Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
زيارة البابا بعيون عراقية

منذ 5 سنوات
في 2021/03/14م
عدد المشاهدات :1766
تصنف الأحداث العظيمة أحيانا تبعا لعظمة الشخوص الحاضرة والمؤثرة فيها، وأحيانا بحجم النتائج والمخرجات لتلك الأحداث، لذلك يمكننا القول أن العالم شهد حدثا عظيما يوم السادس من آذار، حين إلتقى مرجع الشيعة الأعلى السيد علي السيستاني والحبر الأعظم البابا فرانسيس في النجف الأشرف.. لعظمة هاتين الشخصيتين على المستوى العالمي.
تباينت ردود الأفعال لدى العراقيين حول الزيارة وإختلفت آرائهم كما هي العادة، فهم بطبيعتهم يبتكرون أسبابا للخلاف والنقاشات، إذا لم يوجد ما يختلفون فيه.. ربما بسبب الاختلاف في البيئة الإجتماعية والجغرافية وحتى الدينية، وتباين المواقف السياسية من الزيارة، ولو إقتصرت على الجانب الحكومي لما شهدنا كثيرا من السجالات والمناقشات، ولكن لأنها أخذت أبعادا مذهبية وسياسية كان التفاعل معها كبيرا.
الحكومة من جانبها؛ إستعدت بصورة متأخرة- كما هو معتاد منها- وكأنها طفل تأخر على مدرسته، فأخذ يلملم أوراقه بعد أن دق جرس الدرس، فسارعت الى تبليط بعض الطرق بصورة مستعجلة، وغسل الأرصفة وتلميع البنايات وزراعة أشجار الزينة، حتى إن العراقيين صاروا يتندرون بقولهم : لا تسرع يا بابا، آملين الاستمرار بتلك الاعمال التي إفتقدوها لسنوات، فيما سارع المسؤولون الحكوميون للحصول على صور مع البابا ونشرها في حساباتهم.
بعض الجهات كانت ممتعضة من زيارة البابا الى النجف، وإن حاولت إخفاء ذلك، كي لا تحرج مع الأغلبية الراضية بهذه الزيارة، لكنها حاولت التشويش بصورة عليها مبطنة، الى الحد الذي أصبح جليا لكل المتابعين عدم رغبتها بها.. وذلك ربما يعود لأسباب سياسية وتأثيرات خارجية، ترى أن إختيار زيارة النجف ولقاء السيد السيستاني، يجعل منهما الممثلان الشرعيان للشيعة في العالم، ويسحب البساط من تحت أقدام من يسعى الى غير ذلك، رغم أن هذا هو الموروث الشيعي على مر التاريخ ولن يتغير.
جهات أخرى أظهرت إنزعاجها من عدم وجودها على جدول زيارة البابا، وأنه يجب أن يكون لها نصيب كما للنجف، وكأن الزيارة هي حصة في الموازنة الإتحادية يجب أن يكون لهذا المكون نصيب منها كما لذاك المكون، أو مناصب حكومية تتقاسمها أحزاب السلطة، فهكذا تعودوا أن ينظروا الى جميع الأشياء وكأنها كعكة يجب تقاسمها، فيما إلتزمت جهات أخرى الصمت وكأنها حجارة لا يعنيها إن حضر البابا أو لم يحضر ما دامت غير مسجلة في برنامجه، ولم ينالها نصيب من الوهج الإعلامي للزيارة.
بعيدا عن هؤلاء؛ فقد تفاعل أغلب العراقيين مع إشراقة المرجع السيستاني عليهم، وفرحتهم برؤية وجهه لاسيما أنهم شاهدوا الفيديو الأول له على وسائل الإعلام، رغم أنهم يقفون على بابه يوميا لرؤيته والسلام عليه، كما تعودوا طوال السنين الماضية، بإستثناء الساسة الذين أغلقت الأبواب عنهم.. لكن الفخر والتباهي غطى كافة وسائل التواصل الإجتماعي، وكل منهم حاول أن يعبر بطريقته الخاصة عن مشاعره، وما يحاول أن يبعثه من رسائل للمعترضين أو الصامتين، ويشيدوا بدور السيد السيستاني على المستوى المحلي والعالمي.
في الشمال والموصل كان التفاعل مع زيارة البابا مختلفا، فهناك تقطن الغالبية العظمى من المسيح العراقيين، الذين إنشغلوا بالترحيب بالزيارة الأولى في التاريخ على هذا المستوى، فكان التجمع مهيبا في القداس الذي أقيم في ملعب فرانسوا حريري، والتفاعل مصحوبا بالحزن والبكاء مؤثرا في مدينة الموصل، وهم يقصون على البابا معاناتهم بعد إجتياح داعش للمدينة، التي لا تختلف عن معاناة أغلب العراقيين الذين عانوا سطوة ذلك التنظيم الإرهابي.
بعد نهاية الزيارة وعودة البابا، هدأت الأوضاع وعاد كل شيء لما سبقه، وبقي ذلك السيد العظيم في النجف الأشرف الذي يسكن في بيت صغير مؤجر، لم تزده زيارة البابا وقبله الأمين العام للأمم المتحدة وممثلتها بلاسخارت، أو تقاطر الوفود عليه شيئا، كما إن وضعه تحت الإقامة الجبرية إبان حكم الطاغية، أو إطلاق أكاذيب موته، ومحاولات تقويض مرجعيته وتأثيره السياسي، لم تنتقص منه شيئا، وكأن هذا الرجل قد إدخره التاريخ للعراق في هذا الزمن ليصنع له شيئا.
إلتقى العظيمان في لقاء تاريخي هو الأول منذ ولادة إبراهيم عليه السلام، وربما لن يتكرر مرة أخرى، وقالا كلماتهما الرائعة التي عبرت عن طموحات شعوب كاملة، لكننا سننتظر طويلا لنرى نتائجه العظيمة، التي تحقق الأمن والسلام في أرجاء المعمورة.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ اسبوعين
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ اسبوعين
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )