قوله {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} فيه دلالة على صحة وقوع النظر
المؤلف:
أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المصدر:
متشابه القرآن والمختلف فيه
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص370-371.
29-11-2015
8346
قوله تعالى : {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف : 143] .
ليس في مسألة الشيء دلالة على صحة وقوعه ولا جوازه لأن السائل يسأل عن الجائز والمحال مع العلم وفقد العلم لأغراض مختلفة .
ثم إنه سأل لقومه بعد ما أجابهم . فلم يرتدعوا فاختار السبعين الذين حضروا الميقات ليكون سؤاله بمحضر منهم ، قوله : {يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتٰابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتٰاباً مِنَ السَّمٰاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسىٰ أَكْبَرَ مِنْ ذٰلِكَ فَقٰالُوا أَرِنَا اللّٰهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصّٰاعِقَةُ} [النساء : 153] وقوله : {وإِذْ قُلْتُمْ يٰا مُوسىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّٰى نَرَى اللّٰهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصّٰاعِقَةُ وأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة : 55] ، وقوله : {فَلَمّٰا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قٰالَ رَبِّ لَوشِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وإِيّٰايَ أَتُهْلِكُنٰا بِمٰا فَعَلَ السُّفَهٰاءُ مِنّٰا} [الأعراف : 155] .
إضافة ذلك إلى السفهاء يدل على أنه كان بسببهم وأنهم سألوه ما لا يجوز عليه ، وقال : {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} والنظر غير الرؤية .
ويقال : إن موسى إنما سأل ربه أن يعلمه ضرورة بإظهار بعض أعلام الآخرة التي تضطر إلى المعرفة ويستغني عن الاستدلال . فتزول عنه الدواعي والشكوك والشبهات كما سأل إبراهيم أن يريه كيف يحيي الموتى .
والسؤال وإن وقع بلفظ الرؤية تفيد العلم كما تفيد الإدراك بالبصر فقال له : {لَنْ تَرٰانِي} [الأعراف : 143] . أي : لن تعلمني على هذا الوجه الذي التمسته مني وإنه أجابه الله تعالى بأنه لا يراه بلفظ محكم ظاهر جلي لا يحتمل التأويل عام لا تخصيص فيه .
الاكثر قراءة في شبهات وردود
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة