إن الأطفال الذين يلاقون عدم الإحترام والتحقير من الوالدين ومن حولهم في العائلة تكون لهم نفسية غير هادئة مضطربة، ويشعرون دائما بفقدان الأمن والألم والضيق، فهم لا يستطيعون إجبار الكبار على تغيير أسلوبهم وبالتالي تغيير الأوضاع الداخلية للعائلة لصالحهم، كما لا يستطيعون اعتزال محيط العائلة، وتشكيل حياة مستقلة وفق رغباتهم. وتدفع بهم الضغوط الباطنية والقلق النفسي إلى أن يبحثوا عن حل لمشاكلهم التي تتزايد يوماً بعد آخر.

إن الطفل ليشعر بالعجز والمسكنة في محيط غير سليم ومؤلم. ولذا يبحث عن مرشدٍ، ووسائل تمكنه من إيجاد نوع من التفاهم والهدوء مع الآخرين. لكي ينقذ نفسه من شرهم.

وعليه فإنه وبدون أن يدري أو يشعر، يستخدم طرقاً ويبتكر حيلاً وبشكل عام يرسم لحياته أسلوباً خاصاً يحاول من خلاله ما أمكن إزالة أي تعارض أو نزاع مع من يعيشون حوله، ويسعى أن تطابق تصرفاته ما تقتضيه الحال، وينسجم بشكل من الأشكال مع الآخرين الذين يؤذونه، ويدفع شرهم.