الجزيرة الحرارية Heat Island

أوجدت المدن الصناعية الكبيرة لنفسها ظروفاً مناخية خاصة بها تختلف عن الظروف المناخية للمناطق الريفية المحيطة بها. ويبرز ذلك الاختلاف بوجه خاص في درجة الحرارة بحيث تظهر تلك المدن على الخرائط المحلية لدرجة الحرارة الصغرى على هيئة جزر متميزة يطلق عليها مجازاً اسم «الجزر الحرارية». إلا أن الفرق في درجة الحرارة بين المدينة والريف المحيط بها يختلف من مدينة لأخرى ويصل أحياناً إلى أكثر من 11 درجة مئوية.

وأهم العوامل التي تؤثر على مقدار ذلك الفرق هي:

أ- حجم المدينة: فكلما كانت المدينة أكبر كان الفرق بينها وبين المناطق الريفية أكبر. إلا أن ذلك يتوقف أيضاً على تخطيط المدينة وفيما إذا كانت مبانيها متقاربة وذات طوابق متعددة تفصل بينها شوارع ضيقة أو أنها ذات مبان متباعدة تفصل بينها شوارع متسعة.

ب- كثافة السكان: فكلما كان عدد سكان المدينة أكبر كان الفرق بينها وبين المناطق المحيطة أكبر وأكثر وضوحاً.

جـ - تركز الصناعة في المدينة: فالفرق كبير بين المدن الصناعية الكبيرة التي ينتشر في أجوائها التلوث والمناطق الريفية المجاورة.

لا يظهر الاختلاف بين المدن الكبيرة والمناطق المجاورة في درجة الحرارة فحسب بل شمل عدداً كبيراً من عناصر المناخ الأخرى. فالأمطار في المدن أكبر، والعواصف البردية أكثر تكراراً، والصقيع أقل حدوثاً.