 
					
					
						في نسبة  الجور الى الله تعالى 					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
						 المؤلف:  
						أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب					
					
						 المصدر:  
						متشابه القرآن والمختلف فيه
						 المصدر:  
						متشابه القرآن والمختلف فيه					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج2 ، ص 21-23.
						 الجزء والصفحة:  
						ج2 ، ص 21-23.					
					
					
						 30-11-2015
						30-11-2015
					
					
						 8231
						8231					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				قلتُم : إن من الله جور الجابرين وفساد المعتدين فهو عندكم المريد لشتمه ولقتل أنبيائه ولعنة أوليائه وإنه أمر بالإيمان ولم يرده ونهى عن الكفر وأراده وإنه قضى بالجور والباطل ثم أمر عباده بإنكار قضائه وقدره وإنه المفسد للعباد والمظهر في الأرض الفساد صرف الناس عن الإيمان وأمرهم به وإنه يعذب أطفال المشركين بذنوب آبائهم واستبطأهم إن لم يفعلوا ما لا يقدرون عليه ، فقال : {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ} [البقرة : 28]  ، وإنه صرف أكثر خلقه عن الإيمان ثم قال {فَأَنّٰى تُصْرَفُونَ} [يونس : 32] ، وأفكهم ، وقال : {أَنّٰى يُؤْفَكُونَ} [المائدة : 75]  ، وخلق فيهم الكفر ، ثم قال : {لِمَ تَكْفُرُونَ} [آل عمران : 98] ، ولبس الحق عليهم بالباطل ثم قال : {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبٰاطِلِ} [آل عمران : 71] ، وإنه دعا إلى الهدى ثم صد عنه ، وقال : {لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ} [آل عمران : 99]  ، وإنه منع العباد من الإيمان وقال : {ومٰا مَنَعَ النّٰاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جٰاءَهُمُ الْهُدىٰ} [الإسراء : 94]  ، وخلق فيهم الكفر وقال ، {فَمٰا لَهُمْ لٰا يُؤْمِنُونَ} [الانشقاق : 20] ، وإنه حال بينهم وبين الطاعة ، ثم قال {ومٰا ذٰا عَلَيْهِمْ لَوآمَنُوا بِاللّٰهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء : 39] ، وإنه ذهب بهم عن الحق ، ثم قال : {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} [التكوير : 26] ، وإنه لم يمكنهم من الإيمان ولم يعطهم قوة السجود ، ثم قال : {فَمٰا لَهُمْ لٰا يُؤْمِنُونَ وإِذٰا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لٰا يَسْجُدُونَ} [الانشقاق : 20 ، 21] ، وإنه فعل بعباده الإعراض عن التذكرة ، ثم قال : {فَمٰا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} [المدَّثر : 49] ، وإنه يمكر بأوليائه المحسنين وينظر لأعدائه المشركين لأن العبد عندهم مجتهد في طاعته فبينا هو كذلك وعلى ذلك إذ خلق فيه الكفر ونقله مما يحب إلى ما يسخط وبينما عنده مجتهد في الكفرية والتكذيب له إذ نقله من الكفر إلى الإيمان فهو عندهم لعدوه أنظر منه لوليه فليس يثق وليه بولايته ولا يرهب عدوه من عداوته وإنه يقول للرُّسل : اهدوا إلى الحق من أضللت عنه وانهوا عبادي أن يفعلوا ما شئت وأردت وأمروه أن يرضوا بما قضيت وقدرت لأنه عندهم شاء الكفر وأراد الفجور وقضى الجور وقدر الخيانة. الصاحبُ (1) :
وإن سقت ما قالوه في الجبر ضلة                  خشيتُ : جبال الأرض منه تهدَّدَ 
فهذا يقولُ : الله يخلق نسبه                           ليشتم . كلّا ! فهو أعلى وأمجدُ 
وقالوا أراد الكفر والفسق والزناء                  وقتل النبيين الذين تعبدوا 
وكلف ما لم يستطع فعل محنق                      على عبده ما شاء ما يتردد 
وعاقبه عن تركه الفعل لم يطق                     عقابا له بين الجحيم يخلدوا 
يقولون : عدلا إن يكلف مقعداً                      قياماً ، وعدواً مسرعاً وهو مُقعدُ
_______________________
1- ديوان الصاحب بن عبّاد : 33 .
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  شبهات وردود
					 الاكثر قراءة في  شبهات وردود					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة