الفصل الثاني

أدوات التحليل المالي

Financial Analysis Tools 

مقدمة :

يمكن تعريف أدوات التحليل المالي بأنها مجموعة الوسائل والطرق الفنية والأساليب المختلفة التي يستخدمها المحلل المائي للوصول الى تقييم الجوانب المختلفة لنشاط المنشأة ونقاط الضعف والقوة في عملياتها المالية والتشغيلية والتي تمكنه من إجراء المقارنات والاستنتاجات الضرورية للتقييم .

ويمكننا التمييز بين عدة أنواع من أدوات التحليل المالي وهي :

1 ـ تحليل التغير والاتجاه : Analysis of change and trend

ويتم تنفيذه من خلال :

أ- التحليل الرأسي (التوزيع النسبي ) Vertical analysis

ب ـ التحليل الأفقي Horizental analysis

2- تحليل النسب المحاسبية Analysis of Accounting ratios

3- تحليل نقطة التعادل Analysis of Break Even point

أولاً :  تحليل التغير والإتجاه : Analysis of change and trend

يعتمد المحلل المالي على القوائم المالية في اجراء التحليلات اللازمة للخروج بمعلومات تفيد الاطراف المختلفة المستفيدة من هذه المعلومات . إن مدى سلامة وصحة هذه المعلومات تتوقف على مدى دقة وصحة البيانات الظاهرة في القوائم المالية وكذلك على دقة تصنيف الحسابات الواردة بتلك القوائم .

ويعتبر تحليل التغير والاتجاه الخطوة التحليلية الأولى التي يقوم بها المحلل المالي للقوائم المالية وينفذ هذا التحليل من خلال الشكلين التاليين :

1 ـ التحليل الرأسي : Vertical analysis 

يعني التحليل الرأسي دراسة عناصر ميزانية واحدة وذلك من خلال إظهار الوزن النسبي لكل عنصر من العناصر في الميزانية الى مجموع الميزانية أو الى مجموع المجموعة التي ينتمي إليها وبكلمة أخرى تحويل الأرقام المطلقة الواردة في الميزانية الى نسب مئوية وهذا يعني أن مجموع الميزانية سيتحول الى رقم مئوي مساو لـ 100٪ في كلا الطرفين ، أما إذا نسبت العناصر الى المجموعة التي تنتمي إليها عندئذ يصبح مجموع كل مجموعة مساو للرقم 100٪ . وعملية نسب العنصر في الميزانية الى مجموع الميزانية أو الى مجموع المجموعة التي ينتمي اليها يعود الى غاية التحليل فيما إذا كانت موجهه لمعرفة الوزن النسبي لكل عنصر الى المجموعة التي ينتمي إليها أم الأثنين معاً .

ويمكننا استخدام هذا التحليل أيضاً لتحليل قائمة الدخل حيث تنسب كل عناصر قائمة الدخل الى المبيعات أو صافي المبيعات في نفس القائمة كأن تنسب تكلفة المبيعات الى قيمة المبيعات . ويتميز التحليل الرأسي بضعف الدلالة لأنه يعتبر تحليلاً ساكناً (Constant) ولا يصبح هذا التحليل مفيداً إلا إذا تمت مقارنته مع نسب أخرى ذات نفس الدلالة . لذلك نجد أن استخدام هذا التحليل بمفرده لا يوفر مؤشراً جيداً على مدى قوة أو ضعف الحالة تحت الدراسة. 

مثال :

يعرض الشكل رقم ( 1-2) قائمة الدخل والميزانية العامة لشركة المنار (شركة افتراضية لأحدى السنوات . ويشير الشكل الى كيفية إحتساب النسب المالية بموجب التحليل الرأسي (العمودي) :  

ويوضح المثال المتقدم في جانبه الأيمن قائمة الدخل لشركة افتراضية (المنار) لاحدى السنوات ، كما يوضح الميزانية العامة للشركة المذكورة في الجانب الآخر . ومن خلال الارقام التي يؤشرها المثال نلاحظ في قائمة الدخل أن صافي المبيعات يمثل نسبة  100٪ باعتباره يمثل حاصل جمع المصاريف المتعلقة بكلفة البضاعة المباعة والمصاريف التشغيلية والارباح ولذلك فهو يمثل (بافتراض أن الشركة رابحة) أعلى رقم في قائمة الدخل يمكن أن تنسب اليه بقية الأرقام ، وهكذا تقاس نسبه كل فقرة من فقرات قائمة الدخل الى صافي المبيعات لكي يمكن مقارنة هذه النسبة مع ما شكلته من نسبة للسنوات السابقة ، ومنه يستنتج ما إذا كانت فقرة حساب الدخل قد ارتفعت كنسبه من المبيعات أم انخفضت ، لتؤشر أسباب هذا الارتفاع أو الانخفاض ، وكذلك الحال مع الميزانية العامة حيث يمثل مجموع الموجودات نسبة 100٪ وكذلك مجموع المطلوبات، وإحتساب ما تشكله كل فقرة في الميزانية كنسبة إلى المجموع العام أو مجموع المجموعة (التبويب) الذي تنتمي إليه لكي يمكن مقارنتها مع السنوات السابقة لأغراض التقييم.