علمنا القرآن الكريم والحديث الشريف أي العبارات التي نستعملها حينما نخاطب الله عز وجل أو المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام، وغير مسموح لنا بإضافة عبارات حسب أمزجتنا وأهوائنا.
ففي الحديث عن الإمام الرضا عليه السلام: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو بما وصفه المعصوم".
ولكن تسربت إلينا مصطلحات درامية يستخدمها أهل الفسق وهي حصرا كاستخدام شرعي بين الزوج والزوجة لما يشتمل في ذلك من علاقة محللة وفراغ عاطفي يملأه الجنس الآخر.
ألا وهي عبارات: العشق والعاشق والمعشوق.
تكثر هذه العبارات في استخدامات المتصوفة والفلاسفة والعرفاء والإثنين انتهلوها من الصوفية ويستخدمونها في مخاطبة الله "والعياذ بالله وتعالى الله عن ما يصفون علوا كبيرا"
وليس ما نكتب للرد عليهم، بل لتشخيص مصدر العبارات والوصول إلى نتيجة هي مخالفتها للمعصومين الأربعة عشر عليهم السلام.
حيث ورد في أمالي الصدوق، وعلل الشرائع: عن المفضل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العشق. قال: قلوب خلت عن ذكر الله، فأذاقها الله حب غيره.
وفي نهج البلاغة، قال (عليه السلام) في خطبة 108: ومن عشق شيئا أعشى بصره، وأمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة، ويسمع بإذن غير سميعة، قد خرقت الشهوات عقله، وأماتت الدنيا قلبه، وولهت عليها نفسه فهو عبد لها ولمن في يديه شيء منها - الخ.
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المجلد الآخر في الحكم المنسوبة إليه صلوات الله عليه قال في حكمة 46: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض، وفيه 807: العشق جهد عارض، صادف قلبا فارغا.
وللأسف الشديد صارت تستخدم هذه العبارات المنحطة بدلا من ما عبر عنه القرآن الكريم بصريح العبارة وصفاء الكلام وطراوة التعبير وكمال البلاغة ألا وهو؛ "قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى"
وذكر في معاجم اللغة والأحاديث الشريفة بأن المودة هي المحبة المستتبعة للطاعة والولاء.
فكل هذه العبارات: العشق، العاشق، المعشوق.
باطلة، فأولا لا يجوز وصف الله بكلمة (المعشوق) فهذا ليس اسما له وكما ورد الحديث السابق بالنهي عن وصف الله بما لم يرد عن الحديث القدسي أو الحديث العتروي أو القرآن الكريم.
وهذه العبارات كذلك لا يصح استخدامها للمعصومين الأربعة عشر عليهم السلام.
ونحن في أيام مناسبات أهل البيت عليهم السلام، فلنحذر من هذه العبارات: العشق الحسيني، زيارة العشاق، حج العاشقين، أعشق السيدة زينب، أعشق الله
والصحيح: أودهم، أواليهم، أطيعهم
يكفينا القول إنها زيارة عرفة وزيارة الحسين وكفى
يقول سماحة آية الله السيد هادي المدرسي دام ظله: سئلت الله أن يلهمني من هو الحسين، فجائني الجواب أنه الحسين وكفى.
فدعونا نبتعد عن هطرقات الصوفية والعرفاء ومن حدا حدوهم وليلتفت خدام الإمام الحسين عليه السلام من رواديد وخطباء وشعراء وموالين من هذه الاستخدامات
نركز ونكرر: أن هذه الإستخدامات غير الواردة عن القرآن الكريم والحديث الشريف أي الله وسفراءه في أرضه تسعى لاستبدال العبارات الواردة عن الله و سفراءه في أرضه وهي: المودة والولاية والطاعة ومن زاره عارفا بحقه، والعبودية لله عز وجل والتي هي وسام شرف لرسول الله (صلى الله عليه وآله).







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN