المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{وإذ نتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة وظنوا انه واقع...}
2024-05-26
{والذين يمسكون بالكتاب}
2024-05-26
{فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ياخذون عرض هذا الادنى}
2024-05-26
{وقطعناهم في الارض امما}
2024-05-26
معنى عتى
2024-05-26
{ واسالهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر}
2024-05-26

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الصدوق  
  
1717   11:45 صباحاً   التاريخ: 26-8-2016
المؤلف : اللجنة العلمية
الكتاب أو المصدر : معجم رجال الحديث - موسوعة طبقات الفقهاء
الجزء والصفحة : .......
القسم : الرجال و الحديث والتراجم / علماء القرن الرابع الهجري /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-1-2018 898
التاريخ: 16-9-2016 979
التاريخ: 17-9-2016 1564
التاريخ: 26-8-2016 1054

الصدوق

اسمه:

محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه( حوالي 306 ـ 381هـ)، شيخ المشايخ، ورئيس المحدثين أبو جعفر القمي، نزيل الري، المعروف بالصدوق، مصنف كتاب «من لا يحضره الفقيه» أحد الاصول الاربعة التي يرجع إليها علماء الشيعة.

ولد هو وأخوه بدعوة الامام المهدي - عليه السلام - على يد السفير الحسين بن روح ، وأحب العلم من الصبا وطلب الحديث، فنشأ برعاية والده وتتلمذ عليه وعلى شيوخ بلدته، ثم انتقل إلى الري وأقام بها، ثم قام برحلة واسعة، وقطع المسافات البعيدة في سبيل خدمة الدين وإعلاء كلمته، وذاع صيته، وعظم شأنه، وعقد المجالس وصنف التصانيف الكثيرة.

 

أقوال العلماء فيه:

ـ قال النجاشي : " محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، أبو جعفر : نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ، ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن .

ـ قال الشيخ الطوسي : " محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي : جليل القدر ، يكنى أبا جعفر ، كان جليلا ، حافظا للاحاديث ، بصيرا بالرجال ، ناقدا للإخبار ، لم يرفي القميين مثله في حفظه وكثرة علمه ، له نحو من ثلاثمائة مصنف ، وفهرست كتبه معروف " .

ـ قال الشيخ الطوسي  في رجاله ، في باب من لم يرو عنهم (عليهم السلام): " محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، يكنى أبا جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقه والاخبار والرجل ، له مصنفات كثيرة ذكرناها في الفهرست ، روى عنه التلعكبري ، أخبرنا عنه جماعة ، منهم محمد بن محمد بن النعمان ، والحسين بن عبيد الله " .

 

نبذه من حياته:

كان من كبار الفقهاء والمحدثين، متكلما، مؤرخا، جليل القدر، بصيرا بالرجال ناقدا للأخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه، وكان ورد بغداد سنة (352هـ)  وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن ، ثم زار الكوفة سنة (453هـ)، ثم حج إلى مكة، ثم جاء همدان، ثم رحل إلى ما وراء النهر، وكان مكرما مبجلا عند ركن الدولة البويهي، وقد جرت له مجالس ومناظرات بحضوره، وكان له في كل أسبوع مجلسان، يملي فيهما أحاديث في مواضيع مختلفة، وكتابه «الامالي» فيه (97) مجلسا، أوله في رجب سنة (367هـ)، وآخره في شعبان (368هـ)، وكان يرجع إليه كثير من البلدان في أخذ الاحكام، كأهل الكوفة والبصرة وبغداد وواسط، وأهل مصر، وأهل قم ونيسابور وقزوين.

وروى الشيخ عن جماعة ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، وأبي عبدالله الحسين بن علي أخيه ، قالا ، حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الاسود رحمه الله ، قال : سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ( رضي الله عنه ) بعد موت محمد بن عثمان العمري ( قدس سره ) ، أن أسأل أبا القاسم الروحي ( قدس الله روحه ) أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام ، أن يدعو الله أن يرزقه ولدا ذكرا ، قال : فسألته ، فأنهى ذلك ، ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام ، أنه قد دعا لعلي بن الحسين رحمه الله فإنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به ، وبعده أولاد ( إلى أن قال ) فولد لعلي بن الحسين رضي الله عنه تلك السنة محمد بن علي وبعده أولاد . ( الحديث ) . الغيبة : فيما ظهر من جهته عليه السلام من التوقيعات ، الحديث 27 .

