعيدا عن مصالحه الشخصية بطبيعة الحال وينقلها نقية الى المتلقي الذي يتذوق كتاباته بشغف ورغبة بان يكون الواقع كما هو .







وائل الوائلي
منذ 7 ساعات
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN