 
					
					
						رؤية اللَّه 					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						محمد جواد مغنية
						 المؤلف:  
						محمد جواد مغنية					
					
						 المصدر:  
						تفسير الكاشف
						 المصدر:  
						تفسير الكاشف					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج1/ص107ـ108
						 الجزء والصفحة:  
						ج1/ص107ـ108					
					
					
						 24-09-2014
						24-09-2014
					
					
						 8156
						8156					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				 حيث جاء في الآية الكريمة : {حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55] نشير إلى النزاع القائم بين أهل المذاهب الاسلامية وفرقها من ان العقل : هل يجيز رؤية اللَّه بالبصر أو يمنعها ؟ .
 
قال الأشاعرة - السنة - : ان رؤية اللَّه بالبصر جائزة عقلا ، لأنه موجود ، وكل موجود يمكن رؤيته .
 
وقال الإمامية والمعتزلة : لا تجوز الرؤية البصرية على اللَّه بحال ، لا دينا ولا دنيا ، لأنه ليس بجسم ، ولا حالا في جسم ، ولا في جهة .
 
وبعد أن منعوا الرؤية عقلا حملوا الآيات الدالة بظاهرها على جواز الرؤية ، حملوها على الرؤية بالعقل والبصيرة ، لا بالعين والبصر ، وبحقائق الإيمان ، لا بجوارح الأبدان على حد تعبير الفيلسوف الشهير الكبير محمد بن إبراهيم الشيرازي المعروف بالملا صدرا ، وبصدر المتألهين .
 
ومما استدل به الملا صدرا على امتناع الرؤية قوله : « ان الاحساس بالشيء حالة وضعية للجوهر الحاس ، بالقياس إلى المحسوس الوضعي ، ففرض ما لا وضع له انه محسوس ، كفرض ما لا جهة له انه في جهة » .
 
يريد بقوله هذا - على ما أرى - ان العين لا ترى الشيء إلا بشرطين :
 
الأول أن تكون أهلا للنظر ، الثاني أن يكون الشيء أهلا لأن ينظر بالعين . .
 
وهذا شيء بديهي ، فإذا فقدت العين أهلية النظر ، أو لم يكن الشيء مؤهلا للنظر بالعين انتفت الرؤية قهرا . . والعين أصغر وأحقر من ان ترى الذات القديسة الأحدية ، كما انه جل وعلا أعظم من أن يرى بالعين .
 
وانتقل ذهني ، وأنا أقرأ عبارة هذا العظيم ، إلى الفيلسوف الانكليزي جون لوك القائل بالواقعية النقدية ، وملخصها ان للشيء صفات أولية ثابتة له واقعا ، ولا تنفصل عنه إطلاقا ، سواء أوجد من يدركها ، أم لم يوجد ، كالعناصر المقومة المكونة للشيء . . وأيضا له صفات ثانوية نسبية لا توجد مستقلة عن ذات تحسها وتدركها ، كاللون والصوت والطعم ، فاللون ليس صفة للشيء كما يتراءى وانما هو موجات ضوئية خاصة بين الشيء والعين عند العلماء ، وأيضا الصوت موجات هوائية ، والطعم لا وجود له لو لا الفم ، ومن هنا يختلف باختلاف الذائق صحة ومرضا . . واختصارا انه لا لون بلا عين ، ولا صوت بلا أذن ، ولا طعم بلا فم . وليس من شك ان نور اللَّه سبحانه يطغى على الموجات الضوئية وغيرها ، وإذا انتفت هذه الموجات انتفت الرؤية .
 				
				
					
					 الاكثر قراءة في  شبهات وردود
					 الاكثر قراءة في  شبهات وردود					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة