المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5718 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{مثنى‏ وثلاث ورباع}
2024-04-29
معنى حوب
2024-04-29
صلة الأرحام
2024-04-29
عادات الدجاج الرومي
2024-04-29
مباني الديك الرومي وتجهيزاتها
2024-04-29
تعريف بعدد من الكتب / المسائل الصاغانيّة.
2024-04-29

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الدعاء وسيلة الوصال.  
  
1548   03:00 مساءً   التاريخ: 27/10/2022
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : دروس في التربية الأخلاقية
الجزء والصفحة : ص 321 ـ 332.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2019 1613
التاريخ: 2023-03-23 848
التاريخ: 9-4-2019 1400
التاريخ: 28-3-2021 2448

أهداف الدرس:

على الطالب مع نهاية هذا الدرس أن:

1- يبيّن أنّ الدعاء من أهمّ مصاديق العبادة التي تقرّب الإنسان من الله تعالى.

2- يتعرّف إلى آداب الدعاء.

3- يذكر أهم الموانع التي تحول دون استجابة الدعاء.

قيمة الدعاء:

الدعاء هو إقبال العبد على الله، والإقبال على الله هو روح العبادة، والعبادة هي الغاية من خلق الإنسان. هذه النقاط الثلاث تجسّد لنا قيمة الدعاء وتوضح لنا حقيقته. فالقرآن الكريم صرّح بشكلٍ واضح أنّ العبادة هي الغاية من خلق الإنسان حيث قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وقيمة العبادة أنّها تشدّ الإنسان إلى الله وتربطه به تعالى.

ولذلك فإنّ قصد التقرّب إلى الله في العبادة أمرٌ جوهري في تحقيقها، ومن دونه لا تكون العبادة عبادة. فالعبادة في حقيقتها حركةٌ إلى الله، وإقبالٌ على الله، وقصدٌ لوجه الله، وابتغاءٌ لمرضاته. والدعاء هو في الحقيقة إقبالٌ على الله، ومن أبرز مصاديق الانشداد والارتباط به (عزّ وجلّ)، ولا يوجد في العبادات عبادة تقرّب الإنسان إلى الله أكثر من الدعاء.

عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "عليكم بالدعاء، فإنكم لا تتقربون بمثله" (1).

وكلما كانت حاجة الإنسان إلى الله أعظم وفقره إليه تعالى أشدّ واضطراره إليه أكثر يكون إقباله في الدعاء على الله أكثر. والنسبة بين إحساس الإنسان بفقره إلى الله واضطراره إليه تعالى، وبين إقبال الإنسان عليه سبحانه في الدعاء نسبة طردية. فإنّ الحاجة والاضطرار يلجئان الإنسان إلى الله، وبقدر ما يشعر بهذه الحاجة يكون إقباله على الله، كما أنّ العكس كذلك أيضاً يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7] إنّ الإنسان ليطغى ويعرض عن الله بقدر ما يتراءى له أنه قد استغنى، ويقبل على الله بقدر ما يعي من فقره وحاجته إلى الله. وتعبير القرآن دقيق ﴿أَن رَآهُ اسْتَغْنَى﴾، فلا غنى للإنسان عن الله، بل الإنسان فقرٌ كلّه إلى الله {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15]، ولكن يتراءى له أنّه قد استغنى، وغرور الإنسان هو الذي يخيّل إليه ذلك. فإذا تراءى له أنّه قد استغنى عن الله، أعرض ونأى بجانبه وطغى. فإذا مسّه الضر وأحسّ بالاضطرار إلى الله عاد وأقبل إليه. الدعاء في الحقيقة هو إقبالٌ على الله. ومن يدع الله تعالى ويتضرّع إليه فلا بدّ أن يقبل عليه تعالى، وهذا الإقبال هو حقيقة الدعاء وجوهر قيمته. فالدعاء إذاً جوهر العبادة وروحها، فإنّ الغاية من خلق الإنسان العبادة، والغاية من العبادة الانشداد إلى الله. والدعاء يحقق هذا الانشداد والارتباط من أوسع الأبواب وبأقوى الوسائل. فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "الدعاء مخ العبادة، ولا يهلك مع الدعاء أحد"(2). ولأنّ حقيقة الدعاء هي الإقبال على الله كان الدعاء أحب الأشياء عند الله وأكرمها عنده. عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ما من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء" (3).

وسئل الإمام الباقر (عليه السلام) أي العبادة أفضل؟ فقال: "ما من شي‏ء أفضل عند الله عزّ وجلّ من أن يُسْأَلَ ويُطلب مما عنده وما أحد أبغض إلى الله عزّ وجلّ ممّن يستكبر عن عبادته ولا يَسألُ ما عنده" (4).

