البيئة الملائمة لزراعة الذرة البيضاء

تعتبر الذرة البيضاء من محاصيل المنطقة الاستوائية وبفضل التحسين عن طريق التربية اصبح بالإمكان زراعتها في المنطقة المعتدلة على شرط توفر موسم نمو دافئ طويل . تزرع الذرة البيضاء في المنطقة المعتدلة كمحصول صيفي فقط ، اما في المنطقة الاستوائية فهي تزرع على مدار السنة .

ان اقل درجة حرارة يمكن ان تتحملها نباتات الذرة البيضاء تتراوح من 7 - 10 م اثناء فترة الانبات و م خلال فترة النمو . اما أفضل درجات الحرارة التي تلائمها خلال فترة النمو فتتراوح من 27 - 30م ( 1958 ,.Quinby et al ).

تتحمل الذرة البيضاء درجات الحرارة العالية اكثر من اي محصول حبوبي آخر ولكن الحاصل ينخفض كثيراً عندما ترتفع درجات الحرارة على 26 م خلال فترة التزهير .

تصنف نباتات الذرة من ضمن نباتات النهار القصير ولكن الاصناف تختلف في مدى استجابتها للفترة الضوئية . ولقد فشلت اصناف عديدة تم نقل زراعتها من المنطقة الاستوائية الى المنطقة المعتدلة في تكوين الازهار لكون النهار كان طويلاً في المنطقة .

تلائم زراعة الذرة البيضاء المناطق شبه الجافة والتي يتراوح فيها الحد الادنى لسقوط الامطار من 350 - 400 ملم . وتزداد اهميتها في المناطق التي لا تلائم انتاج الذرة الصفراء بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف. بالإضافة الى ذلك فان الذرة البيضاء تعطي انتاج عالي تحت الظروف الاروائية .

تعود مقاومة الذرة البيضاء للجفاف الى مجموعها الجذري الكبير والذي يتخلل اجزاء التربة بصورة تامة كما ان الساق والاوراق هي الاخرى متحورة لتقليل الماء المفقود من النبات عن طريق النتح . ولجذور الذرة البيضاء القابلية العالية على امتصاص الماء من التربة كما ان للساق والاوراق القابلية على تنظيم فقدان الماء عن طريق النتح .

تقاوم نباتات الذرة البيضاء المياه الراكدة لفترة من الزمن ولقد وجد ان الذرة المنزرعة في السودان تبقى نامية بصورة جيدة رغم غمر الحقول بالماء لفترة طويلة ( اثناء الري ) ومع هذا فان الانتاج كان مرضياً (1962 Tarr ).

تنجح زراعة الذرة البيضاء في مختلف الترب كالطينية الثقيلة والمزيجة او الترب الفقيرة او الكلسية او الحاوية على نسبة عالية من المواد العضوية على شرط ان تحضر تحضيراً جيداً وبها كميات مناسبة من العناصر الضرورية للنمو .

كما تتحمل الذرة البيضاء املاح التربة بدرجة جيدة ولقد وجد في السودان ان نمو الذرة البيضاء في الترب التي تتراوح فيها قيمة الحموضة من 8 - 9 كان جيداً (Tars, 1962) .