أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-04-03
![]()
التاريخ: 2025-04-01
![]()
التاريخ: 2024-11-19
![]()
التاريخ: 2024-11-17
![]() |
أشهر الحج، قال بعض أصحابنا: ثلاثة أشهر وهي: شوال وذو القعدة وذو الحجة، وقال بعض أصحابنا: شهران، وتسعة أيام، وقال بعض منهم: شهران وعشرة أيام، فالأول مذهب شيخنا المفيد ، في كتابه الأركان، ويناظر مخالفه على ذلك، وهو أيضا مذهب شيخنا أبي جعفر رحمه الله في نهايته (1) وقال في جمله وعقوده: شهران وتسعة أيام (2) وقال في مسائل خلافه (3) ومبسوطة (4) وأشهر الحج: شوال، وذو القعدة، وإلى يوم النحر، قبل طلوع الفجر منه، فإذا طلع ، فقد مضى أشهر الحج، ومعنى ذلك، أنّه لا يجوز أن يقع إحرام الحج إلا فيه، ولا إحرام العمرة التي يتمتع بها إلى الحج، إلا فيها، وأمّا إحرام العمرة المبتولة، فجميع أيام السنة وقت له.
والذي يقوى في نفسي، مذهب شيخنا المفيد، وشيخنا أبي جعفر، في نهايته، والدليل على ما اخترناه، ظاهر لسان العرب، وحقيقة الكلام، وذلك أنّ الله تعالى قال في محكم كتابه: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) (5) فجمع سبحانه، ولم يفرد بالذكر، ولم يثن، ووجدنا أهل اللسان، لا يستعملون هذا القول، فيما دون أقل من ثلاثة أشهر، فيقولون: فلان غاب شهرا، إذا أكمل الشهر لغيبته، وفلان غاب شهرين، إذا كان فيهما جميعا غائبا، وفلان غاب ثلاثة أشهر، إذا دامت غيبته في الثلاثة، فثبت أنّ أقل ما يطلق عليه لفظ الأشهر، في حقيقة اللغة ثلاثة منها، فوجب أن يجري كلام الله تعالى، وكتابه على الحقيقة، دون المجاز، لأنّ الكلام في الحقائق، دون المجازات، والاستعارات.
ويزيد ذلك بيانا ما روي عن الأئمة من آل محمّد عليهم السلام أنّ أشهر الحج ثلاثة: شوال، وذو القعدة، وذو الحجة (6) ويصحّح هذه الرواية، عن الأئمة عليهم السلام، ما أجمعت عليه الطائفة عنهم عليهم السلام في جواز ذبح الهدي طول ذي الحجة، وطواف الحج، وسعي الحج، طول ذي الحجّة، وكذلك طواف النساء عندنا، وقالوا عليهم السلام، فإن لم يجد الهدي حتى يخرج ذو الحجة، أخّره إلى قابل، فإنّ أيام الحج قد مضت، فجعلوا عليهم السلام آخر منتهى الحج، آخر ذي الحجّة.
فإن قال قائل: ما أنكرتم أن يكون آخر أشهر الحج، اليوم العاشر من ذي الحجة، بدلالة إجماع الأمّة، على أنّه ليس لأحد أن يهل بالحج، ولا يقف بعرفة، بعد طلوع الفجر من يوم النحر، وذلك أنّه لو كان باقي ذي الحجة من أشهر الحج، لجاز فيه ما ذكرناه.
قيل له قد تقدّم القول في بطلان هذا المذهب ، بما ذكرناه من كلام العرب، وحقيقة اللسان، وقد قال الله تعالى (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) (7) وقال تعالى (قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) (8) فلو كان الأمر على ما يذهب إليه مخالفنا في المسألة، لكان القرآن واردا على غير مفهوم اللغة، وذلك ضدّ الخبر الذي تلوناه من الكتاب، على أنّ هذا الذي عارض به الخصم، بيّن الاضمحلال، وذلك أنّ أشهر الحج، انّما هي على ترتيب عمله ، فبعضها وقت للإهلال، وبعضها وقت للطواف والسعي ، وبعضها وقت للوقوف، وقد اتفقنا جميعا بغير خلاف، أنّ طواف الزيارة من الحج، وهو بعد الفجر من يوم النحر، وكذلك السعي، وطواف النساء عندنا، على ما مضى بيانه، والمبيت ليالي التشريق بمنى، ورمي الجمار بعد يوم النحر، فثبت بذلك، أنّ القول في ذلك على ما اخترناه.
____________________
(1) النهاية: كتاب الحج، باب أنواع الحج.
(2) الجمل والعقود: كتاب الحج، فصل في كيفية الإحرام وشرائطه.
(3) الخلاف: كتاب الحج، مسألة 23.
(4) المبسوط: كتاب الحج، فصل في ذكر أنواع الحج وشرائطها.
(5) البقرة: 197.
(6) الوسائل: كتاب الحج، الباب 11 من أبواب أقسام الحج.
(7) إبراهيم: 4.
(8) الزمر: 29.
|
|
لشعر لامع وكثيف وصحي.. وصفة تكشف "سرا آسيويا" قديما
|
|
|
|
|
كيفية الحفاظ على فرامل السيارة لضمان الأمان المثالي
|
|
|
|
|
شعبة مدارس الكفيل: مخيَّم بنات العقيدة يعزِّز القيم الدينية وينمِّي مهارات اتخاذ القرار لدى المتطوِّعات
|
|
|