آداب الدعاء وشروطه:

لكل عبادة آدابٌ وشروطٌ لا بدّ من مراعاتها لتحقيق الثمرة المرجوّة منها وكذلك الدعاء. فما لم يتأدب الإنسان بآداب الدعاء فلا ينتظر إجابة دعائه ولا السكينة الروحية والراحة النفسية التي ينالها الداعي عادةً. فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "احفظ أدب الدعاء وانظر من تدعو، كيف تدعو، ولماذا تدعو، وحقّق عظمة الله وكبرياءه، وعاين بقلبك علمه بما في ضميرك واطّلاعه على سرك وما تكون فيه من الحق والباطل، واعرف طرق نجاتك وهلاكك كيلا تدعو الله تعالى بشيء فيه هلاكك وأنت تظن أنّ فيه نجاتك، قال الله تعالى: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11]، وتفكّر ماذا تسأل ولماذا تسأل... فإنْ لم تأتِ بشرط الدعاء فلا تنتظر الإجابة، فإنّه يعلم السرّ وأخفى، فلعلك تدعوه بشيءٍ قد علم من سرك خلاف ذلك" (5).

أما آداب الدعاء وشروطه فهي:

1 ـ البدء بالبسملة وبالصلاة على محمد وآله والختم بها:

وهي من الآداب الضرورية، فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "لا يردّ دعاء أوّله بسم الله الرحمن الرحيم"(6).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلّي على محمد وآل محمد" (7).

وعنه (عليه السلام) أيضاً قال: "من كانت له إلى الله حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله، ثمّ يسأل حاجته، ثمّ يختم بالصلاة على محمد وآل محمد، فإنّ الله أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط" (8).

2 ـ معرفة الله:

من أهمّ شروط استجابة الدعاء معرفة الله تعالى، والإيمان بسلطانه وقدرته المطلقة على تحقيق ما يطلبه منه. فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "لو عرفتم الله حقّ معرفته، لزالت الجبال بدعائكم" (9).

وروي أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) قرأ ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾، فسئل: ما لنا ندعو ولا يستجاب لنا؟ فقال (عليه السلام): "لأنّكم تدعون من لا تعرفون، وتسألون ما لا تفهمون" (10).

3 ـ حسن الظنّ بالله:

وهو من شعب الإيمان بالله تعالى، فالله تعالى يعطي عباده بقدر حسن ظنّهم به ويقينهم بسعة رحمته وكرمه. ففي الحديث القدسي: "أنا عند ظنّ عبدي المؤمن بي، إن خيراً فخيراً، وإن شراً فشراً" (11).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "لا يزال العبد بخير ورجاء ورحمة من الله عزّ وجلّ، ما لم يستجعل فيقنط، ويترك الدعاء، وقيل له: كيف يستعجل؟ قال: يقول: قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الإجابة" (12).

4 ـ إقبال القلب على الله:

وهو من أهمّ شروط الاستجابة، فإنّ حقيقة الدعاء في إقبال القلب على الله، فإذا اشتغل قلب الإنسان بغير الله تعالى من شواغل الدنيا لم يحقّق الإنسان حقيقة الدعاء. فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال (عليه السلام): "إن الله عزّ وجلّ لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثّم استيقن الإجابة" (13).

5 ـ الإخلاص:

على الداعي أن يخلص لله تعالى ولا يشرك في دعائه شيئاً، لأنّ الله تعالى لا يقبل إلَّا ما كان له خالصاً، فعن الإمام السجاد (عليه السلام): "من لم يرج الناس في شيء وردّ أمره إلى الله عزّ وجلّ في جميع أموره استجاب الله عزّ وجلّ له في كلّ شيء" (14).

6 ـ المداومة على الدعاء في الشدّة والرخاء:

فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة، ليس إذا أعطي فتر، فلا تملّ الدعاء فإنّه من الله عزّ وجلّ بمكان" (15).

وعنه (عليه السلام) أيضاً قال: "من سَرَّه أن يُستجاب له في الشدّة فليُكثر الدعاء في الرخاء" (16).

7 ـ اقتران الدعاء بالعمل:

فمن شروط الدعاء الأساسية اقتران الدعاء بالعمل، فلا ينفع دعاء من غير عمل، كما وأنّه لا يغني العمل عن الدعاء أيضاً. من وصايا النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر: "يا أبا ذر، مثل الذي يدعو بغير عملٍ كمثل الذي يرمي بغير وتر" (17).

