من المعروف ان محاصيل الفواكه والتمور من المنتجات الزراعية المستهلكة بكميات كثيرة من قبل شعوب العالم فلا تخلو أي وجبة طعام منها ويعود السبب في ذلك لارتفاع قيمتها الغذائية كما اصبحت من العادات والتقاليد الشائعة الاستخدام في معظم دول العالم وخاصة الدول المتقدمة حيث تعوض منتجاتها عن كثير من اصناف الغذاء الاخرى، واصبحت من الضروريات الأساسية في المجتمعات الصناعية لارتفاع مستواها الاقتصادي والمعاشي ونظرا لتطور الإنتاج الزراعي لهذه المنتجات فأصبحت حاجة الأنسان اليها في تزايد مستمر, تعرف الأنسان على اشجار الفواكه في بداية الأمر قبل معرفته للزراعة وانتاج المحاصيل الغذائية فقد كان يسد قوته اليومي من عملية الالتقاط والجمع من اشجار الغابات ، وبما ان قارة آسيا الموطن الأصلي الأول للانسان فهي اول القارات التي عرفت فيها اشجار الفواكه فهي الموطن الأصلي لهذه المحاصيل ، ومن خلال انتقال الأنسان الأول وعدم استقراره في الأماكن فقد نشر زراعتها والتعرف عليها الى المناطق التي يهاجر ويستقر فيها.

يعتبر محصول الطرنج ( Eitron ) من اوائل محاصيل الفواكه التي عرفها الأنسان قبل 200 سنه قبل الميلاد ، فقد ذكره Theophrastus في كتاباته التاريخية ومن بعد عرفت المحاصيل الأخرى كالليمون والبرتقال , يشير البعض الى ان الموطن الأصلي لزراعة الفواكه والنخيل في الاقطار العربية وخاصة في وادي الرافدين حيث عرف الأنسان زراعة النخيل في القسم الجنوبي من العراق.

  كما وردت اسماء كثيرة من الفواكه والنخيل في كتاب معجم النباتات الآشورية التي تمت زراعتها في العراق مثل الفستق والعنب والسفرجل والتفاح والتين والمشمش والرمان والسدر والنخيل وغيرها من المنتجات الزراعية.

  وتتميز محاصيل الفواكه والنخيل بميزات كثيرة تختلف عن المنتجات الزراعية الأخرى ومنها :-

1- انها من النباتات المعمرة التي تعطي إنتاجا مستمرا دون الحاجة الى عمليات زراعية اخرى متجددة مقارنه بزراعة محاصيل الحبوب والمحاصيل الدرنية والسكرية والصناعية والخضروات وغيرها من المنتجات الزراعية .

2- ارتفاع قيمتها الغذائية وخاصة منتجات التمور التي تعتبر الغذاء الرئيسي لمعظم سكان العالم ولاسيما سكان المناطق الريفية والبوادي والصحاري .

3- من اكثر المنتجات الزراعية انتشارا وممارسة لارتفاع انتاجية الوحدة المساحية من الأرض الزراعية ، فلو قارننا بين انتاج دونم من القمح ومثله من الفواكه والنخيل لرأينا تفوق انتاجية الفواكه والنخيل بأضعاف انتاجية القمح ،ولهذا نلاحظ انتشار زراعة الفواكه بالقرب من المناطق المزدحمة بالسكان واطراف المدن لقلة المساحة المستثمرة وبإنتاجية عالية واسعار مرتفعة وبزراعة نمط كثيف،  وقد مارست زراعتها في دول كثيرة من العالم والتي بلغ عددها (182 ) دولة عام 2001 وبلغ انتاجها السنوي 425,565,543 طن وقد تصدرت الصين والهند والبرازيل والولايات المتحدة الصدارة في كمية انتاجها على مستوى العالم وكما موضحة في الجدول (1) وسنركز على دراسة الحمضيات والتمور كنموذج لهذه المحاصيل.