أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-24
1163
التاريخ: 2023-09-14
1149
التاريخ: 2024-05-22
812
التاريخ: 2024-09-13
247
|
العواقب الوخيمة لإبعاد العترة عليهم السلام
بعد تبيين خصائص وشروط تفسير القرآن الكريم وبيان الدور الأساسي للقرآن نفسه وكذلك العقل وسنة المعصومين(عليهم السلام) في تفسير القرآن ، يتضح بشكل أكبر مدى الأضرار والخسائر الناتجة من إبعاد المعصومين(عليهم السلام).
فالعترة الطاهرة هم الأفراد الكمّل وخلفاء الله التامون ومن لهم الإحاطة الكاملة بالأضلاع الثلاثة لمثلث الدين وهي القرآن والسنة والعقل البرهاني.
ولو كانت المرجعية والقيادة العلمية والعملية للأمة الإسلامية بيد أولئك الأنوار ولم يغصب منهم مثل هذا المقام ، لكانوا يقدمون إلى المجتمع البشري كل تلك المصادر الثلاثة الغنية والقوية وفق منهج كامل وتام ، وذلك لأن أولئك الذوات القدسية من جهة هم في تفسير القرآن بالقرآن كرسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) يرون أن آيات القرآن المجيد يصدق بعضها بعضاً ، وناطقة وشاهدة على بعضها ، ولذلك كانوا يستدلون استدلالاً تاماً بالأقوال المفسرة والشهادة المبينة والتأييد والتعيين المصدق للآيات بعضها في مقابل البعض الآخر ، ومن جهة أخرى فإن شئتهم التي هي لديهم أعلى درجة وأشد وضوحاً من الآخرين: "أهل البيت أدرى بما فيه" تكون محلاً للاستشهاد والاستعانة بها في التفسير ، ومن جهة ثالثة فإن أولئك الأنوار هم ورثة الأنبياء(عليهم السلام) حقاً وصدقاً ، ولهم في إثارة دفائن العقول حظ وافر ، ولذلك فهم أساس إثارة وتفتح العقل البرهاني ، كما أشار أمير المؤمنين(عليهم السلام) بشكل اجمالي إلى هذا المعنى بقوله: "فبادروا العلم من قبل تصويح نبته ، ومن قبل أن تشغلوا بأنفسكم عن مستثار العلم من عند أهله"(1) أي بادروا للتعلم قبل أن تذبل نبتة العلم ، وقبل أن تبتلوا بما يبعدكم عن معادن العلم ومحال إثارة الفكر وتفتحه. وخلاصة القول أن الخسارة التي أصابت عالم البشرية ولاسيما الأمة الإسلامية بسبب إبعاد الأفراد الكمل المعصومين هي غير قابلة للحصر ، لأن أولئك الأنوار كانوا جامعين لمصادر الدين الثلاثة ، وأما الآخرون فلم يكونوا جامعين في مجال معرفة المصادر ، ولو فرض أنهم استطاعوا أن يجمعوا العلم بها فإن جمعهم غير سالم بل هو حتما جمع تكسير أو محتمل الكسر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. نهج البلاغة ، الخطبة 105 ، المقطع 12.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|