شروط النجاح في المحاصيل الزراعية

‏لابد لكل مزارع توفرت فيه شروط النجاح [شروط النجاح في الأعمال والمشاريع الزراعية] قبل أن يزرع محصولا ما أن يفكر في الشروط الآتية ويضمن وجودها ودوامها، وبدون ذلك لا ‏يصح معه العمل ولا يتحقق له أمل:

‏أولا: الشرط الحيوي: لكل نبات إقليم يحيا فيه ويفضله على غيره.

‏والإقليم أو المناخ أو الجو يشمل ما يكون في كل مكان من الظواهر الجوية. ‏كدرجات الحرارة والرطوبة والرياح الهادئة والعاتية، والأمطار وكمياتها السنوية وكيفية توزعها على أشهر السنة بانتظام أو غير انتظام وما يتبع الأمطار من ثلج وبرد وصقيع وجليد وندى.... الخ.

‏فمن النباتات ما يتطلب إقليما حاراً، وآخر باردا، وآخر معتدلا.

‏ثم إنه لكل نبات تربة يحيا فيها ويفضلها على غيرها، فمن النباتات ما يتطلب التربة الطينية وآخر الرملية أو الكلسية أو الدبالية أو الثقيلة أو الخفيفة أو الرطبة ..... الخ، فلا بد إذن من زرع كل نبات في الإقليم والتربة اللتين توافقان حياته ورغبته لينبت وينمو وينتج نتاجاً حسناً.

‏ثانياً: الشرط العملي: لكل نبات طرق عملية خاصة في زراعته، وأدوات ‏ووسائل ومطالب معينة في خدمته وتعهده.

‏وهذه تحتاج إلى وجود أيد عاملة بها، ومدربة عليها، ونشيطة لتؤدي تلك الخدمة والعناية على الوجه الأكمل أو القريب من الأكمل، فإن لم توجد الأيدي العاملة أو إن وجدت ولم تكن ذات عدد كاف أو ذات معرفة ودراية وافيتين ونشاط لائق حينئذ يفقد النجاح أو يقل بنسبة النقص، وكذلك يكون الحال إن لم توجد الآلات والأدوات والحيوانات والوسائل المناسبة، أو إن وجدت ولم تستعمل كما ينبغي وفي الأوقات التي يتطلبها الشرط الحيوي .

‏ثالثا: الشرط الاقتصادي: إن الغاية من استغلال الأرض بزراعتها المحاصيل ليس الانتفاع بها فقط، بل الغاية جني أقصى ما يمكن من (الربح) وهذا الربح لا يتم إلا بإنتاج أكبر غلة من محصول الدونم بأقل النفقات الممكنة.

‏فإذا وجد النفع وفقد الربح لا يعد هذا العمل في نظر الفن الزراعي مقبولا: مثاله: القطن نافع ، لكن هذا النفع لا يكفي إذا لم تكن زراعة القطن (رابحة) أو بالعبارة العامية (وافية) أي إذا لم يزد ثمن المحصول الذي يباع عن النفقات المبذولة في سبيله.

‏والحبوب نافعة : ولكن إذا لم يأت دونم الأرض منها بغلال وافرة ذات أسعار عالية، وأرباح كافية، لا تكون زراعتها مقبولة.

‏وحينئذ يكون العدول عنها إلى زرع نباتات أخرى أكثر ربحاً وأجلب لرضاء ‏الاقتصاد هو أنسب وأدعى إلى اتباع قواعد الفن الزراعي.

‏وهذه القاعدة تشمل محاصيل البستنة الخضرية والشجرية والزهرية والحرجية وتشمل تربية الماشية والدجاج وغيرها أيضاً.