وقال الشيخ : " قال ابن نوح : وحدثني أبوعبدالله الحسين بن محمد بن سورة القمي ( رحمه الله ) حين قدم علينا حاجا ، قال : حدثني علي بن الحسن بن يوسف الصايغ القمي ، ومحمد بن أحمد بن محمد الصيرفي ، المعروف بابن الدلال وغيرهما من مشايخ أهل قم ، أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه ، فلم يرزق منها ولدا ، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ( رضي الله عنه ) أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء ، فجاء الجواب إنك لا ترزق عن هذه ، وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين ( إلى أن قال ) قال ابن سورة : كلما روى أبو جعفر وأبو عبدالله لبنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما ، ويقولون لهما هذا الشأن خصوصية لهما بدعوة الامام لكما ، وهذا أمر مستفيض في أهل قم " .

قال السيد الخوئي : يظهر من الرواية الاخيره أن قصة ولادة محمد بن علي بن الحسين بدعاء الامام عليه السلام أمر مستفيض معروف متسالم عليه ، ويكفي هذا في جلالة شأنه ، وعظم مقامه ، كيف لا يكون كذلك وقد أخبر الامام عليه السلام أن والده يرزق ولدين ذكرين خيرين ، على ما تقدم من النجاشي في ترجمة أبيه علي ابن الحسين ، وأنه يرزق ولدا مباركا ينفع الله به ، كما في رواية الشيخ الاولى ، وأنه يرزق ولدين فقيهين ، كما في رواية الشيخ الثانية ، وإني لواثق بأن اشتهار محمد ابن علي بن الحسين بالصدوق ، إنما نشأ من اختصاصه بهذه الفضيلة التي امتاز  بها عن سائر أقرانه وأمثاله ، ولا ينبغي الشك في أن ما ذكره النجاشي والشيخ من الثناء عليه والاعتناء بشأنه مغن عن التوثيق صريحا ، فإن ما ذكراه أرقى وأرفع من القول بأنه ثقة .

وعلى الجملة فعظمة الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين من الاستفاضة بمرتبة لا يعتريها ريب .

ولأجل ذلك ، قال ابن إدريس في كتاب النكاح ، في ذيل البحث عن تحريم مملوكة الاب أو الابن على مالكه بزنا الآخر ، بعد ما نقل عن الشيخ أبي جعفر القول بعدم الحرمة ، قال : " هذا الآخر كلام ابن بابويه ، ونعم ما قال ، فإنه كان ثقة ، جليل القدر ، بصيرا بالأخبار ، ناقدا للآثار ، عالما بالرجال ، حفظة ، وهو استاذ شيخنا المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان ، وقال السيد ابن طاووس في فلاح السائل ، في مقدمته ، في جملة الاعذار التي بنى عليها في نقل بعض رواته : رويت عن جماعة من ذوي الاعتبار وأهل الصدق في نقل الآثار بإسنادهم إلى الشيخ المجمع على عدالته أبي جعفر محمد بن بابويه ، تغمده الله برحمته . . " . إلخ .

فمن الغريب جدا ما عن بعض مشايخ المحقق البحراني من أنه توقف في وثاقة الصدوق قدس سره ، وإني أعتبر ذلك من اعوجاج السليقة ، ولو نوقش في وثاقة مثل الصدوق فعلى الفقه السلام .

ثم إن الشيخ الصدوق قدس سره كان حريصا على طلب العلم وتحمل الرواية من المشايخ ، ولأجل ذلك كان يسافر حتى إلى البلاد البعيدة ، وقد عد له ما يزيد على مائتين وخمسين شيخا ، وقد تعرضنا لكل واحد منهم ، ولمورد روايته عنهم ، في هذا الكتاب ، في المحل المناسب لذكره .

