المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6628 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أبعد النّاس من العدل  
  
54   06:47 مساءً   التاريخ: 2025-05-05
المؤلف : الحارث بن أسد المحاسبي
الكتاب أو المصدر : آداب النفوس
الجزء والصفحة : ص 59 ـ 61
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / العدل و المساواة /

وَأبْعد النَّاس من الْعدْل أشدّهم غَفلَة عَن هَذَا وأقلّهم محاسبة لنَفسِهِ وَأبْعد النَّاس من الْعدْل وأطولهم غَفلَة عَن هَذَا أشدهم تهاونًا بِهِ.

وَلَو عقلت من الَّذِي تراقب ثمَّ تقطّعت أعضاؤك قطعًا وَانْشَقَّ قَلْبك أوْ سحت فِي الأرض لَكُنْت بذلك محموقًا.

فَلَمَّا لم تعقل لم تَجِد مسّ الْحيَاء وَالْخَوْف فِي مراقبة الله تَعَالَى ومطالعته على ضميرك وَعلمه بِمَا تجلبه حواسّك على قَلْبك وَقدرته المحيطة بك ثُمَّ أَعرَضْت بعد ذَلِك كالمتهاون بِهِ الى مراقبة من لَا يطّلع على سرك وَلَا علم لَهُ بِمَا فِي ضميرك فَقلت: لَو اطّلع النَّاس على مَا فِي قلبِي لقلوني ومقتوني فمسك الْحيَاء وَالْخَوْف مِنْهُم حذرًا من نُقْصَان جاهك وَسُقُوط منزلتك عِنْدهم فَكنت لَهُم مراقبًا وَمِنْهُم خَائفًا وَمن مقتهم مشفقًا إِذْ لم تَجِد مقت الله لَك وَسُقُوط منزلتك وجاهك عِنْده ومقت الله أكبر.

ثمَّ إِذا عملت شَيْئًا من الطَّاعَات الَّتِي تقرّب الى الله زلفى فَإِن هم اطّلعوا عَلَيْهَا عقدت بقلبك حبّ حمدهم على ذَلِك وأحببت اتِّخَاذ الْمنزلَة عِنْدهم بذلك.

وَإِن كَانَ شَيْئًا يتَقرَّب بِهِ الى الله من طَاعَة بِعقد ضمير اَوْ اكْتِسَاب جوارح فَإِن كَانَ ذَلِك سرًّا أَحْبَبْت أَن يطّلعوا عَلَيْهِ ليحمدوك وَيقوم بِهِ جاهك.

فَلم تقنع باطّلاع الله (عزّ وَجلّ) وَلَا بثوابه فِي عمل السِّرّ وَلَا فِي عمل الْعَلَانِيَة وأنت قَانِع بذلك رَاضٍ بِهِ غافل متمادٍ معتز مخدوع وَكَانَت هَذِه الْحَالة عنْدك أحسن أحوالك وأحزم أمورك. وَلَو اسْتَغْنَيْت بِاللَّه وَحده وباطّلاعه عَلَيْك وبجزيل ثَوَابه لأهل طَاعَته ومحبّته لَهُم وتوفيقه لَهُم وتسديده إيَّاهُم وراقبته لأغناك ذَلِك عَمَّن لَا يملك لَك وَلَا لنَفسِهِ ضرًّا وَلَا نفعًا. وَقد رَضِي مِنْك بذلك وليتك تضبطه.

فأولى الْفَضَائِل بك وأنفعها لَك أن تكون نَفسك عنْدك دون قدرهَا وَأَن تكون سريرتك أفضل من علانيتك وَأَن تبذل للنَّاس حُقُوقهم وَلَا تَأْخُذ مِنْهُم حَقّك وتتجاوز عَمَّا يكون مِنْهُم وتنصفهم من نَفسك وَلَا تطلب الْإِنْصَاف مِنْهُم.

وَإِنَّمَا هُوَ التَّطْهِير ثمَّ الْعَمَل والتطهير أولى بِنَا من الْعَمَل.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.