وروي أنّ رجلاً قال للإمام الصادق (عليه السلام): "لأقعدنّ في بيتي ولأصلينّ ولأصومنّ ولأعبدنّ ربي، فأمَّا رزقي فسيأتينِي. فقال (عليه السلام): هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم" (18).

8 ـ اجتناب الذنوب:

فإنّ جوهر العبادة كما علمنا هو الإقبال على الله، فكيف يتأتّى لإنسان يمارس معصية الله تعالى ويعرض عن أمره وحكمه أن يقبل عليه؟! فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "إنّ العبد يسأل الله تعالى الحاجة، فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجلٍ قريب، أو إلى وقتٍ بطيء، فيذنب العبد ذنباً، فيقول الله تعالى للملك، لا تقض حاجته، واحرمه إياها، فإنّه تعرّض لسخطي، واستوجب الحرمان منّي (19).

9 ـ بثّ الحاجة بين يدي الله:

فالله عزّ وجلّ وإن كان يعلم حوائجنا، ولكنّه يحبّ أن نبثّها إليه كما في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "إن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه، ولكن يحبّ أن يبثّ إليه الحوائج، فإذا دعوت فسمّ حاجاتك، وما من شيءٍ أحبّ إلى الله من أن يُسأل" (20).

10 ـ الإلحاح في الدعاء:

الإلحاح في الدعاء يكشف عن عمق ثقة العبد ورجائه في الله تعالى وعمق تعلّقه به. فكلما كانت ثقة الإنسان بالله أكثر كان إلحاحه في الدعاء أكثر والعكس صحيح. فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "إن الله يحبّ الملحّين في الدعاء"(21).

وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "إنّ الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعضٍ في المسألة، وأحبّ ذلك لنفسه" (22).

11 ـ الدعاء للآخرين:

فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "من دعا لمؤمنٍ بظهر الغيب قال الملك: فَلَكَ مثل ذلك" (23).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدرّ الرزق، ويدفع المكروه" (24).

12 ـ التوجّه إلى معاني الدعاء:

فلا يدعو وهو غافلٌ عمّا يتلفّظ به ويطلبه، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "إنّ الله لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثمّ استيقن بالإجابة" (25).

13 ـ الدعاء بالمأثور:

أي بالأدعية التي وصلتنا من أهل بيت النبوّة صلوات الله عليهم، ففي كلامهم أفضل تعبير عن العبودية والتضرّع والخضوع لربّ العالمين.

موانع استجابة الدعاء:

وينبغي للمؤمن أن يحترز عن القيام بما من شأنه حجب دعائه وعدم استجابته مخافة أن يصل إلى الحدّ الذي لا يوفّق بعده للدعاء أصلاً فيكون شقيّاً، كما نقرأ في دعاء كميل: "فأسألك بعزّتك ألا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي". و"اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء".

وقد أكّد أهل العصمة عليهم السلام على عدّة موانع تقف حائلاً دون إجابة الدعاء وهي:

1 ـ الشرك:

فعندما يتوجّه الإنسان بالطلب إلى الله تعالى ولكنه في نفس الوقت يرى مؤثريّةً لغيره (عزّ وجلّ) في تدبير أموره وتسيير شؤونه، فإنّ ذلك يعدّ من مراتب الشرك الخفيّ، والتي يمكن أن تكون سبباً لعدم استجابة الدعاء.

فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (عليه السلام): ما اعتصم بي عبدٌ من عبادي دون أحدٍ من خلقي عرفت ذلك من نيّته ثمّ تكيده السماوات والأرض ومن فيهنّ إلَّا جعلت له المخرج من بينهنّ، وما اعتصم عبد من عبادي بأحدٍ من خلقي عرفت ذلك من نيته إلَّا قطعت أسباب السماوات والأَرض من يديه، وأسخت الأرض من تحته، ولم أبالِ بأيّ وادٍ هلك"(26). والسبب في ذلك أنّه عندما يسأل الإنسان ربّه أمراً ما وقلبه متعلقٌ بالأسباب ومعتمدٌ عليها فهذا ينافي الإخلاص له تعالى وهو القائل: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [غافر: 14]، {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106].

2 ـ الذنوب والمعاصي:

حيث تشكّل حاجباً ومانعاً بين العبد ومولاه، لذا على الإنسان ألّا يتأخّر عن التوبة والاستغفار فيما لو وقع في هفوةٍ لا سمح الله، لأنّ الذنوب تحول دون قضاء الحوائج واستجابة الدعاء، فعن الإمام الباقر (عليه السلام): "إنّ العبد يسأل الحاجة من حوائج الدنيا فيكون من شأن الله قضاءها إلى أجلٍ قريب أو إلى وقتٍ بطيء، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للملك لا تنجز حاجته واحرمه إيّاها، فإنّه تعرّض لسخطي، واستوجب الحرمان مني" (27).