بقي هنا أمور :

الاول : أن المحدث النوري قدس سره ، قال : " ويظهر من بعض المواضع أن الصدوق - قدس سره كان يختصر الخبر الطويل ، ويسقط منه ما أدى نظره إلى إسقاطه " . واستشهد لذلك بعدة من المواضع :

الاول : أن حديث الحقوق رواه الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول ، ورواه السيد علي بن طاووس في فلاح السائل بإسناده إلى كتاب الرسائل عن محمد بن يعقوب الكليني ، بإسناده إلى مولانا زين العابدين عليه السلام ، أنه قال : فأما حقوق الصلاة فأن تعلم أنها وفادة ، وساق مثل ما رواه في تحف العقول ، ولكن الشيخ الصدوق قدس سره روى هذا الحديث على نحو الاختصار ، ولم يذكر جملة ما ذكر في الكتابين المزبورين .

قال السيد الخوئي: ليس فيما ذكر دلالة على أن الشيخ الصدوق قدس سره اختصر في الحديث ، وأسقط جملا منه ، فإنه قدس سره لم يروه عن كتاب تحف  العقول ، ولا عن رسائل الشيخ الكليني ، وإنما رواه بسنده عن محمد بن فضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، في كتاب الخصال بعنوان ( الحقوق خمسون ) من أبواب الخمسين ، الحديث 1 .

ولا بعد في أن يختلف ما يرويه الصدوق بطريقيه ، مع ما تقدم عن تحف العقول ورسائل الشيخ الكليني .

الموضع الثاني : أن صاحب البحار ذكر حديثا عن الشيخ الصدوق في كتاب التوحيد عن الدقاق ، عن الكليني ، بإسناده عن أبي بصير ، عن الصادق عليه السلام ، فنقل المحدث النوري قدس سره عن المحقق الكاظمي الشيخ أسد الله في كشف القناع ، أنه قال : الخبر مأخوذ من الكافي وفيه تغييرات عجيبة ، تورث سوء الظن بالصدوق قدس سره ، وأنه إنما فعل ذلك ليوافق مذهب أهل العدل ، ونقل عن المحقق المزبور أنه قال قبل ذلك : وبالجملة فأمر الصدوق مضطرب جدا ، وقد نقل المحدث المزبور هذا الكلام ، استشهادا لما ذكره من أن  الصدوق ربما يختصر الخبر الطويل ، ويسقط منه ما أدى نظره إلى إسقاطه .

قال السيد الخوئي  : جلالة مقام الصدوق قدس الله نفسه تمنع إساءة الظن به ، ولم يوجد أي شاهد من أن ما ذكره من الخبر مأخوذ من الكافي ، وإنما رواه الصدوق قدس سره عن الدقاق ( علي بن أحمد بن موسى ) ، عن الكليني ، فلعل السقط منه غفلة أو لأمر آخر ، فمن أين ظهر أن الصدوق قدس سره هو الذي اختصر الحديث ، وأسقط منه ما أدى نظره إلى إسقاطه .

الموضع الثالث : أن زيارة الجامعة المعروفة رواها الشيخ الكفعمي في البلد الامين ، ورواها الشيخ الصدوق في الفقيه ، وقد أسقط جملا منها لا توافق لمعتقده فيهم عليهم السلام .

والجواب عن ذلك يظهر مما تقدم ، فإن الصدوق قدس سره لم يروها عن الشيخ الكفعمي المتأخر عن الصدوق قدس سره بمئات من السنين ، وقد رواها الكفعمي مرسلا عن الهادي عليه السلام ، وإنما رواها الصدوق بإسناده عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن موسى بن عبدالله النخعي ، عن الهادي عليه السلام . الفقيه : الجزء 2 ، الحديث 1625 ، فمن أين ثبت أن الصدوق اختصر الحديث ، وأسقط منه ما أدى نظره إلى إسقاطه .

الموضع الرابع : أن الصدوق روى في كتاب التوحيد ، عن أحمد بن الحسن القطان ، عن أحمد بن يحيى ، عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدثنا أحمد ابن يعقوب بن مطر ، قال : حدثنا محمد بن الحسن ( الحسين ) بن عبدالعزيز الاحدث الجندي سابوري ، قال : وجدت في كتاب أبي بخطه ، حدثنا طلحة بن يزيد ، عن عبدالله بن عبيد ، عن أبي معمر السعداني ، أن رجلا أتى أمير المؤمنين عليه السلام . . وساق خبرا طويلا ، وهذا الخبر رواه الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج عنه عليه السلام بزيادات كثيرة ، أسقطه الصدوق قدس سره في التوحيد .

