يرغب الطفل في الإحتفاظ بعزة نفسه وكرامته الشخصية حاله حال الإنسان البالغ ، فهو يتألم ويغتاظ بشدة إذا ما جرح أحد كرامته فإذا أراد الأبوان أو المربون إصدار أوامرهم إلى الأطفال أو إثبات مقدرتهم في محيط لأسرة ، عليهم أن يراعوا كرامة الأطفال ويتصرفوا بشكل لا يجرح عزة النفس لديهم أو يحطم شخصيتهم ، لأن التحدث إليهم بلهجة آمرة والتعامل معهم بقسوة لا يدفعهم فقط إلى التمرد على الأوامر بل يجعلهم في موقف المعارض والمعادي للإنتقام من أبويهم.

«يقول «ويل ديورانت»: إن إصدار الأوامر للطفل يثير فيه روح المقاومة والعدوان ، وهذه القاعدة تكاد تكون ثابتة كقوانين نيوتن في الحركة ، فنحن حينما نصدر أمراً ما نكون قد أثرنا الأسلحة الدفاعية للطرف المقابل . فإن رجوت بطلبك استجاب وإن أمرت رفض، فكن حسن التعامل مع الطفل لتكسب حبه ومودته، عندها يكون لطلبك وقع أكبر».

«بعض الآباء والأمهات الذين يفشلون في الحب أو يعانون من شح في المال يحاولون الإنتقام من أبنائهم فيوجهون لهم الإهانات واللوم والعتاب. فالإنسان العاجز يجد في التسلط على أبنائه اخر ملجأ له)(1). 

_________________________

(1) مباهج الفلسفة ص 195.