3 ـ سؤال ما فيه الضرر:

قد يظن الإنسان في أمرٍ ما خيراً له، فيسأل الله ويلحّ في طلبه ولكن الله اللطيف الحكيم لعلمه بعاقبة الأمور وخفاياها وبواطنها يمنع هذا الأمر عن عبده رفقاً به ورحمة، أو يؤخّره عنه لأنّ صلاحه لا يكون في العاجل وإنّما في وقت لاحق، أو قد يبدله بما هو أفضل منه. فيظنّ الجاهل حينها أنّ الله تعالى أخلف وعده في استجابة الدعاء، ولكنّ الواقع أنّ الله تعالى إنّما امتنع عن إيصال الضرر إليه والذي طلبه نتيجة جهله. يقول الله (عزّ وجلّ): {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11].

4 ـ عدم الصدق في الطلب:

فقد يطلب الإنسان من الله تعالى ويسأله وهو غير صادقٍ في طلبه، والاستجابة إنّما تطابق الدعوة، فما يسأله السائل ويعقد عليه ضميره ونيّته هو ما سيناله وليس ما يسأله بلسانه ويظهره بلفظه دون أن يقصده حقاً. فحقيقة الدعاء هو ما يحمله القلب دون ما يأتي به اللسان الذي يدور كيفما أدير صدقاً أو كذباً. ولهذا يقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" (28).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "إنّ الله لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك، ثمّ استيقن بالإجابة" (29).

 

المفاهيم الرئيسة:

1 ـ قصد التقرّب إلى الله في العبادة أمرٌ جوهريّ في تحقيقها، ومن دونه لا تكون العبادة عبادة، فالعبادة في حقيقتها حركةٌ إلى الله، وإقبالٌ على الله، وقصدٌ لوجه الله، وابتغاءٌ لمرضاته.

2 ـ قيمة كلِّ عبادة بمقدار ما تشدُّ الإنسان وتربطه بالله عزّ وجلّ، والدُّعاء من أهمّ مصاديق هذه العبادة.

3 ـ الدعاء هو إقبال العبد على الله، والإقبال على الله هو روح العبادة، والعبادة هي الغاية من خلق الإنسان.

4 ـ للدعاء شروطٌ وآدابٌ بمراعاتها تتمّ الاستفادة الحقيقيّة من الدعاء، ونصل إلى الهدف المرجوّ منه.

5 ـ إنَّ ما يحول بين الإنسان وبين استجابة دعائه مجموعة من الموانع على الداعي التخلّص منها، أهمها: الشرك بالله، ارتكاب المعاصي، عدم الصدق في الطلب، وسؤال ما فيه ضرر.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج93، ص 293.

(2) المصدر نفسه، ص 300.

(3) المصدر نفسه، ج90، ص 294.

(4) الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 466.

(5) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج90، ص 322.

(6) المصدر نفسه، ج93، ص 313.

(7) المصدر نفسه، ص 312.

(8) المصدر نفسه، ص 316.

(9) الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج17، ص 301.

(10) السيد ابن طاووس، فلاح السائل، ص 107.

(11) الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 72.

(12) المصدر نفسه، ص 490.

(13) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج90، ص 305.

(14) المصدر نفسه، ج75، ص110.

(15) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج7، ص 61.

(16) المصدر نفسه، ج7، ص 41.

(17) المصدر نفسه، ص 84.

(18) المصدر نفسه، ص 125.

(19) الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 271.

(20) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج90، ص 312.

(21) المصدر نفسه، ص 300.

(22) المصدر نفسه، ج75، ص 173.

(23) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج7، ص 109.

(24) الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 507.

(25) المصدر نفسه، ص 473.

(26) المصدر نفسه، ج2، ص 63.

(27)  العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج108، ص 158.

(28) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج7، ص 53.

(29) الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 473.

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.






بالفيديوغراف: ممثل المرجعية الدينية العليا والامين العام للعتبة الحسينية يتفقدان مشروع مطار كربلاء الدولي
بالصور: سنابل تفيض بالخير في مزارع العتبة الحسينية (عمليات حصاد الحنطة)
تضمنت الجولة توجيهات متعلقة براحة المسافرين.. ممثل المرجعية العليا والامين العام للعتبة الحسينية يطلعان ميدانيا على سير العمل في مطار كربلاء الدولي
بالفيديو: مركز لعلاج العقم تابع للعتبة الحسينية يعلن عن أجراء (117) عملية تلقيح اصطناعي خلال الربع الاول من العام الحالي