المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الهدايا التي يأتي بها المسافر، لماذا؟ وكيف؟  
  
3066   11:38 صباحاً   التاريخ: 1-3-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص280ـ283
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل:90].

والسؤال هو على أي أساس يجب أن نقيم دعائم الحياة العائلية ودعائم العلاقات مع الأقرباء والأرحام؟ نقيمها على أساس العدل؟ أم الإحسان؟

والجواب هو أن الالتزام بالعدالة في تعاملنا مع الآخرين هو أمر محبب ومستحسن جداً ولكن على صعيد الحياة العائلية الأسرية فإننا يجب أن نتعامل مع أفراد الأسرة بشكل أجمل وأروع، تعامل ينبعث منه نسيم التراحم والعطف والمحبة، تلك المحبة التي تظهر جلياً وذلك النسيم الذي يجلب النشاط والسعادة والفرح. العدالة هي بمثابة تعامل متكافئ حيث نقدم شيئاً لنأخذ شيئاً آخر. نؤدي عملاً ما لنأخذ في مقابله الأجر المناسب.

أما الإحسان فهو ليس تعاملاً متكافئاً، لأنه يكون دون مقابل. أي خدمة الآخرين دون أن نتوقع منهم أي شكر أو أجر. الإحسان يزيد من التآلف والمحبة والتقارب بين الناس ويعزز ويقوي أواصر المحبة فيما بينهم. ولذلك فإن شجرة المحبة والصداقة يجب أن تزرعها يد الإحسان التي عليها أيضاً أن تروي هذه الشجرة وترعاها وتحافظ عليها لتبقى خضراء يانعة نضرة كثيرة الأوراق متشعبة الغصون وتعطي فاكهة لذيذة حلوة المذاق. إذن فإن أفراد العائلة الواحدة يجب أن يكونوا محسنين تجاه بعضهم البعض ويسعوا بكل ما في استطاعتهم للإحسان إلى بعضهم البعض وإظهار محبتهم الصادقة ومودتهم العميقة تجاه بعضهم البعض قولا وعملاً لتصبح قلوبهم بساتين يانعة خضراء. إن تقديم الهدايا للآخرين هو خير نموذج لصفة الإحسان والكرم شرط أن لا يؤدي ذلك إلى الإحراج والتكلف والتنافس الباطل. فالرسول صلى الله عليه وآله يقول: [تهادوا تحابوا، تهادوا فإنها تذهب بالضغائن](1). لاحظ أيها القارئ الكريم التساؤل الذي ورد في الرسالة التالية:

الرسالة:... السلام عليكم وبعد، سؤالي هو: هل الهدايا التي يأتي بها المسافر إلى أهله وذويه وأقربائه أمر حسن أم لا؟ لماذا يحصل نقاش بيني وبين زوجتي حول موضوع الهدايا التي أقدمها لأهلي ولأهلها؟

إني أعمل في مدينة «شيراز» وأتوجه مرة أو مرتين في العام إلى مدينة «بوشهر» لزيارة والدي ووالدتي وايضاً والد ووالدة زوجتي وسائر الأقارب والأرحام في هذه المدينة. إني أرى بأننا علينا أن نشتري بعض الهدايا لذوينا وأهلنا في كل مرة نأتي فيها الى بوشهر ولكن زوجتي تصر على شراء هدايا غالية الثمن وتقول: إما أن نشتري هدايا غالية الثمن او لا نشتري أية هدايا، لأن شراء هدايا بسيطة أمر لا يليق بنا، وهي تقول لي: بإمكانك أن تشتري ما تريد من هدايا إلى والدك ووالدتك وأهلك ولكني لا أريد أن أشعر بالخجل أمام أهلي وإخوتي وأخواتي...

فهل هذا الكلام صحيح برأيكم؟ هل الهدايا التي يقدمها الشخص إلى الآخرين يجب أن تكون غالية الثمن؟...

وشكراً لكم على إجابتكم

بعد التحية والسلام نود أن نشير فيما يلي إلى الملاحظات التالية:

١- إن توزيع الهدايا من قبل المسافر عمل جيد جداً ويدخل في إطار الإحسان والمعروف الذي أمر به الله. كما أن تقديم الهدايا من قبل المسافر هو بمثابة إظهار للمحبة حيث لسان حال الشخص المسافر يقول: رغم أني كنت مسافراً وبعيداً عنكم ولكني لم أنسكم وقد اشتريت لكم من هناك هذه الهدية لتكون دليلاً على ذلك. الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أكد هذه السنة الحسنة حيث قال ما مضمونه: [عندما تعودون من السفر احملوا معكم إلى أهلكم هدية مهما كانت حتى لو كانت قطعة من الحجر](2).

وقال صلى الله عليه وآله: [لو أُهدي إليّ كراع لقبلته](3).

٢- ولكن الملاحظة المهمة في هذا المجال هي عدم التكلف في شراء الهدايا وتقديمها واستضافة الضيوف وأمور كهذه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وآله عن التكلف. والتكلف يعني أن يحمل الشخص نفسه بما لا يطيق جسمياً ومادياً من أجل شراء الهدايا للآخرين ويلقي بنفسه في المتاعب والمشاق ويجعل نفسه ينوء تحت أعباء القروض لهذا الغرض. فالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله يقول: [من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته ويتحفه بما عنده ولا يتكلف له شيئاً](4).

٣- عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: [لا تخجل من تقديم الهدية وإن كانت بسيطة لأنه أفضل من عدم تقديم شيء](5).

أي أن تقديم هدية بسيطة أفضل من عدم تقديم أية هدية أصلاً وإذا كان تقديم هدية بسيطة أمر يبعث على الخجل والاستحياء فإن زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء بيد خالية أكثر بعثاً على الخجل والاستحياء. إذن أقنع زوجتك بشراء هدية مهما كانت بسيطة في ظاهرها وذلك في حدود إمكانياتك المادية ومع الأخذ بعين الاعتبار النفقات الضرورية الأساسية للأسرة وتقديم تلك الهدية بكل شوق ومحبة إلى من تريدان تقديمها له (لأن مشاعر المحبة والتقدير لمن تريدان تقديم الهدية له أهم بكثير وأكثر قيمة من الهدية نفسها). وإذا ما قمتما بعمل الخير والإحسان هذا فإنكما تكونان قد دخلتما في عداد المحسنين وحظيتما بمحبة الله لأن الله يحب المحسنين واعلما بأن الإحسان مهما كان وبأي شكل كان هو مصدر فخر واعتزاز للشخص المحسن نتمنى أن يستمر عمل الخير والإحسان في حياتكما.

______________________________________

(1) بحار الأنوار ج٧٥ ص ٤٤. ميزان الحكمة ج١٠ ص ٢٢٦ حديث ٢٠٨٧٢.

(2) سفينة البحار ص ٦٢٨.

(3) ميزان الحكمة ج١٠ ص٣٤١.

(4) ميزان الحكمة ج١٠ ص ٣٤٢ باب الهدية حديث ٢٠٩٠٢.

(5) نهج البلاغة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم الشؤون الفكرية: مجلّة الرياحين تهدف إلى بناء جيلٍ واعٍ متسلّح بالعلم والمعرفة...
شعبة السادة الخدم تناقش استعدادات إحياء مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) والخدمات المقدّمة للزائرين
قسم شؤون المعارف يصدر كتاب (العدة الرجعية والطلاق الرجعي)
قسم الشؤون الفكرية ينظّم سلسلة جلساتٍ ثقافية في ذي قار