تنفيذ الخطة الإستراتيجية:  إذا كانت عملية صياغة الإستراتيجية مهمة ديناميكية صعبة فإن تطبيق الإستراتيجية بصورة ناجحة تمثل في الواقع تحديا أكثر صعوبة وتعقيدا لأن طريقة معالجة هذا التحدي وترجمته إلى سلسلة من الانجازات يحدد مباشرة الجهد المبذول سابقا  بمعنى أن فشل الإدارة في تطبيق الإستراتيجية لا يقتصر على هذه المرحلة فحسب، وإنما يعني فشل الإدارة الإستراتيجية ككل. ومهما كانت الإدارة ناجحة في صياغة رسالة المنظمة وتحديد أهدافها الإستراتيجية ومهما كانت دقيقة في تحليل البيئة الداخلية والخارجية واستخدام نماذج وأدوات التحليل الخاصة بعملية اختيار وصياغة الإستراتيجية المناسبة تصبح كل خطواتها لا معنى لها إذا لم توضع في سياق تنظيمي مناسب وتنقل إلى خطوات تنفيذية صحيحة   )  ياسين،  2002 :ص 165 ؛ بن حبتور، 2004 :ص 322).

وعرف القطامين ،( 1996 ) عملية التنفيذ بأنها عملية وضع السياسات والخطط التي تم صياغتها في المرحلة السابقة في التنفيذ من خلال البرامج التنفيذية والموازنات المالية المرتبطة بها والإجراءات ذات الطابع التنفيذي.

وتتكون مرحلة التنفيذ من الخطوات المتسلسلة التالية)القطامين، 1996 :ص 68).

1- وضع البرامج التنفيذية: البرنامج التنفيذي هو نص يحدد النشاطات المختلفة المطلوبة لإنجاز وظيفة محددة. وتعتبر الوظيفة الأساسية للبرنامج التنفيذي وضع الخطط والسياسات موضع التنفيذ.

2- وضع الموازنات الخاصة بكل برنامج تنفيذي: وتعتبر الموازنة الوجه الآخر للبرنامج التنفيذي، وتتضمن الكلفة التقديرية التي يطلبها البرنامج التنفيذي.

3- الإجراءات التنفيذية: وتسمى أحيانا بإجراءات التشغيل المعيارية وتتكون من نظام متسلسل من الخطوات والإجراءات والأساليب التي تصف كيفية انجاز كل وظيفة وصفا مفصلا.

عملية التنفيذ الاستراتيجي تعكس مدى كفاءة الإدارة العليا في تحديد رسالة المنظمة، وأهدافها، وقدرتها على ممارسة الأنشطة الخاصة بالرقابة الإستراتيجية من ناحية، ومدى كفاءة المستويات الإدارية من ناحية أخرى  (بن حبتور، 2004 :ص 324).

استبدل )ياسين، 2002 :ص (167 مصطلح التنفيذ بالتطبيق وتحدث عن مستلزمات تطبيق الاستراتيجية وقد ذكرها بالتالي:

1. هيكل تنظيمي لتطبيق الإستراتيجية.

2. أنظمة إدارية ملائمة لتطبيق الإستراتيجية.

3. أساليب إدارية كفوءة لتطبيق الإستراتيجية.

4. ثقافة تنظيمية منسجمة مع استراتيجية المنظمة.

وقد ذكر الدوري ،( 2005 ) مجموعة من الإجراءات للوصول إلى الغايات المنشودة والتي تم صياغتها وهي كالتالي:

1- التنظيم: لابد من وضع بناء تنظيمي مناسب متوافق مع البدائل الاستراتيجية، إذ إن الهيكل التنظيمي يتبع الإستراتيجية. فالاستراتيجيات الجديدة تؤدي إلى تغيير في البناء التنظيمي للمنظمة بالصورة التي تجعله أكثر توافقا واتساقا معها، وقد لا يكون هناك تغيير وخاصة في المنظمات التي لا تواجه منافسة قوية.

2- إدارة الموارد البشرية: لابد من إيجاد وتطوير الإمكانات البشرية المطلوبة لإدارة البديل الاستراتيجي. إذ إن التغييرات في حجم ونوعية القوى البشرية ضرورة تتطلبها عملية التنفيذ. فاجتذاب العناصر صاحبة الخبرة والمهارة المطلوبة محدد أساسي لإنجاز الخطط والسياسات الجديدة.

3- وظيفة التوجيه والقيادة: إن انجاز البرامج التنفيذية يتطلب تحويل قدرا كافيا من الصلاحيات للمدراء التنفيذيين لتمكينهم من القيام بمهامهم بكفاءة وفاعلية، كما يتطلب الأمر مزيدا من أساليب التحفيز التي توظف لتحفيز العاملين، كما يتطلب التنفيذ الناجح نشاطات تنسيقية إذ إن المدراء التنفيذيين سيواجهون مشكلات ومعوقات يتطلب منهم امتلاك الوسائل والأدوات الكفيلة بتذليلها وتجاوزها، لذا فمن متطلبات العمل الإداري أن يتم وضع الأفراد المناسبين في أماكنهم المناسبة، واستخدام أنظمة متطورة لتوجيه الجهود الجماعية باتجاه تحقيق الأهداف، كما أن تدعيم الثقافة التنظيمية في المنظمة وجعلها ثقافة داعمة للاستراتيجية يعتبر أمرا غاية في الأهمية.

4- الإدارة بالأهداف: تمثل الإدارة بالأهداف أحد المداخل التي يمكن تطبيقها في المنظمة ككل لضمان العمل لتحقيق الأهداف المرغوبة ولغرض ضمان التنفيذ الناجح لابد من وضع وتبليغ أهداف المنظمة ووضع الأهداف الفردية التي تساعد في تحقيق أهداف المنظمة ومراجعة الأداء بشكل دوري لمطابقته بالأهداف)الدوري، 2005 : ص299)