والجواب عن ذلك يظهر مما تقدمه حرفا بحرف .

أضف إلى ما ذكرنا ، أنه إذا ثبت أن الشيخ الصدوق قد يسقط من الحديث مالا يرتضيه ، فما هو السبب في إساءة الظن به ، فإن ذلك ليس إلا من التقطيع في الحديث ، المتداول بين أرباب الحديث ، فإذا كان الساقط لا يضر بدلالة الباقي لم يكن مانع عن إسقاطه ، أفهل يوجب ذلك أن يقال لمثل الصدوق ، وحاشاه ، أن أمر الصدوق مضطرب جدا .

الامر الثاني : قد عرفت عن النجاشي ، أنه قال : وكان ورد ( الشيخ الصدوق ) بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن . وهذه العبارة يستشكل فيها من جهتين :

الاولى : أن الصدوق قدس سره كيف يكون حدث السن في ذلك الوقت وكان له من العمر وقتئذ زهاء خمسين سنة ، والاشكال من هذه الجهة يندفع ، بأن التعبير عنه بحدث السن في ذلك الوقت ، إنما هو بالنظر إلى مقامه ، فإن سماع شيوخ الطائفة من أحد يقتضي أن يكون من الشيوخ أيضا ، بل من أكبرهم سنا ، فالشيخ الصدوق قدس سره بالإضافة إلى من سمع منه حدث السن لا محالة .

الجهة الثانية : أن تحديد ورود الشيخ الصدوق بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، ينافي ما ذكره الشيخ الصدوق في العيون من كونه ببغداد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ، فقد قال فيه : حدثنا أبو الحسن علي بن ثابت الدواليني ( رضي الله عنه ) بمدينة السلام سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة . العيون : الجزء 1 ، الباب 6 في النصوص على الرضا عليه السلام بالإمامة .

الامر الثالث : أنا قد ذكرنا في ترجمة علي بن الحسين بن موسى والد الصدوق قدس سره ، أن الواسطة لإيصال كتاب علي بن الحسين إلى حسين ابن روح لدعاء الامام عليه السلام ، لان يرزقه الله تعالى ولدا ، كانت علي بن جعفر بن الاسود ، ويظهر من كلام الشيخ في الغيبة ، وكلام الصدوق – قدس سره في الاكمال أن الواسطة ، كانت أبا جعفر محمد بن علي الاسود ، والظاهر صحة ما ذكره الصدوق والشيخ قدس سره ، فإن الصدوق أعرف بما قال .

 

أثاره:

صنف نحوا من ثلاثمائة مصنف منها: المقنع في الفقه، مدينة العلم، علل الشرائع، المياه، الوضوء، فرائض الصلاة، مسائل الرضا - عليه السلام - ، جامع الحج ، الخمس، الحدود، تفسير القرآن، الناسخ والمنسوخ، مختصر تفسير القرآن، فضل المساجد، الجمعة والجماعة، المدينة وزيارة قبر النبي صلى الله عليه و آله و سلم والائمة - عليهم السلام - ، صفات الشيعة، التاريخ، جامع أخبار عبد العظيم بن عبد الله الحسني، كتاب في زيد بن علي، المختار بن أبي عبيد، معاني الاخبار، عيون أخبار الرضا، الخصال، ذكر المجلس الذي جرى له بين يدي ركن الدولة، جوابات المسائل الواردة عليه من البصرة، جوابات المسائل الواردة عليه من مصر، جوابات المسائل الواردة عليه من قزوين، التوحيد، إكمال الدين وإتمام النعمة، الهداية في الاصول والفقه، وكتاب الاعتقادات.

 

وفاته:

توفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ودفن بالقرب من مرقد عبد العظيم الحسني في ضواحي طهران، وقبره معروف يقصده الناس للزيارة والتبرك.*

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ينظر: معجم رجال الحديث ج17 /رقم الترجمة 11319، وموسوعة طبقات الفقهاء ج4/432.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)